لا بد وأنك سمعت عن الأدوية التي يستخدمها عددٌ من لاعبي كمال الأجسام لتتعضّى لديهم تلك العضلات، ولكن هل تعلم أن الرياضيين في كثيرٍ من الرياضات يستخدمون هذه الأدوية لتتضاعف قدراتهم! ولكن ما هو الجانب المظلم من استخدام هذه الأدوية؟ تابع معنا:
#الستيرويدات الابتنائية:
هي عقاقيرٌ مصنعةٌ بحيث تُماثل هرمون التستوستيرون الذكري، ويطلق عليها اسم الستيرويدات الابتنائية منشطة الذكورة. تشير كلمة (الابتنائية anabolic) إلى بناء العضلات، و (منشط الذكورة androgen) يشير إلى زيادة الخصائص الجنسية الذكرية.
توصف هذه المنتجات طبيًا لعلاج بعض المشكلات الهرمونية مثل تأخر سن البلوغ، ولعلاج بعض الأمراض التي تسبب ضمور العضلات مثل السرطان والإيدز. ولكن بعض الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام يستخدمونها لتعزيز الأداء الرياضي أو لتحسين مظهرهم، وهذا سوء استخدامٍ لها، حيث يأخذونها -عن طريق الفم أو الحقن مباشرةً في العضلات- بجرعاتٍ أعلى من الجرعات الموصوفة لعلاج الحالات الطبية بـ 10-100 مرة، وقد تؤخذ أيضًا عن طريق الجلد (كريم cream ، مادة هلامية gel ، لصوقات patch)
ما #التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدام هذه الأدوية؟
أ- قد تؤدي إلى:
١مشاكل نفسيةٍ، مثل:
جنون العظمة، والتهيج الشديد وحِدّة الطبع، وأوهامٌ وأفكارٌ ومعتقداتٌ خاطئةٌ، ويمكن أيضًا أن تُحدث تقلباتٍ في المزاج، بما في ذلك الغضب والميل إلى العنف.
٢ التأثيرات الصحية الأخرى، مثل:
حب الشباب الحاد، و انتفاخ الجسم خاصةً في اليدين والقدمين.
ب- التأثيرات المترتبة على المدى البعيد:
مشاكل في الكلى، وتلف الكبد، وتضخم القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتغيرات في نسبة الكولسترول في الدم، والتي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
ج- الستيرويدات الابتنائية والأمراض المعدية:
يزيد استخدام الستيرويدات الابتنائية من خطر الإصابة أو نقل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وفيروسات التهاب الكبد.
د- تختلف التأثيرات الأخرى تبعًا للجنس والعمر:
عند الرجال يحدث: تقلص الخصيتين، نقص عدد الحيوانات المنوية، صلع، نمو الثدي، زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات.
عند النساء: نمو شعر الوجه أو الشعر الزائد في الجسم، الصلع، تغييرات أو توقف الدورة الشهرية، خشونة الصوت.
عند المراهقين: توقف النمو (حيث تعطي هذه الستيرويدات إشارةً للجسم لوقف نمو العظام في وقتٍ مبكرٍ جدًا)، ارتفاع معدل التقزم، وبعض التغيرات الجسدية مثل تقلص الأعضاء الجنسية لدى الرجال إضافةً إلى الآثار الجانبية النفسية مثل اضطرابات المزاج.
#طرقٌ غير ناجحةٍ لتجنب التأثيرات الجانبية:
يعتقد بعض الرياضيين وغيرهم -ممن يسيئون استخدام هذه الستيرويدات- أنه يمكن تجنب الآثار الجانبية باستخدام بعض الطرق، إلا أنَّه لا يوجد أي دليلٍ علمي على أنَّ أيًا منها يمكن أن يقلل التأثيرات الضارة بالجسم؛ ومن هذه الطرق:
التدويرcycling: تناول جرعاتٍ من هذه الأدوية لفترةٍ من الزمن، ثم إيقافها، ثم إعادة أخذها مرة أخرى بعد مدة.
التراص stacking : الجمع بين اثنين أو أكثر من أنواع مختلفة من الستيرويدات.
التهريم pyramiding : زيادة الجرعة ببطءٍ تدريجيًا حتى بلوغ الذروة، ومن ثم تقليل الجرعة مرة أخرى تدريجيًا
#الإدمان وأعراض الانسحاب:
ليس للمنشطات على المدى القصير تأثيرات على الدماغ كالتي تسببها العقاقير التي تسبب الإدمان عادةً، ويرجع ذلك إلى أن هذه الستيرويدات لا تؤدي إلى زياداتٍ سريعةٍ في الدوبامين (مادةٌ كيميائيةٌ في الدماغ).
ولكن على المدى الطويل تعمل على بعض النواقل العصبية في المخ مثل الدوبامين والسيروتونين لذا فهي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على المزاج والسلوك؛ فنتيجةً لذلك قد تؤدي إلى الإدمان، وبالرغم من ذلك فقد يستمر الناس بالإفراط في تعاطيها رغم تكلفة ذلك ورغم تأثيرها السلبي على علاقاتهم وسلوكياتهم.
وقد وجدت الأبحاث أيضًا أنَّ بعض مستخدمي هذه الأدوية يتناولون أدويةً أخرى تسبب إدمانًا شديدًا (مثل المواد الأفيونية) وذلك للحد من مشاكل النوم والتهيج التي تسببها هذه الستيرويدات.
أما عن أعراض الانسحاب التي قد يعاني منها الناس عند توقف استخدام هذه الستيرويدات فتشمل:
تقلب المزاج، تعبٌ، الأرق، فقدان الشهية، مشاكل النوم، انخفاض الدافع الجنسي، الرغبة الشديدة للستيرويد، وأخطر هذه الأعراض الاكتئاب والذي يؤدي في بعض الأحيان إلى محاولات الانتحار.
#العلاج من إدمان الستيرويدات:
١_ وُجِد أن العلاج السلوكي مفيدٌ.
٢_في بعض حالات الإدمان الشديدة، تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج الاكتئاب، وأدويةٌ لعلاج الصداع وآلام العضلات والمفاصل، وقد استخدمت أدويةٌ أخرى للمساعدة في استعادة النظام الهرموني للمريض.
أخيراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لجسدك عليك حقاً)) فحافظ على الرياضة ولكن ابتعد عن مثل هذه الأدوية.
دمتم بصحة وعافية