تَعرّفنا في المقال السابق على الكلية وأهميتها ووظائفها، واليوم سنتحدث -بعون الله- عن آلية عملها كجهاز إطراح. (رابط الجزء الأول https://m.facebook.com/story.php…)
أولاً نُذَكّر بتركيب النفرون لنتابع من بَعدِ ذلك:
– مرشحةٌ (لاستخلاص البول من الدم، وليس كما يظن البعض أنه يأتي من الأمعاء مباشرةً).
– أنبوبٌ لمعالجة تركيب البول.
يتكون النفرون -كما في الشكل- من: رأسٍ منتفخٍ يُعرف باسم (محفظة بومان)، بداخله شعيراتٌ دمويةٌ متجمعةٌ على شكل كريةٍ أو كبيبةٍ، ويتصل الرأس بأُنيبيبٍ ملتفٍ قريبٍ، يمر عبره البول فتتم معالجة مكوناته ضمن هذا الأُنيبيب.
تتجمع النفرونات معًا حتى تصل لقناةٍ مُجمعةٍ يمر فيها البول القادم من تلك النفرونات.
#آلية تَكوّن البول في النفرون:
يمكن تقسيم تلك الآلية إلى 3 عملياتٍ:
– عملية الرّشح (استخلاص كميةٍ كبيرةٍ مما في الدم من ماءٍ وشوارد وغيرها).
– عملية إعادة الامتصاص (إعادة أخذ جزءٍ مما رشح مما قد يستفيد منه الجسم).
– عملية الإفراز (إضافةً للبول من غير الرشح).
1- عملية الرشح:
تحدث في رأس النفرون (محفظة بومان): حينَ مرور الدم في الشعيرات الدمويّة الموجودة في محفظة بومان، فإنَّه وبسبب طبيعة جدار الشعيرات الدمويّة فيها وارتفاع الضغط نسبيًا داخل تلك الشعيرات، ينفذ من سائل الدم بمعظم ما فيه (باستثناء بعض الأشياء الكبيرة كالكريات الحمر والبيض والصفيحات) لداخل المحفظة، ومعه المكونات الصغيرة والمواد الذائبة في حين يَتبقى داخل الشعيرات خلايا الدم، وجزيئات البروتين الكبيرة فقط مثل الألبومين.
وبذلك تحتوي الرشاحة على الماء والجلوكوز والحموض الأمينية وشوارد، كما تحتوي على بعض المواد التي تنفذ جزئيًا فقط، كاليوريا (الناتجة عن تكسير الحموض الأمينية) والكرياتينين، وتمر الرشاحة بعدها إلى النبيب الملتف القريب.
جديرٌ بالذكر أنَّ معدل عملية الرشح يساوي 180 لترًا/ يوم في حين أنَّ كمية البول المتكونة يوميًا تساوي بالمتوسط 1,5 لتر يوميًا فقط، فأين يذهب باقي الرشاحة؟ الجواب: فيما يحدث داخل النفرون في عملية إعادة الامتصاص.
2- عملية إعادة الامتصاص: هي انتقال مواد من الرشاحة (المستخلصة في المرحلة السابقة) أثناء تحركه في أنيبيبات النفرون إلى دم الشعيرات الدموية الموجودة حولها (إعادتها مرةً أُخرى للدم )، وتحدث من خلال آلياتٍ متعددةٍ كالنقل النشط والانتشار وغيرها، ومن خلال تلك العملية يتم اختزال حجم الرشاحة لتكوين البول.
عملية الإفراز: هي انتقال المواد من الدم إلى الرشاحة في أنيبيات النفرون، فهو عكس العملية السابقة.
تحدث عمليتا إعادة الامتصاص والإفراز معًا أثناء مرور الرشاحة في النفرون، ولكن بدرجاتٍ مختلفةٍ لكل جزءٍ من أجزاء النفرون، وتكون في توازن مع معدل عملية الرشح، فهَيّا نتتبع مسار الرشاحة في النفرون حتى تتحول إلى بول.
للنفرون عدة #أقسامٍ؛
وهي النبيب الملتف القريب وعروة هانلي بقسميها الصاعد والهابط والنبيب البعيد ثم القناة الجامعة، وفي كلٍّ من هذه الأقسام يحدث إعادة امتصاصٍ لبعض المواد الضروريّة وإفراز مواد أُخرى (كل قسمٍ متفردٍ بمعدل ما يعيد امتصاصه وما يفرزه تبعًا لتركيبه من الخلايا والقنوات الموجودة في تلك الخلايا المكوّنة للأنبيب).
وفي النهاية ينتج البول المكون أساسًا من: ماء – يوريا – أيونات للصوديوم والكلور والكالسيوم وغيرها -الكرياتينين– بعض المواد السامة.
وبذلك تنتهي عملية تكون البول الذي يمر عبر القناة المُجمعة ليصل إلى بداية قناة (الحالب) في حوض الكلية (الجانب الداخليّ المقعر للكلية) حيث يمر عبر الحالب ليصل إلى (المثانة البوليّة)، فيتم تخزينه هناك إلى حين التخلص منه.
من يعاني من مشكلةٍ في الكلية قد يضطر في بعض الأحيان للذهاب للمستشفى، والقيام بتحالٍ ليغسل دمه كل بضعة أيام، لكن وبفضل الله تنعمك أنت بجهازٍ للتخلص من كثيرٍ من فضلات جسمك دون أن تدري.
دمتم بصحةٍ وعافية.
المصدر:
John E. Hall, Guyton and Hall, 13th edition, Mississippi Center for Obesity Research University of Mississippi Medical Center Jackson, Mississippi, ELSEVIER, PP. 323-354