الرد على خرافات الملحد ستيفن هوكينج – ما رأي بقية العلماء في كلامه وكيف كشفوا تلاعبه وخداعه ؟
في فيديو شهير يُسأل ريتشارد دويكنز الملحد التطوري :
” ماذا كنت لو عشت قبل داروين ؟ ” فيرد :
” على الأرجح كنت سأؤمن بالله إن عشت قبل داروين ” !!
الفيديو : هنا
والشاهد : أنه مهما حاول العلماء الملاحدة نفي الصلة بين أفكارهم وبين الإلحاد ونفي تأثير إفرازات عقولهم الملتوية على الناس : فإن الواقع يكذبهم !!
فإذا رجعنا إلى الملحد التطوري ريتشارد دوكينز مرة أخرى باعتباره أشهر رؤوس الإلحاد الجديد New Atheism فنجده يقول وبكل صراحة – وبعيدا عن خداع الملحدين الملتوي للبسطاء باسم العلم – :
“لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن” !!
“Darwin kicked God out of biology, but physics remained more uncertain. Hawking is now administering the coup de grace.”
المصدر :
“Another ungodly squabble”. The Economist. 2010-09-05. Retrieved 2010-09-06.
هوكينج نفسه يرى أنه قام بهذا الدور الخادم لاستبعاد الخالق من الإيجاد وخلق الكون بأكمله حيث يقول في كتابه التصميم العظيم The Grand Design صفحة 165 :
” تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى، فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون !! فبسبب قانون الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن يُنشيء نفسه من اللاشيء !! فالخلق الذاتي هو سبب أن هناك شيئ بدلا من لاشيء، ويفسر لنا لماذا الكون موجود، وكذلك نحن ”
Just as Darwin and Wallace explained how the apparently miraculous design of living forms could appear without intervention by a supreme being, the multiverse concept can explain the fine tuning of physical law without the need for a benevolent creator who made the Universe for our benefit. Because there is a law of gravity, the Universe can and will create itself from nothing. Spontaneous creation is the reason there is something rather than nothing, why the Universe exists, why we exist
فكما حاول داروين باستماتة أن يستبدل تفسير (الخالق) : بخرافة التطور الصدفي والعشوائي في الكائنات الحية – فقد حاول هوكينج بدوره استبدال تفسير (الخالق) بخرافة الأكوان المتعددة Multiverse الصدفية والعشوائية لكي يبرر ظهور كوننا الغاية في الدقة من بينها !!
هل تعلمون كم كونا (افترضه) هوكينج بحساباته في كتابه (التصميم العظيم) فقط ليهرب من الاعتراف بالخالق عز وجل وعظمته التي احترمها نيوتن وأنشتين وماكس بلانك وغيرهم من العظماء في الفيزياء ؟
إنه (افترض) وجود 10 أس 500 كون !!!! وأن هذا ما يتناسب مع نظريته M التي ستجمع كل قوانين الوجود لتمكننا من فهم كل شيء بعيدا عن الخالق !!!
500^10 different possible universes consistent with nature’s laws which M-Theory
10 أس 500 – لمَن لا يعرف – يعني 10 وأمامها 500 صفر !!
الجميل أن كل الملاحدة يظنون أن أي شيء في الوجود يمكن تمثيله باحتمالية رياضية لأنها مهما كانت صغيرة جدا – مستحيلة أو متناهية في الصغر – : فإن الوقت الأزلي كافي لوقوعها !!
هذا يشبه تماما أن تحضر سيارة مفككة إلى أصغر مسمار وموضوعة الأجزاء كلها أمامك ثم يسألك ملحد : كم هي الاحتمالية الرياضية لتكون هذه السيارة صدفة وعشوائية ؟؟
بالطبع الإجابة – وعلى استحالتها رياضيا بتخطي 1 إلى 10 أس 50 أو 70 أو حتى 100 – : فإن السؤال أصلا خطأ !! وذلك لأن الأجزاء لن تتحرك من ذاتها وتتراكب ويدخل بعضها في بعض إلا بفاعل قدير حكيم يعلم ما يفعل ويريده !!
هذا من جهة .. وأما من الجهة الأخرى : فلو كان في رأس ستيفن هوكينج بعض احترام الذات والحيادية العلمية حقا : لاعترف باستحالة وضع نظرية تفسر كل شيء !! وذلك لسبب بسيط جدا وهو أنه هو نفسه بجسده وعقله : داخل في المعادلة والنظرية : ويستحيل أن يُخرج لنا هذا المُنتج النهائي الخيالي بهذه الصورة !!
