يُعَد السرطان السبب الثاني المؤدي إلى الوفاة على مستوى العالم، وعلى الرغم من تقدم الرعاية الطبية، والوعي الصحي عن المُسببات وعوامل الإصابة، إلا أن معدل الوفيات لا زال مرتفعًا، ولا يزال العلاج الكيميائي والإشعاعي وسيلةً الدفاع في مواجهة هذا المرض.. فما هو العلاج الكيميائي؟ وهل حقًا كما يظن البعض بأن الاقتراب من هذا العلاج فقط سيؤذي صحتك؟ كيف يؤثر العلاج على الخلايا السرطانية؟ سيتناول المقال أجوبة تلك الأسئلة إن شاء الله.
يحتاج الجسم لتجديد كثير من الخلايا فيه باستمرار، ككريات الدم وخلايا البشرة وغيرها، وذلك لترميم التلف وتعويض الخسارة.
فتقوم خلايا في الجسم بالانقسام لخليتين متطابقتين، قد تتمايز إحداها لخلية وظيفية (كأن تصبح كرية بيضاء متخصصة)، وقد تتوالى انقساماتها، تبعًا للحاجة.
أما في حالة السرطان تنقسم الخلايا باستمرار دون انتظام، مما يؤدي إلى تشكّلِ كتلةٍ من الخلايا تُعرَف بـ”الورم” (نتحدث هنا عن الورم الخبيث أي السرطان).
لذا يقوم العلاج الكيميائي للسرطان على إيقاف هذا الانقسام. وليس كما يظن البعض على حرق الخلايا الموجودة الساكنة. أي هو فقط يمنع انقسام وتكاثر الخلايا. وهذه هي الآلية العامة طبعًا.
* والآن فلنرَ آلية عمل العلاج الكيميائي:
ينتشر العلاج الكيميائي في الدم، ومنه إلى جميع أجزاء الجسم.
ويعمل بإحدى آليتين مختلفتين: حيث تُحدِث بعض الأدوية ضررًا في المركز المسؤول عن انقسام الخلية، بينما يقوم البعض الآخر بتعطيل الرسائل الكيميائية المشارِكة في عملية الانقسام (فكما تعلم، الأمر منظم في الخلية، ويحتاج رسائل معلومات وأوامر).
وقد يصف الطبيب للمريض مجموعة من الأدوية المختلفة لعلاج السرطان، حيث يعمل كلٌّ منها على مرحلة مختلفة من انقسام الخلية، فيُعزِز من فعالية العلاج وقتل الخلايا السرطانية.
* سبب ظهور الأعراض الجانبية:
طبعًا العلاج الكيميائي لا يفرق بين خلية سرطانية وأخرى طبيعية، هو يوقف انقسام الخلايا. ومن الخلايا ذات الانقسام المستمر:
1. الشعر: فهو نسيج دائم النمو؛ لذلك يعاني المريض من تساقط الشعر.
2. نخاع العظام: الذي ينتج خلايا الدم باستمرار؛ لذلك يُصاب المريض بفقر الدم (الأنيميا)، وضعف الجهاز المناعي.
3. الجلد والخلايا المُبطنة للجهاز الهضمي: وهي خلايا تتجدد باستمرار أيضًا؛ لذلك يعاني المرض من الإسهال أو الإمساك والقيء.
نظرًا لكون تلك الأنسجة دائمة الانقسام، فذلك يجعلها عُرضةً لتأثير العلاج الكيميائي، ولكن الخلايا السليمة تستطيع أن تقوم بتعويض تلك الخلايا، وبالتالي فإن الأذى الذي يلحق بتلك الأنسجة لا يدوم عادةً، حيث تختفي الأعراض الجانبية تمامًا بانتهاء العلاج.
* طرق تناول العلاج الكيميائي:
1. عبر الحقن الوريدي.
2. عن طريق التسريب الوريدي.
3. أقراص فموية.
حيث كما ذكرنا ينتقل الدواء إلى الدم، ومنه يصل إلى الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم تقريبًا.
* فعالية العلاج الكيميائي:
تختلف قدرة العلاج الكيميائي على العلاج باختلاف نوع السرطان:
• وحده لعلاج السرطان.
• عامل مُساعد لجعل العلاجات الأخرى أكثر فعالية حيث يكون العلاج الكيميائي وحده ليس بكافٍ، فيشارك مع الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
• خفض خطر عودة السرطان بعد العلاج الإشعاعي أو الجراحي.
• للتخفيف من الأعراض في حال كان الشفاء غير ممكن.