قد تكون #الجراثيم المسؤولة عن مرض هانسن مختبئة لقرون في القوارض.
كان مرض الجذام قد خبأ نفسه في حيوان السنجاب الأحمر، في كلٍ من المملكة المتحدة وإيرلندا، لذلك فإن هذا المرض المؤلم والمشوِّه لم ينتقل بين البشر إلا نادراً، منذ العصور الوسطى.
وقد أعطت #القوارض ذات الذيل الكثيف (Sciurus vulgaris) بعد فحصها نتائج إيجابية للجراثيم المسببة للجذام، وذلك في أماكن مختلفة حول الجزر البريطانية.
يقول مساعد مقدم الدراسة ستيوارت كول:
“تُبين التقارير أنه إذا أصبح مرض ما منقرضاً لدى البشر، فمن الممكن أن يبقى موجوداً في البيئة إذا توفر له الخازن المناسب”. وفي هذه الحال، تبدو حيوانات السنجاب حاضنا مثاليا لجراثيم الجذام.
وقد عُرف الجذام بمرض هانسن حتى وقت قريب، و قد اعتُقِد أنه ينتقل بين البشر فقط، لكن في عام 2011، اكتشف فريق من العلماء – بينهم كول – المرضَ في حيوان المدرع ذي النطاقات التسعة جنوبي الولايات المتحدة.
يقول في ذلك عالم الأحياء الدقيقة ريتشارد ترومان: “واحد من الاشياء التي لم نستطع فهمها حول الجذام: استمرارُه مدة طويلة على الرغم من انتشاره الضئيل”.
ولذلك، قد يساعد اكتشاف جراثيم الجذام في حيوانات مختلفة على توضيح سبب قوة التصاق هذا المرض بالبشر.
لقد قام كول ورفاقه بتحليل 110 جثث لسناجب حمراء في سكوتلاندا وإيرلاندا وجزيرتين قبالة ساحل بريطانيا، وقد أعطت (13 عينة تبدو مريضة، و21 عينة تبدو سليمة، من مجموع 97) نتائجَ إيجابية عند فحص جراثيم الجذام.
عانت #السناجب المريضة من آفات جلدية وفرو مرقع واعتلالات عصبية، بشكل مشابه للأعراض عند الإنسان، وقد وجد الفريق أنواعاً لجراثيم الجذام في السناجب في سكوتلاندا وإيرلاندا وجزيرة وايت، وهي المتفطرات الجذامية الورمية (Mycobacterium lepromatosis)، والمتفطرات الجذامية (Mycobacterium leprae) في جزيرة براون سي.
وهذه السلالة من جراثيم الجذام (التي وجدت في سناجب جزيرة براون سي) تشبه السلالة التي انتشرت في بريطانيا في العصور الوسطى، وهذا قد يفسر انتشار جراثيم الجذام لمئات السنين في السناجب الحمراء دون تغير كبير في السلالة.
يُشِخَّص #الجذام اليوم لأكثر من 200000 شخص كل سنة، وخاصة في إفريقيا وجنوب آسيا، وتزيل الصادات الحيوية العدوى بسهولة في حال توفرها، ويمتلك أكثر من 95% من الأشخاص مناعة طبيعية ضد الجذام، لذا فإن المرض غير معدٍ كما هو شائع، كما أن احتمال الإصابة بالعدوى من السنجاب أو المدرع أو إنسان آخر ضئيل للغاية، في الوقت الذي قد تنقل به السناجب أمراضا أخرى أيضاً (كداء الكلب)، لذلك من الأفضل الإبقاء على مسافة آمنة مع حيوانات الغابة ذات الفراء.
.