العلم ليس ببساطة “ما يقوم به العلماء”.
———————————-
العلم هو طريقة لتحديد الحقائق عن العالم الطبيعي؛ وكما ورد بالقاموس، هو النشاط الفكري والعملي الذي يشمل الدراسة المنهجية لبنية العالم المادي والطبيعي وسلوكه من خلال الملاحظة والتجربة.
ولكن غالباً ما يتم السطو على هذا العلم من قبل بعض “العلماء” الذين يحاولون القيام بتأكيدات عقائدية أو أخلاقية ويطلقون عليه “علم”، وعندما يتم انتقادهم أو المناقشة العلمية بخصوص نتائج بحثهم، يطلقون جملتهم السحرية عليك “أنت عدو العلم” محاولةً منهم لإسكات المشككين في نتائجهم المشبوهة.
هذا الخلط يضر بالعلم؛ لأنه يوصل رسالة أن العلم عقيدة أو سياسة باسم آخر، وإنْ استمر الحال على هذا، فالعلم سيفقد مصداقيته أمام أعين العامة والمؤسسات المرموقة المحترمة.
وما يثير الاستغراب -ونحن في القرن الواحد العشرين- أن الفيزيائية “سابين هوسنفيلدر” نشرت على مدونتها الشخصية في أواخر شهر نوفمبر من العام الحالي أن العلم ليس طريقة، بل هو بكل بساطة ما يقوم به العلماء!
وهذا تعريف لا يتوافق مع العلم، فالعلم هو نفسه، والعلماء هم من يبحثون به ويتعقبونه، وليس العكس كما ذكرت الفيزيائية سابين.
وليس العلم كذلك البحثَ عن “توصيف مفيد للطبيعة” كما قالت؛ بل البحث عن الحقائق والوقائع.
بالطبع، العلماء يفترضون، يتخيلون، ويتأملون، ولكن الجزء الأصعب هو اختبار نتائجهم دون تحيز أو خوف من أين ستكون الحقيقة موجودة في النهاية.
وإذا ما سقطت فرضية معينة، هذا جيد، لأن الفشل هو جزء من هذه العملية ويمكننا التعلم منه.
وبالرغم من أنّ لدينا تعريفًا للعلم، نرى العديد من المحاولات لتغييره إلى شيئ آخر ليخدم عقيدة أو سياسة أو غيرها، وهنا نحتاج أن نسأل، أليس من يحاول تشويه العلم وتغيير تعريفه بهذه الطريقة هم أعداء العلم أنفسهم؟
ولنكون على يقين، ليس بالضرورة أن كل شخص قال “أنا عالم أقوم بالعلم” أن يكون كذلك حقًا.
المراجع :
_ 1
_ 2