الفيروسات المسرطنة (3)
بدأنا معكم في سلسلة من المقالات نتحدث فيها عن الفيروسات المسببة للسرطان كالفيروس القردي، وفيروس خلايا ميركل. وموعدنا اليوم مع فيروس سرطان الدم البشري (HTLV1) Human T-Cell Leukemia.
يُسببُ الفيروس عادةً عدوى بلا أعراض ويظهر المرض في وقت لاحق من الحياة، حيث يتسبب في سرطان الخلايا التائية لدى البالغين Adult-T-Cell Leukemia وهي إحدى الخلايا المسؤولة عن مناعة الجسم. وهو مرض سرطاني خبيث شديد الخطورة والعدوانية، ذو نِسَبِ نجاةٍ قليلةٍ جدا في نمطه الحاد، ويحدث لأقل من 5% من مصابين فيروس HTLV-1.
معدلات النجاة تعتمد على نمط المرض. إذْ يُصنف المرض سريريًا إلى أربعةِ أنماط:
– الحاد.
– اللمفاوي.
– المزمن.
– الحارق.
ومعدلات النجاة على الترتيب هي:
* (4-6) شهور للنمط الحاد.
* (9-10) شهور للنمط الليمفاوي.
* (17-24) شهر للنمط المزمن.
* (34شهر-5 سنوات) للنمط الحارق
______________
وينتقلُ الفيروس من شخص لآخر انتقالًا صامتًا،
كما ينتقلُ أيضًا بالعلاقات الجنسية والرضاعة الطبيعية ونقل الدم (لا توجد احتمالات للانتقال بسبب اللقاحات). وانتقاله نشِطٌ في العديد من المناطق مثل: أجزاء من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي.
ويمكن أيضًا أن يسبب أمراضًا أخرى مثل: مرض عصبي مرتبط باعتلال النخاع الشوكي، ومتلازمات روماتيزمية والاستعداد للالتهابات البكتيرية والديدان .
يقدّرُ عدد المصابين ب HTLV-1 بحوالي عشرين مليون؛ 90% منهم لا تظهر عليهم أعراض المرض.
______________
إمراضيته (مصمم بطريقة تدل على الله الواحد).
بعد الإصابة يقوم إنزيم النسخ العكسي في الفيروس بتوليد DNA طليعي للفيروس من RNA الفيروس، وتندمج في جينوم المضيف عن طريق إنزيم الدمج الفيروسي.
وتقوم بعض جينات الفيروس خصوصًا الجين Tax بتنشيط انقسام الخلايا المصابة وتثبيط عملية الموت المبرمج أو الاستماتة الذاتية Apoptosis.
هناك جين آخر تم وصفه مؤخرا يُدعى HBZ يبدو أنه يؤدي دورًا وظيفيًا أكثر أهمية في عملية التحول الخلوي وتكوين الخلايا البيض مقارنة بـ Tax.
______________
تشخيصُ المرض والكشف عن الفيروس
بالكشف عن أضداد فيروس HTLV-1 في الدم، وارتفاع مستوي الكالسيوم وإنزيم LDH في الدم، وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.
ولمزيد من الدقة تؤخذ أكثر من 3 خزعات من أماكن متفرقة كالكبد والعقد الليمفية والطحال والجهاز العصبي المركزي والرئتين والقناة الهضمية
وعمل اختبار لطخة ويسترن WB واختبار التألق المناعي IFA واختبار الترسيب المناعي الإشعاعي RIPA.
اختبارات الكشف عن الفيروس HTLV-1 عادة ما تكون مناعية مرتبطة بالإنزيم
Enzyme-Linked Immunoassay (EIA)
أو اختبارات تراص Particle Agglutination (PA) Assays.
والاختبارات المناعية المرتبطة بالإنزيم تشمل النمطين HTLV-1 و HTLV-2 بينما اختبارات التراص للنمط HTLV-1 لذلك يؤخذ بالحسبان نوع النمط المتوطن في المنطقة الجغرافية.
__________________
طرق الانتقال والعدوى
الرضاعة الطبيعية – عن طريق انتقال خلايا T المصابة مع حليب الأم للرضيع
الجنس
نقل الدم
زراعة الأعضاء
مشاركة الحقن الملوثة للحقن الوريدي.
__________________
لا توجد أمصال متاحة حتى الآن، لذلك أفضل طريقة لمحاربة الفيروس هي منع انتشاره.
ولعلاج سرطان الخلايا التائية لدي البالغين ATL.
هناك تنوع في مناهج العلاج، وذلك لعدم الوصول لمنهج علاجي مناسب حتى الآن .
ومن العلاجات المستخدمة: الزرنيخ ثلاثي الأوكسيد مع الزيدوفودين والألفا إنترفيرون حيث أعطى هذا العلاج سمية معتدلة مع معدلات تقليص جيدة للمرض.