لعل من أكثر المشاكل الصحيّة التي يواجهها الإنسان هو الصداع؛ فما أسبابه وأنواعه وكيفية علاجه؟؟
————————————————-
أسباب الصداع كثيرةٌ، وقد يصعب حصرها في مقالٍ واحدٍ ولعل أشهرها الصداع التوتري (tension headache) ومن الأنواع الأُخرى:
– الصداع النصفيّ (الشقيقة).
– الصداع العنقوديّ(cluster headache) .
وفيهما يكون الصداع هو المرض بحد ذاته.
لكن هناك أمراضٌ أُخرى تسبب صداعًا بحيث يكون الصداع فيها عرضًا، كالتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الشريان الصدغيّ والتهاب السحايا ونزيف الدماغ وغيرها الكثير، لكن سنتحدث اليوم عن الصداع كمرضٍ بحد ذاته:
————————————————
أولًا: لنبدأ بالصداع التوتري tension headache؛
كثيرٌ منا واجه صداعًا توتريًا، ويعتقد أن سببه شدٌّ عضليٌّ في عضلات قشرة الرأس، ويتميز بأن الألم يبدأ متدرجًا وقليلًا إلى متوسط الحدة على غرار الصداع النصفيّ، ويستمر من عدة دقائق إلى بضعة أيامٍ، ولعل التوتر وضغوط الحياة هي السبب الرّئيس في الصداع التوتري، ومعالجته تكون بالباراسيتامول (مثل البنادول) في الحالات البسيطة التي لا تستمر لفتراتٍ طويلةٍ، أما الحالات المزمنة فتحتاج إلى العلاج بالمهدئات وزيارة الطبيب النفسيّ.
———————————————–
ثانيًا: الصداع النصفي ( الشقيقة) migraine headache؛
هو علةٌ معقدةٌ لم يُحدد سببها كاملًا حتى الآن؛ يحدث فيها توسّع الأوعية الدموية في نصف الدماغ أو كلّه.
تتسم الشقيقة بصداعٍ متكررٍ (متوسطٍ إلى شديدٍ) يحدث غالبًا في نصفٍ واحدٍ من الرأس (وليس شرطًا أن يكون في نفس الجهة كل مرةٍ)، وقد يسبق نوبة الصداع ما يسمى بالـ (أورةaura)، وهي مقدمات ما قبل الهجمة، قد تكون على شكل تظاهراتٍ بصريةٍ أو حسيةٍ أو حتى حركيةٍ.
يبدأ عادةً الصداع فجأةً، ويستمر من 4 إلى 72 ساعةً، ويكون الألم كالنبض وقد يترافق مع غثيانٍ أو إقياءٍ، وتَيَبسٍ في عضلات الرقبة، واحمرار العينين أو تضيق البؤبؤ وجميعها تحدث في نفس الجهة التي أصابها الصداع.
محفزات هجمات الشقيقة كثيرةٌ؛ ولكن أهمها الضوء الشديد أو المتواتر وكذلك الأصوات، إضافةً للجهد البدنيّ وبعض الأطعمة كالشوكولاه والجبنة.
—–
#العلاج
ينقسم علاج الشقيقة إلى قسمين:
وقائيٌّ: بعض حاجبات بيتا وأدوية الصرع والمهدئات.
علاج النوبات الحادة: أشهرها أدوية محفزات مستقبلات الناقل العصبي السيروتونين كالتريبتانات triptans وهي الأكثر كفاءةً، وهنالك أيضًا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالديكلوفيناك (voltaren).
العلاج الجراحيّ: كحقن البوتوكس التي تُستخدم لإرخاء عضلات قشرة الرأس، وكعلاجٍ مجهضٍ للهجمة وهي تقريبًا نفس الأدوية.
————————————————-
ثالثًا: الصداع العنقودي (cluster headache)؛
يُسبب هذا الصداع ألمًا شديدًا يفوق ألم الصداع العادي وحتى ألم الشقيقة أحيانًا، ويحصل أيضًا في شقٍّ واحدٍ من الرّأس (حول العين أو في الصدغ فوق الأذن)، ويستمر مدة 15-180 دقيقة، وتواتره غير محددٍ، فقد يحدث مرةً كلّ عدة أيامٍ، وقد يحدث عدة مراتٍ يوميًا والذي يجعل المريض يعيش في عذابٍ شديدٍ.
يُسمى أحيانًا بصداع الهيستامين، حيث يكون مصحوبًا بأعراضٍ كأعراض فرط إفراز الهيستامين (على الرغم من أنّه -في الحقيقة- لا يوجد فرط إفرازٍ للهستامين، فلا تفيد مضادات الهيستامين في علاج الصداع)، مثل: احمرار العين، واحتقان الأنف، وسيلان الأنف والتعرّق وتضيق البؤبؤ.
——-
#العلاج:
ينقسم علاجه أيضًا إلى قسمين:
وقائيّ: أشهر الأدوية المستخدمة هي الأدوية المثبطة لقنوات الكالسيوم كالـ verapamil وبعض أنواع أدوية الصرع.
علاجٌ مجهضٌ للهجمة: مثل التريبتانات ومركبات الإرغوت وأدوية التخدير والأوكسجين.
يضاف للعلاج أحيانًا الكورتيكوئيدات القشرية والمسكنات أيضًا.
كما وافقت إدارة الغذاء والدواء على جهازٍ يرسل إشاراتٍ كهربائيةً للعصب المبهم لعلاج هذه الحالة، يُسمى هذا الجهاز gammaCore.
————————————————–
المصادر:
https://www.dailymail.co.uk/…/What-triggers-migraines…
https://emedicine.medscape.com/article/1142459-overview#a2
https://emedicine.medscape.com/article/792384-overview
https://emedicine.medscape.com/article/1142556-overview#a1
————————————————————————————