منكوشات تطورية – الطفرات : بين الحقيقة والخيال !!
بعيدا عن (خيال) الطفرات الوقتية للرجل العنكبوت Spiderman والمرأة القطة Catwoman والطفرات الولادية للرجال إكس X Men والطفرات قريبة الأمد لكوكب القرود Planet of the Apes !!
وبعيدا عن (حقيقة) الطفرات في جينات الهوكس Hox Genes المسؤولة عن تموضع وتشكيل أجسام الكائنات الحية والتي قد تتسبب في ظهور القدم في البطن أو أصبع زائد أو ناقص أو طفل برأسين أو حشرة بأجنحة زائدة (ولاحظوا أنها كلها اضطرابات يقع فيها تكرار أو نقص من أعضاء الجسم نفسه أو في مواضع غير مواضعها ولا تأتي أبدا بجديد !! فلن تأتي بجناحي حمامة مثلا لسحلية !! ولن تأتي بجناحين لإنسان !!)
بعيدا عن كل ذلك العبث (الطفراتي) نريد أن نقرأ عن (آراء) المختصين من التطوريين أنفسهم وغيرهم عن الطفرات !! تلك التغييرات العشوائية التي تقع في الحمض النووي الغاية في الدقة والشفرة اللغوية لصفات كل كائن حي !! هل يمكن بالفعل أن ينتج عن هذه (الخبطات) العشوائية أي (إضافة) حقيقية لصفات جديدة لأي كائن حي ؟؟ أم أن ما يصدر عنها بالفعل إما أضرار وتشوهات في الأجنة أو طفرات (نقص) تأتي في صالح الكائن الحي في طروف معينة (مثل نقص الجزء الذي كان يهاجم المضادر الحيوي منه البكتريا !! فنقص هذا الجزء هنا بإحدى الطفرات (أو التبديلات إن صح التعبير) كان في صالحها ولكن : كل التطور يحتاج بالمنطق إلى طفرات (إضافة) و (زيادة) وليس (نقص) !!!
=====================
1…
يقول رانغانثان B. G. Ranganathan في كتابه الشهير الأصول :
” أولا، إن الطفرات الجينية نادرة جدا في الطبيعة .. ثانيا، أكثر الطفرات ضارة لأنها عشوائية مقارنة بأي تغييرات منظمة في بناء الجينات !! فأي تغيير عشوائي في نظام متسق فسيكون للأسوأ وليس للأفضل !! فمثلا : لو قام زلزال بالتأثير على بناء متسق مثل العمارة، فسينتج عنه تغييرا عشوائيا في هيكل المبنى والذي سيكون بكل الأحوال غير مفيد ” !!!
First, genuine mutations are very rare in nature. Secondly, most mutations are harmful since they are random, rather than orderly changes in the structure of genes; any random change in a highly ordered system will be for the worse, not for the better. For example, if an earthquake were to shake a highly ordered structure such as a building, there would be a random change in the framework of the building which, in all probability, would not be an improvement
المصدر :
B. G. Ranganathan, Origins?, Pennsylvania: The Banner Of Truth Trust, 1988, p. 7
=====================
2…
وعندما تم تشكيل لجنة لدراسة التأثيرات الجينية للأشعة الذرية (والتي تم تشكيلها لدراسة الطفرات التي يمكن أن تكون نتجت عن الأسلحة النووية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية) وقامت هذه اللجنة بإصدار تقريرها الخالي من أي احتمالية طفرات (مفيدة) :
نجد أن عالما أمريكيا شهيرا في الرياضيات والهندسة والترجمة الآلية وهو وَرن ويفر Warren Weaver أحد مساهمي التقدم العلمي الأمريكي يقول :
” سيندهش الكثيرون من حقيقة أن كل الطفرات الجينية المعروفة تقريباً هي ضارة، في حين الطفرات هي جزء مهم في التطور !! فكيف سينتج تأثير تطوري جيد لكائن أعلى من أشكال الحياة : من طفرات كلها ضارة تقريبا ” ؟!!
Many will be puzzled about the statement that practically all known mutant genes are harmful. For mutations are a necessary part of the process of evolution. How can a good effect-evolution to higher forms of life-result from mutations practically all of which are harmful?
المصدر :
Warren Weaver, “Genetic Effects of Atomic Radiation”, Science, Vol 123, June 29, 1956, p. 1159
ويقول في الصفحة التي قبلها :
” وأكثر من ذلك، فإن الطفرات الجينية في الغالبية العظمى من الحالات، وفي كل الأنواع التي تمت دراستها، أدت إلى أنواع من التأثير الضار. ففي الحالات القصوى يكون الأثر الضار هو الموت نفسه، أو فقدان القدرة على إنتاج ذرية، أو بعض التشوهات غير الطبيعية والخطيرة ” !!
Moreover, the mutant genes, in the vast majority of cases, and in all the species so far studied, lead to some kind of harmful effect. In extreme cases the harmful effect is death itself, or loss of the ability to produce offspring, or some other serious abnormality
المصدر :
Warren Weaver, “Genetic Effects of Atomic Radiation,” Science, vol. 123, June 29, 1956, p. 1158
====================
3…
وكما قلنا في منشور سابق أن الصدمة تكون قاتلة من تجارب التطوريين على الكائنات التي عُمر أجيالها قصير – لأنها من المفترض أن يظهر فيها التطور أسرع من غيرها كالإنسان مثلا – فكما عرضنا حال البكتريا من قبل كمثال على كائن حي وحيد الخلية (والتي لا يتعدى عُمر الجيل فيها بضع ساعات) فإن ذبابة الفاكهة هي الاختيار الثاني المفضل لإجراء التجارب عليه (لأن عُمر الجيل منها أيام) !!
فماذا وجد التطوريون بعد عشرات السنوات ؟
أم أنهم انصدموا كما انصدموا في البكتريا ورأيناه من قبل ؟!
يقول عالم الوراثة التطوري غوردون تايلور Gordon R. Taylor :
” إنه شيء مدهش، ولكن لا يتم ذكره كثيرا وهو : أنه من بين آلاف التجارب المعملية حول العالم في تربية ذباب الفاكهة لـ 60 عام أو أكثر – وهي التي تنتج جيلا جديدا كل 11 يوم – لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد .. أو حتى إنزيم جديد” !!..
It is a striking, but not much mentioned fact that, though geneticists have been breeding fruit-flies for sixty years or more in labs all around the world—flies which produce a new generation every eleven days—they have never yet seen the emergence of a new species or even a new enzyme
المصدر :
Gordon R. Taylor, The Great Evolution Mystery, New York: Harper & Row, 1983, p. 48
========================
4…
ونختم مع الكلام التالي لدكتور البيولوجي مايكل بيتمان Michael George Pitman ورئيس علماء استراليا السابق إذ يقول :
” لقد قام مورغان وغولدشميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات والتي كانت كلها عمليا تافهة أو مؤكدة الضرر. فهل قام الإنسان بصنع تطور؟ في الواقع لا، فقط قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها. وفي الواقع، إن هذه الطافرات تموت، أو تكون عقيمة، ، أو تعود إلى طبيعتها الأصلية” !!
Morgan, Goldschmidt, Muller, and other geneticists have subjected generations of fruit flies to extreme conditions of heat, cold, light, dark, and treatment by chemicals and radiation. All sorts of mutations, practically all trivial or positively deleterious, have been produced. Man-made evolution? Not really: Few of the geneticists’ monsters could have survived outside the bottles they were bred in. In practice, mutants die, are sterile, or tend to revert to the wild type
المصدر :
Michael Pitman, Adam and Evolution, London: River Publishing, 1984, p. 70