نكمل حديثنا عن الخط العربي وأنواعه:
لرغبتنا في إحياء التُراث العربي الإسلامي؛ ستشمل مقالتُنا اليوم خطّي الرقعة والديواني، وهما من أروع الخطوط.
خط الرقعة :
من كان لديه شغف تعلم الخط العربي؛ وتوجه إلى مدارس تعليم الخط العربي في دولته، فإن أول نوع سيتعلمه هو “خط الرقعة”، حيث يُعد من أسهل الخطوط وأسلسها، وهو خط الناس في كتاباتهم اليومية، لما يمتاز به من سهولة الكتابة والقراءة؛ ناهيك عن جماله، كما أنه بعيد عن التعقيد. يعتمد على النقطة فهي تُكتب أو تُرسم بالقلم بشكل معروف حيث يكون القلم مائلًا بزواية 45 درجة عند كتابة خط الرقعة
ابتكار خط الرقعة:
يرجع الفضل في ابتكاره إلى الأتراك قديمًا، إذ ابتكروه حوالي عام 850 هجرية ليكون خط التعاملات الرسمية في جميع دوائر الدولة، لامتياز حروفه بالقصر وسرعة الكتابة .
ويُعد من الخطوط المتأخرة من حيث وضع قواعده، إذ وضع أصوله الخطاط التركي الشهير ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد خان عام 1280 هجرية، حيث استخلص قواعده من الخط الديواني وخط سياقت فخطّ الرقعة خليطًا منهما . ( خط سياقت هو خط سلجوقي ظهر حوالي 700 هجرية، وهو قريب من الخط الديواني ).
سبب تسميته بالرقعة:
ترجع تسميتُه نسبة الى كتابته على الرقاع القديمة، ولكن هذا الرأي لم يلق استحسانًا لدى المؤرخين الذين قالوا إن الآراء غير مُتفقة على بدء نشوء خط الرقعة وسبب تسميتُه.
الخط الديواني:
من الخطوط التي تدخل القلب وتُبهج العين لتزيدك رغبة في تعلُّمها، ومن أتقن خط الرقعة لن يصعب عليه إتقان الخط الديواني.
ألقابه:
يُطلق عليه الخط الهمايوني، وهي كلمة تركية عثمانية تعني الديوان، وفي مصر عُرِف بادئ الأمر بالخط الغزلاني نسبة إلى الأستاذ مصطفى بك غزلان الذي أدخله مصر .
ابتكاره واستخداماته:
أول من وضع قواعد الخط الديواني هو إبراهيم منيف بعد فتح القسطنطينية ببضع سنين .
يُستخدم الخط الديواني في الكتب السلطانية ودواوين الملوك والرؤساء والخلفاء في المراسلات الداخلية والخارجية، كما استُعمل في الزخارف واللوحات الفنية .
ويمتاز باستقامة سطوره من الأسفل مع التواء حروفه التواءً جميلًا يُبهر العين ويُبهج القلب، ولا يحتمل هذا الخط التشكيل، وقد ابتكر الخطاطون منه خطوطًا أخرى وهي:
1) الخط الديواني المترابط تتشابك فيه الحروف والكلمات.
2) الخط الديواني الجلي يمتاز بوضوحه وجلاء حروفه وبيانها .
3) الخط الديواني الجلي المحبوك يكون فيه الفراغ بين الحروف بقدر عرض ريشة الخط.
4) الخط الديواني الجلي الهمايوني اختص به الأتراك واستخدموه في اللوحات الفنية المتميزة.
5) الخط الديواني الجلي الزَورَقي يَختص أيضًا باللوحات الفنية التي تكون في أغلب الأحيان كسفينة لها شراع أو مجداف .
المصادر:
1- رحلة الخط العربي من المسند الى الحديث تأليف أحمد شوحان ، ص52،53،61،62
2- تاريخ الخط العربي وآدابه تأليف محمد طاهر بن عبد القادر الكردي ، ص102، 103