السكتة الدماغية (brain stroke) الجزء الثاني
بعد الحديث في مقالٍ سابقٍ عن السكتة الدماغيّة والتعريف بها وأنواعها وأعراضها نستمرّ معكم في التّعرف أكثر على هذه الظّاهرة الخطيرة وواسعة الانتشار، ولتصلكم الاستفادة -وليس المعلومات فقط- فلا بد من الحديث عن أسبابها وطرق تجنب العوامل المؤدية لهذه الظّاهرة والوقاية منها والإجراءات الإسعافيّة المطلوبة في حال واجهتنا هذه الحالة التي غالبًا ما تحدث فجأةً…!!
#أسباب_السكتة_الدماغية:
قد يكون سبب السكتة الدماغيّة اضطرابات الشرايين الدماغيّة نفسها، أو من الشرايين التي هي خارج الدماغ، فتصلّب الشرايين الذي يُمكن أن يَحدُث بسبب ترسّب صفيحاتٍ من الكولسترول أو الشحوم الثلاثيّة أو الكالسيوم يُعطي هذه الشرايين صلابةً، ويجعل احتمال تشكّل الخثرات التي تسد الشرايين أكبر، وقد تتفتت هذه الخثرات إلى خثراتٍ أقل حجمًا بإمكانها التحرّك بحريةٍ والانتقال إلى شرايين أصغر والتراكم داخلها وسدّها وهذا يفاقم المشكلة مالم يَحدث تدخلٌ طبيٌّ سريعٌ.
وأخيرًا يمكن للشرايين الضعيفة أن تتمزّق وتنزف في الدماغ وخصيصًا في حالات ارتفاع ضغط الدّم.
#الوقاية من السكتة:
إن الحالات التي تزيد فيها احتماليّة وقوع السكتة هي حالات الضغط الدموي المرتفع وارتفاع كولسترول الدم ومرض السكريّ بالإضافة إلى البدانة، وبهذا يمكن إنقاص حوادث الإصابة بالسكتة بمتابعة هؤلاء المرضى ومتابعة حالاتهم دوريًا وعلاجها.
كما يمكن التخفيف من الإصابة بالسكتة عبر #تغيير_نمط_الحياة كاتباع العادات الصحيّة، على سبيل المثال: التوقف عن التدخين، البدء بممارسة تمارين رياضيةٍ، وكذلك تجنُّب الكحوليات (لا تنسَ النية لله).
وأخيرًا وليس آخرًا نذكر؛ #للحمية الجيّدة دورٌ كبيرٌ في تجنُّب الإصابة كالإقلاع عن الطعام عالي الدسم والكولسترول لتجنب ترسّبه على جدران الشرايين، الطّعام الحاوي على نسبةٍ مرتفعةٍ من الأملاح يزيد من الضّغط الدّمويّ، وهو أحد أسباب السكتة لذلك يُستحسن تجنُّبه.
وتتطلب الحمية طعامًا غنيًا بالخضروات والفواكه والبقوليات والسمك والقليل من اللحوم وخصيصًا الحمراء.
للأسف هناك عوامل لا يمكن التحكم بها تزيد من احتمال حدوث السكتة كالعوامل الوراثية وبعض الأجناس.
#العلاج_الإسعافيّ_للسكتة:
يعتمد العلاج الإسعافيّ على نوع السكتة وعلى الحالة الصحيّة للمصاب.
بالنسبة للسكتة الإقفارية فيعتمد علاجها على إزالة الخثرة التي تسد الشريان، وغالبًا ما يحدث ذلك باستخدام الأدوية الحالة للخثرة مثل الأدوية المشابهة لـ(TPA) مُنشّط البلازمينوجين النسيجيّ مثل اليوروكيناز والألتبلاز حيث تؤخذ وريديًا لإذابة الجلطة وتحسين وصول الدم إلى الجزء المتضرر ولكنها يجب أن تُؤخَذ سريعًا.
حيث تؤخذ عبر الوريد وتُساعد على تحطيم الخثرات والصفائح المتراكمة، أما السكتة النزفيّة فيعتمد علاجها على وقف النّزف وخفض ضغط الدم وتقليل الوذمة الدماغيّة brain swelling .
بعض الخثرات تُزال جراحيًا.
أما الوقاية اللاحقة من حدوثها فتُستخدم أدويةٌ مانعةٌ لتجمّع الصفيحات مثل الأسبرين.
العلاج_الدّائم_للسكتة:
يمكن أن تتسبب السكتة بأضرار مزمنةٍ خصيصًا إذا ما تضررت بعض الخلايا الدّماغيّة أو تَموّتت نتيجة عدم العلاج أو تأخره.
يعتمد الضرر الذي تُحدثه السكتة على المكان الذي حدثت فيه (على سبيل المثال: إذا حدثت في الباحة الحركيّة فسيؤثر على حركة أحد الأطراف وهكذا…)
يعتمد جزءٌ من العلاج على إعادة التأهيل وذلك يتم عبر الممارسات الطويلة والتّدرب، فمثلًا إذا تأثرت باحة الكلام فيمكن العودة والتدرب على الكلام ونفس الأمر بالنسبة للحركة إذا كان المتضرر باحة الحركة وهكذا…
تُعيد العلاجات الطويلة استرجاع بعضٍ من هذه القدرات في حال لم يكن الضّرر كبيرًا جدًا.
وهكذا نكون من خلال هذين المقالين قد تحدثنا عن أهم جوانب هذه الظّاهرة الشّائعة والخطيرة في مجتمعاتنا بسبب سوء الوعي الصحيّ وإدراكنا لخطورتها ودمتم سالمين.
المصدر :
https://www.medicinenet.com/stroke_pictures_slideshow/article.htm