ما هو العقل الثاني؟ وما علاقته بوظيفة الجهاز الهضمي؟!
كيف يتأثر بالمشاعر والمواقف التي نعيشها؟!
عند الخوف والتوتر.. هل تشعر باضطراب في المعدة؟!
هل شعرت مسبقًا بألم في بطنك دون سبب؟! أو بالجوع عند الفرح والسعادة؟
ما طبيعة العلاقة بين العقل والجهاز الهضمي؟ وكيف يحدث التفاعل بينهما؟
? تعلم أن الدّماغ يؤثر تأثيرًا مباشرًا على المعدة والأمعاء، فمجرد التفكير في الطعام يدفع المعدة إلى إفراز العصائر الهضمية قبل وصول الطعام إليها!
لكن هل كُنت تعلم بأن هذا التأثير يعمل في الاتجاهين، إذ إنّ المشاكل الهضمية (كالإسهال والإمساك) تؤدي غالبًا إلى حالة من الكرب والقلق أو حتى الاكتئاب!
? يتحكم الدماغ بالجهاز الهضمي عبر الجهاز العصبي الودِّيَّ sympathetic nervous system المسؤول عن تَفاعُلات المُحارَبَة أَو الفِرار (fight or flight).
والجهاز العصبي نظير الوُدِّيّ parasympathetic nervous system المسؤول عن آليات الراحة والهضم (rest and digest).
? يؤثر التوازن بين هاتين العمليّتين على عملية الهضم من حيث السرعة وامتصاص المواد الغذائية وإفراز العصائر الهضمية، إضافة إلى التسبب في التهابات الجهاز الهضمي!
?? إضافة إلى هذين الجهازين.. يتحكم بالجهاز الهضمي جهازٌ عصبيٌّ مستقلٌ خاصٌّ به يضم أكثر من “مئة مليون” خلية عصبية موزعة في جدران المسالك الهضمية وحولها!
هذا الجهاز المستقل يتلقى المعلومات من الأجهزة العصبية الودِّيَّة ونظيرة الوُدِّيّة، كما يعمل مستقلاً بحد ذاته.
? تحوي الأمعاء بصورة طبيعية آلافًا من الجراثيم المفيدة التي تلعب دورًا مهمًا في العملية الهضمية.
? عند التعرض لأي ضغط نفسي أو مشاعر سلبية كالحزن والغضب والاكتئاب قد يحدث تباطؤ أو تسارع بحركة الأمعاء والمكونات الموجودة فيها، ويكون الجهاز الهضمي أكثر حساسية للألم والشعور بالنفخة.
? هذا الأمر يسهّل اجتياز الجراثيم لبطانة الأمعاء وتنشيط الجهاز المناعي ويؤدي للإصابة بالالتهاب المعوي، وينتج عنه أيضًا تغيير في أنواع وفصائل البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
? يؤدي هذا الاتصال مع الجهاز الهضمي لجعل الأشخاص الذّين يعانون من الانفعالات الشديدة والإجهاد النفسي أكثر عرضة للأمراض المعوية الهضمية كأمراض الأَمْعاء الالتِهابية مثل دَاء كرون والتِهاب الكولون التَقَرُّحي، والأمراض الأخرى مثل مُتَلاَزمة الأمعاء الهيوجة وداء القلس المَعِدِيّ المَريئِيّ (ارتداد الطعام من المعدة إلى المريء) والتحسّس الغذائي.
?من ناحية أخرى.. قد تسبب الأعراض الهضمية أيضًا تأثيرًا راجعًا على الحالة العامة للدماغ -خصوصًا الحالة النفسية- مسببةً الدخول في حلقة معيبة، أي أن اضطرابات الدماغ تؤثر على الجهاز الهضمي, واضطرابات الجهاز الهضمي تؤثر على الدماغ!
ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى الشعور بالتعب، وتعدُّ عوامل خطرٍ للإصابة بالأمراض القلبية والاكتئاب!
? تكلمنا عن الاضطرابات الهضمية وعلاقتها بالحالة النفسية.. لكن هل للغذاء والحالة التغذوية دور في ذلك؟
إنّ سلامة الغذاء تؤثر بطريقة غير مباشرة على الحالة النفسية للإنسان، في المقابل.. قد يكون سوء التغذية سببًا مخفيًّا للإحساس بالمشاعر السلبيّة كالحزن والغضب والاكتئاب أو التوتر، وكله ينعكس في النهاية على الحالة الصّحية الجسدية للإنسان.
??العقل الباطن للجهاز الهضمي.. ثورة في الطب!
أحدثَ اكتشاف العقل الكامن وراء الجهاز الهضمي ثورة في الطبّ الحديث!
إذ أصبحت الراحة النفسية والعصبية للمريض تُراعى باعتبارها من أسباب الشفاء، وبدأت الدول الغربية باعتماد تمارين التأمّل والتفكر والتّركيز الذهني وتمارين التّنفس كوسائل علاجية لتخفيف القلق والأعراض الهضمية!
?? يعتمد هذا العلاج على تثبيط الجهاز العصبي الودِّيّ وتنشيط الجهاز العصبي نظير الوُدِّيّ وتقليل الالتهابات المعوية.
سبحان من جعلَ لنا في الصلاة والخشوع والقرآن جلسات تأمل وتدبر وتركيز ذهني.. وجعل فيها راحةً وسكينةً وشفاء.
سبحانه سبحانه.. من خلق وصنع فسبحت الخلائق: أبدع أبدع!
“هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ”!
دمتم بصحة وعافية.