الشيخوخة الضيائية Photoaging!!
تنبيه: عندما تُعجِّلُ أشعة الشمس تغيُّرَ شكلكَ إلى عجوز!
تعتبر أشعة الشمس مفيدة جدًا لتقوية العظام ولصحة الجسم إجمالاً، ورغم قلة آثارها الجانبية -عمومًا- إلا إنَّه أحيانًا يجب عدم إهمالها. فمن التأثيرات التي يغفل عنها الناس هي أنها قد تسبب جعل مظهرهم كمظهر العجائز في وقتٍ مبكر، مع زوال نضارة الجلد تلك! ماذا يجب أن تعرف عن الموضوع؟ لنفهم الموضوع بعمق أكبر سوف نصيغ مقالتنا
على هيئة سؤال وجواب.
تفضلوا معنا، بسم الله نبدأ:
ما المقصود بالشيخوخة الضيائية Photoaging؟
صاغ العالمان كليغمان مصطلح Photoaging عام 1986 لوصف التغييرات التي تظهر بعد سنوات عديدة من التعرض الجلدي للأشعة فوق البنفسجية (UVR)؛ كالتجاعيد، والتجفاف، وتغيرات في التصبُّغ. بينما عَرّفت جمعية الأمراض الجلدية الكندية هذه الحالة بأنها عبارة عن شيخوخة مبكرة، وتلف يصيب الجلد نتيجة تعرضه للأشعة فوق البنفسجية التي تأتي من الشمس على نحوٍ أساسي، أو من المصادر الصناعية لهذه الأشعة على نحوٍ ثانوي.
ويجب الإشارة إلى أن الشيخوخة الضيائية تختلف عن الشيخوخة الزمنية، حيث تؤثر الأشعة فوق البنفسجية بصورة ضارة على هيكل الجلد الطبيعي، ويعتبر التعرض بكثرة للشمس خلال فترة حياتك هو عامل خطر رئيسي لحدوث الشيخوخة الضيائية.
حسنًا، هل من الممكن أن تُعلِمنا بعلامات الشيخوخة الضيائية؟
العلامات كثيرة لتمييز هذه الحالة، ومنها:
• ظهور عروق عنكبوتية الشكل على الأنف والخدين والعنق.
• وجود العديد من البقع المصطبغة كالنمش ولون جلد غير متساوي.
• فقدان عام للون البشرة الطبيعي وحيويتها في المناطق المعرضة للشمس.
• مع التعرض المستمر لأشعة الشمس خلال السنوات؛ تزداد التجاعيد حول العينين والفم وتصبح التجاعيد عميقة وتظهر علامات العبوس على الجبهة، وتصبح مرئية حتى عند عدم العبوس.
• الأخطر من ذلك هو أنَّه قد تظهر بقع حمراء متقشرة تدعى بالتَقْران السَفعِيّ Actinic Keratoses والتي قد تكون آفة ما قبل سرطانية وتحتاج للعلاج.
حسنًا، لقد فهمنا أن أشعة الشمس تحوي الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في مثل هذا الضرر، لكن #هل من الممكن أن تعرّفنا أكثر عن هذه الأشعة؟
بالطبع، وكبداية، يجب أن تعلموا أنه يمكن تجزئة طيف الإشعاع فوق البنفسجي إلى عدد من المجالات التي أوصت بها المنظمة الدولية للمعايرة ISO، وسنكتفي بذكر المجالين A و B اللذان يصلان إلينا عبر طبقات الغلاف الجوي، أما UVC تمتصه طبقة الأوزون والغلاف الجوي بالكامل:
1). UVB: تخترق البشرة، وهي الطبقة الخارجية من الجلد، وتُتْلف الحمض النووي DNA في هذه الطبقة، وتسبب تغييرات أخرى في خلايا الجلد. قد يؤدي ذلك إلى ظهور علامات مبكرة للشيخوخة الضيائية، وقد تتطور بمرور الوقت خلايا ما قبل سرطانية وسرطانات الجلد.
2). UVA: تصيب البشرة أيضًا، وتخترق الجلد بعمق أكبر إلى مستوى الأَدَمَة، وبذلك لا تكتفي بأذية البشرة؛ بل تلحق الضرر بالكولاجين والإيلاستين اللذان يشكلان بنية الأدمة ويحافظان على مرونة الجلد ونضارته، ومن الممكن أن تتأذى الأوعية الدموية أيضاً.
#ما_مقدار التعرض للشمس الذي يسبب هذا النوع من الشيخوخة؟
هناك عوامل تجعل الأمر مختلف من فرد لآخر؛ فنوع بشرتك ومقدار التعرض غير الموقّى لأشعة الشمس يحددان مدى الخطر؛ مثلاً: (الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأشقر أو الأحمر والأشخاص ذوي البشرة التي تتأثر وتحترق عادةً عند التعرض لأشعة الشمس) هم الأكثر عرضة للخطر، أيضًا، أولئك الذين يقضون فترات طويلة في الشمس خلال العمل بالهواء الطلق، أو الترفيه يقعون في المجموعة الأكثر عرضة للخطر، بينما يظهر الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أعراضًا أقل.
يمكن أن تبدأ أعراض هذه الحالة في الظهور بأوائل العشرينات وباستخدام تقنية UV Technology يمكن الكشف عن المناطق التي تظهر تصبُّغ أكبر في البشرة، حيث تظهر على هيئة بقع غامقة تحت سطح الجلد تشبه النمش.
يبدو أننا كنا على وشك نسيان السؤال الأهم في حوارنا هذا: كيف نمنع هذه الشيخوخة وهل من نصائح؟
نعم أخي فالوقاية خير من العلاج وإليك هذه النصائح:
أولا: قم بحماية بشرتك بأفضل شكل ممكن طوال فترة تواجدك خارج المنزل خاصة بين الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 3 مساءً.
ثانياً: ابحث دائمًا عن الظل كلما كان ذلك ممكنً (الأشجار- المباني – الشمسية الواقية)، وارتدي ملابسًا تُغطي أكبر قدر من جلدك.
ثالثًا: يمكن للواقي الشمسي الحد من هذا.
هل من الممكن أن نقلل من العلامات إذا ظهرت؟
هناك العديد من الطرق المتبعة لذلك؛ كحقن ذيفان الوشيقية (يعرف أيضًا بالبوتكس) وحقن حشوات جلدية (الفيلر) والعلاج بالليزر والتقشير الكيميائي. (العلاجات العامة لشيخوخة الجلد). ولكن بالطبع؛ الوقاية خيرٌ من العلاج.
أدام الله شبابكم وبارك لكم فيه في الدنيا والآخرة.
الفريق الطبي
إعداد: محمد ياسر الصدفي.
مراجعة علمية: أمامة بالي.
تدقيق: مُصعب إدريس.