في بعض حالات هبوطِ الضغط الشديد (كبعض حالات النزف)، نضطرُّ لإدخالِ كمياتٍ كبيرة من السوائل للدوران الدموي، وذلك لتعويض الحجم الناقص. لكن تخيّل معي أننا نريد حقن المريض بنصف لترٍ من محلولٍ ما باستخدام المحقنة! كم مرة علينا غرز الحقن بدمه! سيتظاهر المريض بأنه شفي ويهرب من المستشفى مسرعًا!
ما الحل؟ محقنة كبيرة؟! والتي قد تمزق الوعاء وتحتاج لمن يضغط عليها برفق لساعات! لهذه الحالات وغيرها من الحالات الإسعافية لدينا القثطرة الوعائية، فما هي؟! هل هي مجرد أنبوب من البلاستيك؟ هل لها أنواع؟!
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
لنبدأ على بركة الله:
#القثطرة_الوعائية: هي عبارة عن أنبوبٍ مرنٍ من البلاستيك أو اللدائن، يتم إدخاله في وعاء دموي لفترة محدودة من الوقت، بغرض إعطاء الأدوية الوريدية، أو السوائل، أو نقل الدم وغيره.
#لكن_كيف سنُدخل هذا الأنبوب في الوريد؟
– يتم إدخاله بمساعدةِ إبرةٍ معدنيةٍ في داخله لتجاوز الأنسجة وضمان وصول القثطرة المرنة إلى داخل الوعاء، بعد إدخال القثطرة بمساعدة الإبرة، تخرج قطرات من الدم دالةً على وصولها إلى لمعة الوعاء، وهنا يتمّ سحب الإبرة المعدنية، مع الحِفاظ على الجزء الأساسي من القثطرة في الوريد.
#ألا_تحتاج القثطرة للتّثبيت بعد إدخالها؟
– نعم بالطبع، ولذلك توجد بها زوائد تشبه اﻷجنحة لتسهيل التداول اليدوي وتثبيت القثطرة بواسطة المواد اللاصقة.
?مهلًا لحظة، في حالة عدم استخدام القثطرة لبعض الوقت، هل ستبقى النهاية (القاعدة) مفتوحة؟ ألا يُشكل ذلك خطرًا على المريض؟ ما الحل؟
– الحل هو الصمام أُحادي الاتجاه الذي يُسهّل الحقن الدوائي، ويقلل خطر التلوث، ويمنع تدفق الدم خارجًا.
#لكن الأوعية الدموية في جسم الانسان مختلفة؟ فهل يتم استخدام نوع واحد لكافة الأوعية؟ بالطبع لا، هناك عدة أنواع من القثطرة الوعائية مختلفة حسب الوعاء والوظيفة المنوطة بها، وأهمها:
1). قثطرة الشرايين الطرفية: ويتمّ إدخالها في الشريان الكعبري أو الفخذي، لقياس الضغط الدموي باستمرار، والحصول على عينات قياس غازات الدم الشرياني.
2). القثطرة الوريدية الطرفية : يتم إدخالها في أوردة الساعد أو اليد أو القدم، ﻷخذ عينات من الدم وحقن اﻷدوية الوريدية.
3). القثطرة الوريدية المركزية: هذه اﻷخيرة يتمّ إدخالها جراحيًا في وريد أسفل الترقوة أو الوريد الوداجي أو الوريد الفخذي. تستخدم في حالاتٍ محددة كالعلاج الكيمياوي.
#لكن ماذا لو احتاج الطبيب ﻹيصال الدواء أو أخذ عينات من مناطق أخرى غير اﻷوعية الدموية؟
– لهذا الغرض هنالك أنواع أخرى للقثاطر لها ميزات للمرضى، ومخاطر قد يجهلونها.. لذا ترقبوا مقالتنا القادمة عنها.
شافاكم الله وعافاكم من كل سقم?