الرد على أكذوبة التحام الكروموسوم 2 في الإنسان من الشيمبانزي أو السلف المشترك المزعوم – اقرأوا معنا أبسط شرح
واحدة من أشهر المحاكمات في التاريخ الأمريكي وصراعه المتكرر بين الإشارة للخلق الإلهي أو لـ (خرافة) التطور في (التدريس) كانت محاكمة دوفر الشهيرة 2005 أو كما اشتهرت باسم (كيتزميلر ضد دوفر Kitzmiller v. Dover)
تلك المحاكمة التي كان من أقوى النقاط الحاسمة فيها لصالح (خرافة) التطور : هي اعتماد دكتور البيولوجيا التطوري بجامعة براون Brown كينيث ميلر Kenneth Miller على واحدة من أقوى أسس (خداع) التطوريين للعالم ألا وهي :
الاحتجاج بالجهل !!
إنها نفس الأساس المستخدم منذ أكثر من 100 سنة في (خدعة) الأعضاء الآثارية أو الضامرة !! وهي نفس الخدعة المستخدمة مع حفريات الأنواع المنقرضة – وغير ذلك الكثير والكثير الذي فضحناه وكشفناه ولله الحمد في سلسلتنا مرارا وتكرارا
ولكن …..
بأي شيء احتج التطوري كينيث ميلر هذه المرة في شهادته أمام المحكمة ؟ والتي كانت نقطة تحول كبرى وفاصلة في الحكم النهائي لصالح (خرافة) التطور للأسف ؟
—————
لقد لاحظ العلماء والباحثون في الكروموسوم رقم 2 عند الإنسان (والإنسان لديه 46 كرومسوم في كل خلية جسدية) مناطق داخلية فيه تشبه المناطق الطرفية في الكروموسومات (أي التي مفترض وجودها في طرفي كل كروموسوم وتدعى بالتيلومير Telomere) – وعلى الفور بدأ (الحس التطوري في الكذب واختراع الافتراضات) في النشاط !! إنه أمام (لإرصة جديدة) لكذبة جديدة وافتراض جديد لـ (تضليل العالم) لبضعة سنوات إلى أن يتم كشفه : لتظهر كذبة جديدة بعدها وهكذا ….
فالكذبات في التطور لا تنتهي
وكذلك المخدوعون بخرافة التطور : لا يتعظون للأسف !!
هذا الاكتشاف كان من أواخر القرن العشرين – ولكن أشهر مَن جاهر به كان الدكتور كينيث ميلر في شهادته كما قلنا في قضية دوفر – فماذا قال ؟
قال (وباختصار) : أن القردة العليا (مثل الغوريلا والأورانجتان والشيمبانزي والبونوبو) لديهم 48 كروموسوم (أي 24 زوج) – وبما أن الإنسان لديه 46 كروموسوم (أي 23 زوج) : فإنه (وفقا لخرافة التطور) : قد (التحم Fuse) كروموسومان منهم ليصيروا كروموسوما واحدا في الإنسان – وهذا تفسير قلة عدد كروموسومات الإنسان عنهم !!
ثم قدم دليلا على ادعائه بوجود مناطق التيلومير (التي تكون موجودة على أطراف الكروموسومات) في داخل الكروموسوم رقم 2 في الإنسان !!
بل وذهبوا لأبعد من ذلك وافترضوا أنه طالما كان الشيمبانزي هو الأقرب (جينيا) للإنسان بزعمهم : فإن ذلك الحدث وقع تطوريا في كرومسومات شبيهة بالشيمبانزي – وعلى هذا ذهبوا لكرومسومين في الشيمبانزي وأسموهما 2A و 2B للدلالة على أنهما هما اللذان التحما وكونا الكروموسوم 2 في الإنسان !!
فما هي القصة يا ترى ؟؟
ويا ليت مع بعض الشرح والتبسيط لأجل قرائنا غير المتخصصين كما عودناكم
————————–
1)) ما هي الكرومسومات ؟
اكتشف العلماء في القرن الماضي أن كل صفات الكائن الحي مخزونة داخل كل خلية حية من خلاياه (يعني كل خلية فيها كتالوج كامل لصفات جسده) – وهذا الكتالوج توصلوا إلى أنه داخل كل (نواة) من أي خلية – وأما شكله ؟ فيمكن تشبيهه بخيوط لولبية مزدوجة طويلة جدا ملتفة حول بعضها البعض داخل النواة – وهي التي تمثل الحمض النووي الوراثي أو DNA – فاسمها حمض : لأن تركيبها حمضي – ونووي : لأنها في داخل النواة – ووراثي : لأنها تحمل الصفات الوراثية من الأب والأم للإنسان
هذه الخيوط المعقدة والطويلة جدا وعند انقسام الخلية الواحدة أو تضاعفها إلى اثنتين : تقوم بأعمال غاية في الروعة والإبداع والإحكام تسخر بها من خرافات الصدفة والعشوائية وطفولية التطور !!