يقول ماكس بلانك – العالم الألماني المحترم صنو أنشتاين والحائز على نوبل 1918م – :
“العِلم الطبيعي لا يستطيع حل اللغز المطلق للطبيعة، وذلك لأنه في التحليل الأخير نكون نحن أنفسنا جزء مِن الطبيعة، وبالتالي جزء من اللغز الذي نحاول حله”
Science cannot solve the ultimate mystery of nature. And that is because, in the last analysis, we ourselves are part of nature and therefore part of the mystery that we are trying to solve.
المصدر :
Max Planck. (1932). Where is Science Going? New York, NY: W. W. Norton & Company, Inc
هذا هو التفكير العلمي الصحيح – ويُقال أن هوكينج لا يثير هذه الخرافات العلمية إلا ليترك جدلا وشهرة وبصمة بعد موته بديلا عن عدم فوزه بجائزة نوبل مثل أنشتاين وماكس بلانك – !! أو …………
لتعويض خسارته لأشهر رهان علمي في تاريخ العلم الحديث أمام العالم بريسكل !!!.. – حيث كان يعتقد هوكينج في 1975م أنها تبتلع كل شيء بلا عودة : وتحدى على ذلك العالم بريسكل منذ عام 1997م : وإلى أن أعلن رسميا في 2004م بنفسه عن خسرانه للرهان !!.. واعترافه بأن تلك الثقوب السوداء تنضح ببعض المواد من المناطق الغير منتظمة على سطحها !!.. وقال هوكينج كلماته الشهيرة :
” إن نظريته التي أعاد صياغتها : تستبعد اعتقاده السابق بأن الناس يمكنهم أن يستغلوا تلك الدوامات السوداء يوما ما في السفر إلي الأكوان الأخري !!..
آسف لأنني خيبت ظن هواة الخيال العلمي !!.. لكنك إذا ألقيت بنفسك إلي إحدي الدوامات السوداء : سترتد طاقة كتلة جسمك إلي كوننا مرة أخري ولكن بشكل مشوه ” !!
فنعم :
إذن :
ستيفن هوكينج بعدما أقر في كتابه الأول (موجز لتاريخ الزمن مثل صـ 125) بحقيقة الضبط الدقيق للكون Fine-tuning of universe وخصوصا الثابت الكوني Cosmological constant وضبط مقدار الجاذبية الرهيب :
فلم يعد أمامه لتبرير الإلحاد – ومثله مثل كل علماء الفيزياء الملحدين – إلا اختراع فكرة الأكوان المتعددة الكثيرة جدا والعشوائية : ليكون كوننا هو الوحيد من بينها الذي خرج بهذه الصورة !!
ولاحظوا هنا أن الفكرة أصلا غير قائمة لا على ملاحظات ولا على تجريب كما وجع الملاحدة رؤوسنا بشروط النظرية العلمية المقبولة عندهم !!!
يقول ريتشارد داوكنز الملحد التطوري في حواره مع عالم الفيزياء الملحد ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي :
” إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المعد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة ” !!
If you discovered a really impressive fine-tuning … I think you’d really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse.
رابط الفيديو المترجم للقاء (من الدقيقة 7:25) : هنا
إنه (تطويع) العلم لإيدلوجيا الإلحاد والهروب من الاعتراف بخالق – وهو التفسير الأكثر علمية ومنطقية !! –
إنه الوجه الآخر للعلم !!
والآن … ماذا قال العلماء والمتخصصون تعليقا على خرافات هوكينج في كتابه حيث زعم أن قانون الجاذبية كفيل وحده بإظهار الكون من العدم أو أن الكون يُظهر نفسه بنفسه عن طريق الجسيمات الأولية أو حتى الأوتار المزعومة التي يبحثون عنها في مختبر سيرن CERN الآن لمحاولة حل كل هذه الألغاز ؟
ماذا قال هؤلاء على هوكينج وخصوصا أنه أعلن في مقدمة كتابه عن موت الفلسفة : ثم ملأ كتابه بالتفسيرات الفلسفية التي تصب كلها في أن (دور الإله) اختفى باكتشاف نظرية تجمع كل شيء (وهي التي لم يُدلل على صحتها أو وجود فعاليتها أحد أصلا !!)
