الصَدفيّة
حالةٌ ليست بسيطةً كما كنتَ تعتقد!
مما لا شكَّ فيه أنّ الصدفية مرض مشهور جدًا، فليس هنالك من شخص، تقريبًا، لم يسمع به. لكن ما هي المعلومات التي يجب أن تكون على علمٍ بها حول هذا المرض الشائع؟ تابع معنا:
يتصوّر كثيرٌ منا أن الصدفية مجردُ مشكلةٍ تتعلق بالجلد فقط، لكن هل الأمر فعلًا كذلك؟
في الحقيقة الأمر ليس كما نتصور، فالمشكلة الحقيقية تبدأ تحت الجلد، وما يظهر على الجلد هو الأعراض فقط. تُعدُّ الصدفية إحدى الأمراض المزمنة، وقد تُلازِم المصاب مدى الحياة، وتحدث نتيجة مشكلة في الجهاز المناعي، ولكن لحسن الحظ تتوافر العديد من الأدوية التي تعمل على الحد من الأعراض، والحد المعاناة التي يشعر بها المريض، مما يجعل تعايُشَ المريض مع المرض سهلًا.
#كيف تظهر هذه الطبقة على الجلد؟
تحدثُ الصدفية نتيجة لتسارع دورة حياة خلايا الجلد، فبدلًا من تكوين خلايا جديدة خلال 28-30 يومًا، تتكون هذه الخلايا بسرعة خلال 2-4 أيام، مما يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا المتكونة بكمياتٍ كبيرة، ويتحول الزائد منها إلى قشور (خلايا ميتة). وتتسبب في ظهور البقع الحمراء، والتي بدورها تُسبب الحكة وأحيانًا تكون مؤلمة.
#الأسباب:
أسباب حدوث هذا المرض غيرُ واضحةٍ حتى الآن، ولكن تُرْجِعُ أغلب الأبحاث السبب إلى أمرين، وهما: الجهاز المناعي أو العوامل الوراثية.
– أولًا: الجهاز المناعي:
في الحالةِ الطبيعية تُهاجم الخلايا المناعية البكتريا الضارة التي تصيب الجسم، ولكن في حال حدوث خلل ما في الجهاز المناعي، فإنه يقوم بمهاجمة خلايا الإنسان نفسه، وهنا يُهاجم خلايا الجلد الطبيعية مما يؤدي إلى تسارع انقسام خلايا الجلد وتراكم الميت منها على هيئة قشور وظهور البقع الحمراء وهو ما يسمى بالصدفية.
– ثانيًا: العوامل الوراثية:
بعض العوامل الوراثية تجعل حاملها أكثر قابلية للإصابة بالصدفية، ومع ذلك فإن نسبة الإصابة به نتيجةً لتلك العوامل صغيرة.
#محفزات عليك تجنبها:
هناك عوامل مُحفزة للصدفية تساعد على ظهور الأعراض وهي تختلف من شخص لآخر وأشهرها:
1). الضغوطات النفسية.
2). شرب الكحوليات.
3). الجروح.
4). بعض الأدوية: كأدوية الليثيوم، وأدوية الملاريا وأدوية الضغط المرتفع.
5). بعض أنواع العدوى، وبالأخص التهابات الحلق.
* كما يُنصح بتناول الأغذية الصحية، والحفاظ على الوزن المناسب، والبعد عن مسببات السمنة، وتجنب الأطعمة ذات الدهون المشبعة وعلى نحوها اللحوم الحمراء، وكذلك منتجات الألبان والأطعمة المعلبة.
#أنواع الصدفية:
هل تعلم أنَّ للصدفية أنواعًا؟ إن رأيت إحدى الحالات، فذلك لا يعني أنك عرفت كل الحالات وكيف تبدو. إليكَ أنواعها وتشمل:
1). الصدفية اللُّويْحِيَّة:
وهي الأكثر شيوعًا، وتكون في صورة لويحاتٍ جلدية ناشفة (جافّة) وحمراءَ متنوعة الأحجام، وقد تسبب الحكة والألم، بالإضافة إلى أنها قد تظهر في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية، والأنسجة الرخوة داخل الفم.