حيث تقوم بتشكيل مجموعات من الخيوط تسمى كروموسومات أو صبغيات (وسُميت بالكروما أو الصبغة لأن العلماء يصبغونها بصبغات كيميائية معينة حتى يستطيعون رؤيتها جيدا تحت الميكروسكوب أو المجهر ولا تختلط بباقي مكونات الخلية الكثيرة – والإنسان فيه 46 كروموسوم كما قلنا – والكروموسومات تختلف في الحجم والطول والعدد من كائن لآخر)
هذه المجموعات أو الكروموسومات تقوم بالاصطفاف في وسط النواة (يُسمى بالطور الاستوائي) ثم يتلاشى غشاء نواة الخلية ليظهر لدينا جسمين يسميان بالسنتروسوم : كل منهما سيتولى فصل نصف الكروموسومات في خلية جديدة بنواة جديدة عن طريق ظهور خيوط مغزلية تجذب كل كروموسوم من منتصفه تقريبا أو من نقطة معينة منه اسمها السنترومير Centromere إلى كل جسم من الجسمين السنتروسوم
هذا الفيديو القصير من اليوتيوب للشرح المبسط :
https://www.youtube.com/
ولنتابع….
————————–
2)) ما هو السنترومير ؟
إذن من الشرح المبسط السابق عرفنا أن المنطقة التي يتم جذب وفصل الكرومسومات منها تسمى السنترومير Centromere (من كلمة سنتر Center أي منتصف) ويختلف مكانها بالضبط داخل كل كروموسوم (يعني لا تكون دوما في منتصفه بالضبط)
والعلماء يعرفونها من تتابعاتها المميزة والمكررة بكثرة ملحوظة في القواعد النتروجينية الأربعة التي تكون الحمض النووي أو DNA
————————-
3)) ما هو التيلومير ؟
التيلومير Telomere يمكن تشبييه بقطعة المعدن الصغيرة في نهاية طرف خيط الحذاء !! فالتيلوميرات تتواجد دوما عند نهايات أطراف خيوط الكروموسومات – ويعرفها العلماء أيضا بتكراراتها الكثيرة جدا المميزة ولكن .. إذا كنا عرفنا فائدة السنترومير : فما هي فائدة التيلوميرات ؟
في الحقيقة يمكن إيجاز فوائد أو وظائف التيلوميرات في النقاط الثلاث التالية :
1-
هي علامة على عمر الانقسامات الخلوية داخل جسم الكائن الحي !! بمعنى أن تتابعات التيلوميرات تكون طويلة جدا عند الطفل الوليد – ثم مع كل انقسام للخلية والحمض النووي : تقصر هذه التضاعفات أو التيلوميرات في الطول
2-
منع التحام نهايات الكروموسومات مع بعضها البعض أثناء الانقسام (وهذه هامة جدا) !
3-
حماية نهايات الكروموسومات من التآكل أو التحلل أو التأثر بالإنزيمات المحللة للحمض النووي DNA
ومن النقطة الثانية لو تلاحظون : فإن من مهامها أصلا : ((منع الالتحام)) !!
(لاحظوا أن كل الأكذوبة التي قالها الدكتور التطوري كينيث ميلر تدور أصلا حول ((التحام كروموسومين)) في كروموسوم واحد عند الإنسان (وهو الكروموسوم رقم 2)
وهناك ملحوظة ثانية أهم وهي :
أن أكثر هذه التفاصيل عن التيلوميرات لم تكن متاحة وقت المحاكمة في 2005 !!
(الاحتجاج بالجهل – تذكروا …)
بل وإحدى جوائز نوبل نفسها عام 2009 كانت لثلاثة باحثين ودكاترة بخصوص وظيفة هذه التيلوميرات وإنزيمها التيلوميريز – ثم بلغت المعلومات منحنى كبيرا في 2011
وهذا فيديو قصير للشرح :
https://www.youtube.com/
ولنتابع
———————
4)) دراسة الأكذوبة تحت مجهر العلم الحقيقي
إن أول ما يصدم التطوريين هنا ومَن يصدقهم أو يثق بهم : هو أن التتابعات التي (تشبه) التيلوميرات والتي وجدوها داخل الكروموسوم رقم 2 في الإنسان :
لا تتواجد في المكان الذي افترضوا أنه الذي وقع فيه الإلتحام !!!!