يقول الفيزيائي الشهير راسل ستانارد في مقاله في الجارديان :
” إن فلسفة –هوكنج- هو تحديدا ما أعارضه فهي كما وصلتني مثال واضح على التعالم – ساينتزم- فطرح أن العلم هو مصدر المعلومات الوحيد وأننا لدينا فهم كامل لكل شيء هو هراء بل وهراء خطير أيضا فهو يشعر العلماء بالكبر والغرور بشكل مبالغ فيه ”
المصدر : هنا
ويقول أيضا :
” نظرية الأوتار تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لإختبارها وهذا غير ممكن…حسنا لو قلنا – طبقا للنظرية M – ان الكون خلق نفسه فمن أوجد النظرية M ؟ ومن أوجد القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟…ورغم ذلك فلا توجد لها معادلة فيزيائية حتى الآن! أطلب منهم أن يكتبوا معادلة فيزيائية …لن يفعلوا لانهم ببساطة لايمتلكونها ” !!
ويقول البروفسور جون بولكنجهورن من أشهر علماء الفيزياء النظرية :
” إنها – يقصد الأكوان المتعددة – ليست فيزياء إنها في أحسن الأحوال فكرة ميتافيزيقيه ولا يوجد سبب علمي واحد للإيمان بمجوعة من الأكوان المتعددة…إن ماعليه العالم الآن هو نتيجة لإرادة خالق يحدد كيف يجب أن يكون ” !!
المصدر : 12-John Polkinghorne, One World(London: SPCK, 1986), 80.
ويقول العالم روجرز بنروز الفيزيائي الشهير الذي أثبت مع هوكنج حدوث الإنفجار الكبير مُعلقا على كتاب هوكينج (التصميم العظيم) :
” على عكس ميكانيكا الكم فإن النظرية M لاتملك أي إثبات مادي إطلاقا ”
unlike quantum mechanics, M-theory enjoys no observational support whatsoever
ويقول البروفيسور بول ديفيز الفيزيائي الإنجليزي في الجارديان منتقدا هوكنج بشدة :
” تبقى القوانين المطروحة غير قابلة للتفسير!! هل نقبلها هكذا كمعطى خالد؟ فلماذا لانقبل الله؟ حسنا وأين كانت القوانين وقت الإنفجار الكبير؟ إننا عند هذه النقطة نكون في المياه الموحلة ” !!
المصدر : هنا
ويقول الفيزيائي وعالم الفضاء مارسيلو جليسر :
” إدعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وأبجديات الفيزياء والعلم التجريبي وتجميع البيانات , فنحن ليس لدينا الأدوات لقياس الطبيعة ككل فلا يمكننا ابدا أن نكون متاكدين من وصولنا لنظرية نهائية وستظل هناك دائما فرصة للمفاجآت كما تعلمنا من تاريخ الفيزياء مرات ومرات . وأراها إدعاء باطل أن نتخيل أن البشر يمكن ان يصلوا لشيء كهذا..أعتقد ان على هوكنج أن يدع الله وشأنه ”
المصدر : هنا
ويقول الفيزيائي بيتر ويت من جامعة كولومبيا :
” لست من أنصار إدخال الحديث عن الله في الفيزياء لكن إذا كان – هوكنج- مصرا على دخول معركة الدين والعلم فما يحيرني هو إستخدامه لسلاح مشكوك في صلاحيته أو فاعليته مثل النظرية M”
المصدر : هنا
وقد خصصت جريدة الإيكونومست حديثا عن كتاب هوكنج ووصفت كلامه بغير القابل للإختبار ثم علقت على ذلك بقولها :
” يبدو أن الفلسفة حلت محل العلم ” !!
المصدر : هنا
ويقول ويليام كريج الفيلسوف الأمريكي ساخرا :
” لا شيء جديد علميا في هذا الكتاب بالمره ولكن نقاش فلسفي بحت خصوصا في الثلث الأول وهو شيء غريب اذا علمنا ان هوكنج في اول صفحة من كتابه يقول ان الفلسفة قد ماتت ” !!
الفيديو : هنا
ويقول فيلسوف الفيزياء كريج كالندر في جامعة كاليفورنيا ساخرا :
” منذ ثلاثين عاما صرح هوكنج بأننا على اعتاب نظرية كل شيء – وبحلول عام 2000 وحتى الآن في عام 2010 …لاشيء!! …لكن لايهم فهوكنج رغم ذلك قرر أن يفسر سبب الوجود بالرغم من عدم وجود النظرية!…إن ما يتحدث عنه هو مجرد حدس غير قابل للإختار أبدا ” !!
المصدر : هنا
الغريب أن هوكينج نفسه يعترف بعدم إمكانية التفسير النهائي !!
