قبل الخوض في تفاصيل هذه الظاهرة وأعراضها وعلاماتها وأنواعها دعونا نتحدث عن الجلد ووظائفه إخواني كلمحة أو مقدمة لهذا المرض…
حالة التهابية متوسطة الشدة سببها انسدادات في قنوات الغدد العرقية، تتظاهر الحالة بانتفاخات رخوة تظهر بشكل فقاعات أو بثور على الجلد؛ فيمنع هذا الانسداد خروج العرق ووصوله إلى سطح الجلد مما يؤدي إلى تراكمه تحت الجلد.
غالبًا ما يتميز بنتوءات أو انتفاخات صغيرة مرتفعة تنتشر على مساحات صغيرة من الجلد وتستمر بالانتشار والتمدد.
الأعراض الشائعة للطفح الجلدي الحراري هي:
1- نتوءات ناعمة وهشة على الجلد.
2- حكة جلدية وتهيج مكان الطفح.
3- حرقة في الجلد.
4- شعور واخز (يشبه شعور تمرير إبرة على الجلد).
وإنّ أكثر الأعضاء عرضة للتأثر هي الأعضاء المكشوفة على الشمس، مثل: اليدين، والوجه، والمرفق، والعنق؛ بالإضافة إلى المناطق المغطاة بلبس ضيق، مثل: البطن، والسرة، والفخذ.
يصنف الطفح الحراري بحسب المظهر الذي يبدو إلى أربعة أنواع:
1- الطفح الحراري الصافي أو الشفاف (miliaria crystalline):
في هذا النوع تبدو فقاعات العرق شفافة، وتكون صغيرة الحجم على الطبقة السطحية من الجلد، وغالبًا لا يترافق هذا النوع مع أعراض مزعجة.
2- الطفح الحراري الأحمر (miliaria rubra):
هو الأكثر شيوعًا وانتشارًا، يترافق بحكة شديدة وحرقة وانسداد الغدد العرقية؛ مما يسبب التهابات تظهر بشكل بقع حمراء.
3- الطفح الحراري الأبيض أو الأصفر (miliaria pustulosa):
تظهر الفقاعات بلون أصفر وتُعد إشارة أولى لعدوى الجلد، ويُستحسن في هذه الحالة مراجعة طبيب.
4- الطفح الحراري العميق (miliaria profunda):
في هذه الحالة تتضخم الغدد العرقية وتبدو بشكل فقاعات صلبة وعميقة، وهذا التضخم يؤذي الطبقات الداخلية للجلد، وتظهر خاصة بعد التمارين الرياضية أو عند التعرض للحرارة.
السبب الرئيسي للمرض هو انسداد قنوات الغدد العرقية وذلك يؤدي إلى احتقان العرق بداخلها ومنع تصريفه للخارج، ويمكن أن تنسد هذه القنوات بعدة حالات:
1- الجلد حول العنق والإبط والسرة يحتك ببعضه البعض ويتلامس؛ مما يعيق تصريف العرق.
2- اللباس الضيق حول الخصر والبطن والفخذ والسرة يمكن أن يعيق أيضًا تصريف العرق.
3- اللباس السميك والمكدس وهذا ما نلاحظه في الطقس البارد بحيث تسد هذه الملابس القنوات.
4- استخدام الكريمات السميكة والمستحضرات الزيتية والضمادات الكتيمة اللاصقة يسد قنوات الغدد العرقية ويمنعها من التصريف.
هناك بعض الحالات التي تجعل الإصابة بالمرض أكثر احتمالًا:
1- الأطفال أو الرضع (بسبب اللباس الضيق).
2- المسنون الذين لا يُلاحظون تغيرات معدل التعرق ولا يغيرون ملابسهم باستمرار.
3- العيش في مناطق ذات طقس حار ورطب.
4- العمل في أمكنة حارة ومغلقة.
الأطفال -وخاصة الرضع- غالبًا ما يصابون بالمرض؛ لأنه غالبًا ما تكون قنوات الغدد العرقية لديهم غير ناضجة وبالتالي عاجزة عن تصريف العرق الذي ينتجونه، وغالبًا ما يلبسون ملابس ضيقة وسميكة ومكدسة تعيق تصريف العرق خاصة في الطقس البارد.
غالبًا لا يحتاج هذا المرض لعلاج، حيث إنّ الجسم يملك آلية معالجة ذاتية، ولكن في الحالات السيئة يمكن استخدام كريمات (كالامين، الهيدروكورتيزين)، بالإضافة إلى مضادات الحكة أو مستحضرات الحروق الشمسية لمنع الحكة الحرقة.
ملاحظة: استخدام المستحضرات أو الغسولات الزيتية والكريمات السميكة يمكن أن يجعل الحالة أسوأ.
في بعض الحالات يمكن أن تنفتح الفقاعات وتسبب عدوى؛ بسبب الهجوم الجرثومي على الفقاعات المفتوحة التي هي بمثابة جروح، وتسبب التهابات وإنتانات وزيادة في الألم؛ وهنا لابد من مراجعة الطبيب وفي هذه الحالة يتم وصف مضادات الالتهاب والصادات الحيوية التي ستساعدك في مقاومة الالتهاب.
درهم وقاية خير من قنطار علاج!!
– تجنب الحالات التي تساعد على غلق الغدد العرقية هو أفضل حل لتجنب الإصابة.
– ارتداء الملابس الفضفاضة وغير الكتيمة يساعد كثيرًا على تجنب الإصابة، ويستحسن تجنب التمارين الرياضية في جو حار رطب، والإبقاء على الجلد جافًا.
– حاول تجنب العمل في الأماكن الحارة ذات الطقس القاسي، وإن كان ذلك ضروريًا فمن الأفضل أن تأخذ فترات استراحة بجو أكثر اعتدالًا وتناول كميات مناسبة من الماء، وتوقف عندما تشعر بزيادة مفرطة في حرارة جسدك، مثل: الدوار، أو فقدان الوعي، وفرط التعرق.
– في مثل هذه الحالات أيضا يستحسن ارتداء الملابس القطنية ذات الألوان الفاتحة والتي تحمي الجلد من ازدياد درجة الحرارة وتمنع الرطوبة الزائدة.