الفرح عرضٌ نفسيٌّ ، إذا زاد عن الحدِّ ، فأنّه يؤثٍّر في العقلِ في استيعاب عواقب الأفعال و الأقوال التي تصدر منه ..
فالفرح يعطي النفس نشرةً تأطر العقلَ على عدم رؤيةِ الحقائق البعيدةِ ، و إذا لم تجد النفس مقاومة من العقل لهذا العَرَضِ ، فإنّها تستبد و تسيرُ به إلى ما تريد و تهوى ؛ و لهذا تجد عند خوف النفسِ من تأثير قوةِ حُجج المخالفين لها و براهينهم التي لا تجدُ ردًّا عليها – أنّها تقوم باستجلاب السَّخْرِيَّةِ و الاستهزاءِ ؛ حتى تشتغَلَ عقلَها و نفوس الآخرينَ نشوةِ فرح وضحكٍ تُعمي عقولَهم عن استيعاب حُجةِ الخصوم ، و في هذا يقول اللهُ :
﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾
[ سورة المؤمنون : 110]