يقول :
” محاولة فهم الفيزياء والرياضيات لا نهاية لها أبدا ”
understanding of mathematics and physics will never be complete
المصدر : هنا
ويقول العالم جون بترورث العامل بمصادم الهادرون بسويسرا :
” النظرية M خارج نطاق العلم ”
المصدر :
As quoted in Hannah Devlin,“Hawking: God did not create Universe,”The Times – 4 September 2010
ويقول الدكتور هاميش جونستون محرر موقع عالم الفيزياء وهو يعبر عن خوفه من تأثر الدعم الحكومي للبحث العلمي في بريطانيا تبعا لتصريحات هوكنج :
” توجد فقط مشكلة صغيرة وهي ضحالة الدليل التجريبي للنظرية M .بمعنى آخر فهناك عالم كبير يخرج بتصريح للعامة يتحدث فيه عن وجود الخالق إعتمادا على إيمانه بنظرية غير مثبته … إن الفيزياء بحاجة لدعم العامة حتى لاتتأثر بتخفيض النفقات وهذا سيكون صعبا جدا إذا ظنوا أن معظم الفيزيائيين يقضون وقتهم في الجدال عن ما تقوله نظريات غير مثبته عن وجود الخالق ” !!
المصدر : هنا
وأما الصحفي العلمي جون هورجان كتب مقالا بعنوان (البهلوانية الكونية) !! وصف النظرية M التي يعتمد عليها هوكنج بالحثالة وقال :
” هوكنج نفسه قال بإستحالة إختبار نظريته…أن تضع نظرية لكل شيء فأنت لديك لاشيء…إن يكون خلاصة بحثه هو النظرية M الغير قابلة للإثبات ..إننا نخدع انفسنا إن صدقناه ” !!
المصدر : هنا
وأما بروفيسورالرياضيات جون لينوكس فقد أسهب في نقد هوكنج :
” إن قول أن الفلسفة قد ماتت خطير جدا خصوصا عندما لا تتوقف أنت نفسك عن إستخدامها …ولأن هوكنج لديه فهم مغلوط لكل من الفلسفة والدين فهو يريدنا أن نختار بين الله وقوانين الفيزياء!… إن القوانين الفيزيائية لايمكن أن تخلق شيئا فهي مجرد الوصف الرياضي للظواهر الطبيعية…فقوانين نيوتن للحركة لن تدفع كرة البلياردو على الطاولة بدون لاعب يضربها فالقوانين لن تحرك الكرة فضلا عن خلقها…إن ما يقوله هو خيال علمي بحت…من أين جاءت الخطة الكونية التي تحدث عنها هوكنج؟ إنها ليست من الكون فمن جعلها تعمل إن لم يكن الله؟…إن محاولة العلماء الملحدين الهروب من فكرة الخالق يجعلهم يعزون الوجود لأشياء أقل مصداقية كالطاقة والقوانين أوالكتل!…بالنسبة لي كلما زاد فهمي للعلم كلما زاد إيماني بالله لتعجبي من إتساع وتعقيد وتكامل خلقه) ثم شرح كيف آمن عمالقة العلماء عبر التاريخ بوجود خالق عظيم لهذا الكون فقال(إسحق نيوتن بعدما إكتشف قانون الجاذبية وألف أهم كتاب علمي في التاريخ (برينسيبا ماثيماتيكا) قال إنه يأمل أن يساعد أصحاب العقول (أولى الألباب) أن يؤمنوا بالله… وكانت قوانين آينشتين الرياضية مثار إندهاشة الدائم وإيمانه بوجود قوة حكيمة جبارة خلف هذا الكون (وإن لم يؤمن بإله الكتاب المقدس)… وآلان سانداج المعروف بالأب الروحي لعلم الفلك الحديث الحائز على أرفع الجوائز قال أن الله هو التفسير لمعجزة الخلق ” !!
المصدر : هنا
فنحن – كمسلمين – لا نحارب فكرة (إمكانية) خلق الله تعالى لما يشاء من عدد محدود أو لانهائي من العوالم – بل نحن نؤمن بعالم الجن والملائكة والملكوت والجنة والنار وغيرها من الغيبيات تصديقا لله الذي آمنا به بعقولنا رغم أننا لم نرها – ولكننا نعترض على خرافات الإلحاد عندما يريد أن يخدع الناس باسم العلم – أو يعلن التزامه بالمنهج المادي الطبيعي الذي لا يعترف إلا بالمحسوس والمرصود : ثم نجده يقتحم الغيبيات وما وراء الطبيعة والمادة والزمن ويستخدم الميتافيزيقا التي حرمها على المؤمنين !!
.