بل وهذا بالضبط كان العنوان ((الرئيسي والعريض)) لدراسة بحثية تجريبية مُراجعة منشورة في موقع ncbi الشهير :
Interstitial telomeric sequences (ITSs) are not located at the exact evolutionary breakpoints in primates.
والترجمة :
تتابعات التيلوميرات الداخلية (واختصارا ITSs) ليست في مكان الفصل التطوري المُحدد في الرئيسيات !!
رابط الدراسة :
https://
وهي دراسة قاصمة للفرضية من أساسها لأنها تنص على وجود هذه التتابعات أصلا في الكروموسوم في هذا الموضع من قبل أي تطور مزعوم (يعني باختصار لها فائدة) !!
إذن :
نحن أمام فضيحة كبرى للـ (احتجاج بالجهل) لصالح خرافة التطور : تماما مثل فضيحة زعم التطوريين أن أكثر تتابعات الحمض النووي هي خردة أو لا فائدة منها أو جانك Junk !! فظهر أنها كلها لها فوائد في عمليات النسخ والتحكم في بدايته ونهايته وتخطيه أو تفعيله !!
فإذا أضفنا إلى ذلك أن العلماء إلى اللحظة لا زالوا يكتشفون الوظائف المعقدة والمدهشة لبعض التتابعات الشهيرة في الحمض النووي DNA مثل منطقة السنترومير مثلا والتي تتصل بخيوط المغزل عند انفصال الكروموسومات : فسنعرف مدى جرأة التطوريين على الكذب ولكن ….
هي عادتهم ولم تعد تمثل لهم أي إشكال منذ أكثر من 100 عام !! وإلا :
فكيف تعتقدون انتشرت خرافة التطور إلى اليوم ؟
يكفي أن نسأل هنا بكل بساطة : وهل ظهر السنترومير الجديد في الكرومسوم 2 أيضا بالصدفة والعشوائية أو الطفرات ؟!! وخصوصا وقد علمنا الآن أنه مميز كذلك من مجموعة من المتتابعات المتكررة ؟!! (ولعله من الطريف هنا الإشارة أنهم يسمون السنترومير الجديد بالسنترومير الخفي Cryptic centromere) – ثم زعموا ان أحد السنتروميرين القدامى قد فقد وظيفته (لكي يفسروا كيف ان الخلية لن تتشوش في مرحلة الفصل إذ سيكون أمامها 2 أو 3 سنترومير !! فمع مَن سترتبط خيوط المغزل عند فصل الكروموسومات) ؟
————————-
5)) ملحوظة أخرى ؟ مَن هو أول بشري مُـلتحم ؟!!
حيث وفقا للسيناريوهات التطورية :
فلدينا سلف مشترك (مجهول طبعا) يزعمون أنه الذي تطورت منه الرئيسيات مثل القردة العليا : الغوريلا والأورانجتان والبونوبو والشيمبانزي – والإنسان
وبما أن كل القردة العليا تملك 48 كروموسوم – في مقابل الإنسان وحده 46 كروموسوم :
فإن هذا السلف المشترك من المفترض امتلك 48 كروموسوم هو الآخر
والسؤال الآن :
هذه الطفرة الجبارة التي قامت بلصق كروموسومين كما (يفترضون) و (يتخيلون) ولم يرى ذلك أحد : هذه الطفرة هل وقعت في إنسان واحد فقط ؟ (ذكرا كان أو أنثى) ؟؟
أم وقعت في اثنين أو جماعة كاملة من البشر مرة واحدة في وقت واحد وفي نفس المكان من الكروموسوم ؟؟؟ (عجيب !!)
وأيا ما يكن – وحتى لو جارينا التطوريين في قصص قبل النوم الخاصة بهم : فهناك مشكلة أكبر وأكبر عند أول المتحولين إلى بشر وهي :
أن مثل هذا الالتحام : سيؤثر في كيفية ترتيب واصطفاف الكروموسومات عند انقسام الخلية !! أو بمعى آخر : لن تنتج أمشاجا تناسلية ذكرية أو أنثوية بصورة طبيعية أو بغير مشاكل !! بل العكس : معروف أن مثل هذه التغيرات الكبيرة (الحجم) في الكروموسومات من طفرات النسخ واللصق : هي التي تتسبب في عدة متلازمات مرضية شهيرة مثل متلازمة داون Down syndrome أو الطفل المنغولي – وتيب أغلب هذه المتلازمات أصحابها بالعقم لذات السبب !!
وكل ذلك ليبقى السؤال الذي لم يلتفت إليه أحد :
كيف ظهر أول البشر بهذه الخرافة التحولية العجيبة من التحام الكروموسوم 2 كما يزعم التطوريون ؟؟؟
نتمنى تكونوا استفدتم معنا في هذه المرة كذلك
ونراكم على خير