2). صدفية الأظافر:
والتي تؤدي إلى تنقُّرٍ ونموٍ غير طبيعي للأظافر قد يصل إلى انفصالها عن الإصبع.
3). الصدفية النُّقطية:
تتميزُ بقشورٍ صغيرة على شكل قطراتِ الماء، وتتواجدُ على الجذع والذراعين والساقين وفروة الرأس، ويُعد الشباب والأطفال أكثر الفئات إصابةً بها.
4). صدفية الثنيات:
تُسبب صدفية الثنيات ظهورَ رقع ملساء من الجلد الأحمر الملتهب التي تسوء بالاحتكاك والتعرُّق، وتظهرُ في أسفل الإبطين والثديين وحول الأعضاء التناسلية.
#الأعراض:
تختلفُ أعراض المرضِ من شخص لآخر ومن نوع لآخر، وتتنوع في الحجم؛ من جزءٍ صغير على فروة الرأس أو الكوع أو الأظافر أو تحت الإبط وأسفل الثديين وحول الأعضاء التناسلية وقد تغطي معظم أجزاء الجسم. وطبعًا تختلف في شدتها من شخصٍ لآخر. وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا في الآتي:
– بُقعٌ جلدية حمراء وملتهبة وبارزة.
– قشورٌ فضية بيضاء فوق البقع الحمراء.
– جفاف الجلد، وقد يصل إلى التشقق والنزيف.
– بعض القُرح حول البقع الحمراء.
– تسبب الحكة وبعض الآلام.
– تصبح الأظافر سميكة ومُنقَّرة.
– التهاب المفاصل: بحيث تكون متورمة ومؤلمة، وفي بعض الأحيان تكون هي المظهر الأول أو الوحيد للصدفية.
* كما أن هناك بعض المضاعفات التي يكون مريض الصدفية أكثر عرضة لها؛ كالسمنة، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض المناعة الذاتية الأخرى، وبعض أمراض العين، وأمراض الكلى. ((وانتبه هذه مضاعفات، وليست أعراض المرض)).
#العلاج:
تتنوع العلاجات المستخدمة للحد من الأعراض، وتشمل:
1). العلاجات الموضعية:
(كالمراهم والكريمات)، والتي تُستخدم في الحالات الخفيفة والمعتدلة، ومنها؛ الكورتيكوستيرويدات الموضعية، وحمض الساليسيليك، وبعض مشتقات فيتامين (د) وفيتامين (أ)، وقطران الفحم لصدفية فروة الرأس والمرطبات عامةً.
2). العلاج بالضوء (المعالجة الضوئية):
وهو أبسط طُرق العلاج وأسهلها، حيثُ يتم عن طريق تعريض الجلد إلى كميات مناسبة من الضوء سواء كانت من أشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية B أو (علاج غوكورمان، وهو علاج يُستخدم فيه قطران الفحم والأشعة فوق البنفسجية B وأخرى غيرها، ويستخدم أيضًا في الحالات الخفيفة والمعتدلة).
3). الأدوية التي تؤخذ بالفم أو الحقن:
تُعد العقاقير آخر الخيارات التي نلجأ إليها، نظرًا للآثار الجانبية الشديدة، لذلك يستخدم بعضها لفترة قصيرة في الحالات الشديدة، ومن هذه الأدوية؛ الريتينويدات والسيكلوسبورين والميثوتريكسات.
4). وقد تُساهم بعض المأكولات في تحسين الحالة، وخاصةً إذا ما كانت من الدرجة الخفيفة؛ وذلك بتقليل بعض الأعراض كالحكة والتقشير والالتهاب، وتتضمن أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في مكملات زيت السمك الغذائية، والصبار (الألو فيرا)، وعنب الأوريجون.
وأخيرًا، يرجى استشارة الطبيب من أجل الوصول إلى التشخيص والعلاج الأمثل.
ودمتم بصحة وبعافية ?