ذكرنا سابقًا أربعة واليوم نستكمل باقية الاقسام وهم كالآتي:
5 ـ الذكاء الجسمي ـ الحركي: يَميلُ أصحاب هذا الذكاء لاستعمال الجسم في حل المشكلات، والقيام ببعض الأعمال، والتعبير عن الأفكار والأحاسيس. إنَّ التلاميذ الذين يتمتعون بهذه القدرة يَتفَوَّقون في الأنشطة البدنية، وفي التنسيق بين المرئي والحركي، وعندهم ميولٌ للحركة ولمس الأشياء. يتميَّز بهذه القدرة الجسمية الحركية الفائقة، الممثلون، والرياضيون، والجرَّاحون، والمُقَلِّدون، والموسيقيون، والمخترعون.
6 ـ الذكاء الموسيقي: يَسمح هذا الذكاء لصاحبه بالقيام بالتعرف على النغمات الموسيقيَّة، وإدراك إيقاعها الزمني، والإحساس بالمقامات الموسيقية، والتفاعل العاطفي مع هذه العناصر الموسيقية. نجد هذا الذكاء عند المُتعلِّمين الذين يستطيعون تذكر الألحان والتَّعَرُّف على المقامات والإيقاعات، وهذا النوع من المتعلمين يُحِبُّون الاستماع إلى الموسيقى، وعندهم إحساس كبير بالأصوات المحيطة بهم. نجد هذا الذكاء لدى المنشدين، وقُـرّاء القرآن، والشعراء، وكذلك عند المُـلَحِنين وأساتذة الموسيقى.
7 ـ الذكاء البصري ـ الفضائي: يتمحور حول القدرة على خلق تمثلات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنيّاً وبطريقة ملموسة، يُمَكِّن صاحبه من إدراك الاتجاه، والتعرُّف على الوجوه أو الأماكن، وإبراز التفاصيل، وإدراك المجال وتكوين صورة عنه.
إنَّ المتعلمين الذين يَتَجلّى لديهم هذا الذكاء محتاجون لصورة ذهنية أو صورة ملموسة لفهم المعلومات الجديدة، كما يميلون إلى معالجة الخرائط الجغرافية واللوحات والجداول وتعجبهم ألعاب المتاهات والمركبات.
يوجد هذا الذكاء عند المختصين في فنون الخط، وواضعي الخرائط والتصاميم، والمهندسين المعماريين، والرسامين، والنّحّاتين.
8 ـ الذكاء الطبيعي: يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات. إنَّ الأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية، ويُحِـبّون معرفة كل شيء عنها، كما يحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة مختلف مكوِّناتها.
بالإضافة إلى هذه الأنواع الثمانية ، يقترح جاردنر نوعًا تاسعًا بقوله: ”يبدو لي اليوم أنَّ هناك شكلاً تاسعاً من الذكاء يفرض نفسه، وهو الذكاء الوجودي، وهو يتضمن القدرة على التأمل في المشكلات الأساسية؛ كالحياة، والموت، والأبدية“. وسيلتحق هذا الذكاء بقائمة الذكاءات السابقة لمجرد أن يتأكد وجود الخلايا العصبية التي يتواجد بها (Gardner,1997). ويمكن اعتبار “أرسطو” و”جان بول سارتر” و”كير كجارد” نماذج ممن يجسدوا هذا الذكاء التاسع، إذا ثبت مكانه في الدماغ.
-إنَّ القائمة السابقة لأنوع الذكاء هي قائمة مبدئية، لأنَّ كل نوع من أنواع الذكاء السابق ذكرهم يمكن تقسيمه إلى أنواع فرعية، كما يمكن أن يختلف الأفراد فيما بينهم في النوع الواحد من الذكاء.
.