هل سبق أن سمعت عن تشخيص للأمراض الداخلية كالمشاكل القلبية أو الأورام.. الخ، بدقّة وبمدّة لا تتجاوز الساعة ؟!
إنها تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي !
التصوير بالرنين المغناطيسي هو فحص شهير تستخدمه معظم المشافي حول العالم بغية تكوين صورة مفصّلة ودقيقة لأنسجة الجسم الداخلية باستخدام حقل مغناطيسي قوي وموجات راديوية .
وهو مغاير للتصوير الطبقي المحوري (CT) الذي يستخدم الأشعة السينية المؤينة X-ray ، والتي من الممكن أن تلحق الضرر بالمريض .
لقد أحدثت هذه التقنية ثورة في الطب وعلم الأحياء ، فبالإضافة لكونها تساعد على تشخيص الأمراض كذلك ساعدت الباحثين والأطباء في أبحاثهم الطبية .
خلفية عن التصوير بالرنين المغناطيسي:
فكرة الرنين المغناطيسي تعود إلى عام ١٩٧١ حينما قُدِّمَ تقرير بقلم الدكتور (ريموند دمدين) مفادهُ أن أنسجة الفئران المصابة بالورم تظهر بوضوح تحت الرنين المغناطيسي مقارنة مع الأنسجة السليمة ، وأن هذا الفحص أدق من الفحص المخبري .
وأول من قام بإجراء فحص الرنين المغناطيسي هو الدكتور (ريموند دمدين) عام 1977 حيث استغرق التصوير وقتها ٥ ساعات ليعطي صورة لكامل الجسم البشري .
ما آلية التصوير بالرنين المغناطيسي؟
يتكون الجهاز من مغناطيس ضخم على شكل قوس وفي وسطه سرير متحرك يسمح بإدخال المريض إلى قلب القوس المغناطيسي ، بالإضافة إلى جهاز كمبيوتر لتكوين صورة للهياكل والأنسجة الداخلية لجسم الانسان .
عندما يدخل المريض ضمن المجال المغناطيسي للمغناطيس الأول في الجهاز يتعرض الجسم لموجات مغناطيسية مسبِّبة إثارة لذرات الهيدروجين ( أو لنقل بروتونات! ) في جزيئات الماء في الجسم البشري ، حيث تشكل ذرات الهيدروجين بالأصل حقولًا مغناطيسية صغيرة حولها مما يجعلها تتأثر بالمجال المغناطيسي المُطبق من الجهاز فتصطف باتجاه واحد بدلًا من توضعها باتجاهات عشوائية ، فيقوم الجهاز بتلقي الموجات المغناطيسية من الذرات المُثارة وإرسالها إلى الحاسب ، وأخيرًا يتم تحويلها إلى صورة توافق تلك الموجات المغناطيسية .
أما المغناطيس الثاني فهو مغناطيس مؤقت : عبارة عن ملفات كهربائية، وعند مرور التيار الكهربائي عبرها تتحول إلى مغناطيس مما يؤدي إلى اهتزاز ذرات الهيدروجين وعندما يتم إيقاف المجال الثاني تعود الذرات إلى وضعها المستقيم .
يسبب المجال المغناطيسي أيضًا اهتزازَ الملفات نفسها ، فتصدر أصوات طَرق يسمعها المريض من داخل الجهاز .
لا يشعر المريض بالتغيرات المغناطيسية التي تحدث في جسمه ، إنما الجهاز والحاسب الموصل به هما فقط اللذان يتحسسان هذا التغير ويشكلان صورًا دقيقة للجسم نتيجة تلك التغيرات .
وعلى الرغم من أن مكان توضع المريض في الجهاز قد يكون ضيقًا ، لكن العملية آمنة ولا يوجد فيها أي ضرر إشعاعي على جسم الإنسان .
في هذه القائمة الصغيرة أهم الحالات التي نستخدم فيها هذه التقنية :
• تشوهات الدماغ والنخاع الشوكي.
• أورام وتشوهات أخرى في مختلف أماكن الجسم.
• إصابات وتشوهات المفاصل مثل آلام الظهر.
• أنواع معينة من المشاكل القلبية.
• أمراض الكبد وغيرها من أمراض البطن.
• أورام الحوض عند النساء مثل : ورم البطانة الليفية وورم الرحم.
• فحص شذوذ الرحم عند المرأة وذلك لتقييم العقم.
ما الذي يجب القيام به قبل الفحص ؟
عند وصولك لغرفة التصوير ، تخلع ملابسك وترتدي ثوبًا خاصًا لفحص الرنين ، وذلك لضمان عدم وجود أي قطعة معدنية داخل ثيابك أو في ثناياها .
ثم تدخل الغرفة وتبقى وحيداً على سرير الجهاز بعد أن يضمن الفني أو الطبيب راحتك عبر وضع الوسائد المناسبة ، وإذا كان المريض طفلًا فغالبا ما يوضع سدادات على أذنيه تعزله عن الأصوات التي يصدرها الجهاز أثناء التصوير .
ما الذي يحدث أثناء التصوير ؟
ستكون وحيدًا على سرير ، وعلى اتصال صوتي مع الطبيب ليضمن استعدادك لبدء التصوير ، وأثناء التصوير سيتحتم عليك البقاء ثابتًا قدر الإمكان ؛ لأن أي حركة تصدر عنك ستعطل آلية تشكيل الصور ، وسوف تسمع بعض الضجيج الصاخب الصادر عن الجهاز وهو أمر عادي جدًا .
إذا شعرت أنك متعب وأن صحتك تتدهور أثناء التصوير يمكنك طلب إيقاف الفحص من الطبيب الذي يكون على اتصال صوتي معك .
ما الذي يحدث بعد التصوير ؟
يتأكد الفني أو الطبيب الذي قام بالتصوير من الصور الناتجة إن كان هنالك نقص في الصور أو عطل في إحداها ، ويُعدُّ تقريرًا قصيرًا لطبيبك المختص .
ثم تستلم الصور وتتكل على الله
نتابع معكم بإذن الله في المقال القادم عن أهم ما قد يخطر ببالك في حال احتجت لهذا الفحص ونسأل الله ألا تحتاجه، دمتم بحصة وعافية