الماء على المريخ : شرح بسيط – تعريف بصاحب الفكرة – تعليقنا كباحثون مسلمون على الحدث
لطالما تمتع أقرب كوكبين من الأرض بالنصيب الأكبر من أفكار (الخيال العلمي) والفضائيين والغرباء الذين يعيشون على سطحهما – ألا وهما كوكب الزهرة Venus (الذي يلي الأرض من جهة الشمس) وكوكب المريخ Mars (الذي يلي الأرض بعيدا عن الشمس)
وبالطبع أول وأهم علامات الحياة – ولو حياة عضوية مثل وحيدات الخلية والبكتريا – هي وجود ماء على أي كوكب، ومن هنا كان سر الاهتمام الدائم من الفلكيين والفيزيائيين في البحث عن الماء في الكون أو في الكواكب القريبة أو البعيدة
وكما وعدناكم بالأمس :
فسوف نتحدث بشيء من الشرح والتبسيط لما أعلنت عنه وكالة ناسا الفضائية مؤخرا من تأكيد العلامات على وجود آثار ماء سائل حاليا في المريخ
==============
أما أولى المفاجآت هنا :
فهي أن الفضل في هذا الاكتشاف التاريخي لآثار الماء على الكوكب الأحمر (أحد أسماء كوكب المريخ) : لا يعود إلى ناسا بميزانيتها الضخمة التي وصلت في 2015 إلى 18 مليار ونصف مليون دولار !! بل يعود الاكتشاف إلى دقة الملاحظة والبحث لدى طالب من “نيبال” يدرس الدكتوراه حالياً في “معهد جورجيا للتكنولوجيا” بمدينة “أتلانتا” الأميركية ويدعى “لوجيندرا أوجها” !!
وهو صاحب أول دليل على وجود الماء السائل في كوكب المريخ، اذ بدأ بفحص صور لسطح المريخ عندما كان طالباً بجامعة ولاية “أريزونا” عام 2010. يقول “أوجها”:
” لقد وجدنا الأملاح المائية فقط عندما كانت الملامح الموسمية واسعة وواضحة، مما يشير الى أن الخطوط الداكنة نفسها أو العملية التي شكلتها مصدرها المياه، وفي كلتا الحالتين فالكشف عن الاملاح المائية على هذه المنحدرات يعني أن الماء يلعب دوراً حيوياً في تشكيل هذه الخطوط “.
ومن الجدير بالذكر ان “لوجيندرا أوجها” هو المؤلف الرئيسي للتقرير الذي شاركه فيه ثمانية علماء من “ناسا” ومن مؤسسات علمية حول العالم، ونشر بتاريخ 28 سبتمبر في مجلة “Nature Geoscience”.
حيث أظهرت الصور عالية الدقة للمطياف المركب على (MRO) دلائل على وجود هذه الأملاح في عدة مواقع من الخطوط الإنحدارية المتناوبة (RSL)،
ولكن هذه الدلائل الداكنة ظهرت فقط عندما كانت واسعة نسبياً، وعندما نظر الباحثون في نفس المواقع عندما كانت (RSL) غير واسعة، فإنهم لم يكتشفوا تلك الأملاح.
وقد فسر “أوجها” سبب وجود طيف من الأملاح المحتوية على الماء إلى وجود “البيركلورات” او “فوق الكلورات”. فهذه الأملاح تتناسب مع الدلائل الكيميائية التي ترجح وجود مزيج من بيركلورات المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وبيركلورات الصوديوم، حيث تمنع هذه المواد السوائل من التجمد حتى عند درجة حرارة مئوية 70ْ تحت الصفر.
ولنقرب لكم الامر أكثر متابعينا في الباحثون المسلمون : فكما تعلمون وجود الأملاح يقلل من درجة التجمد لمحلول ملحي سائل، تماماً مثل استخدام الملح على الطرقات المتجمدة لإذابة الجليد بسرعة أكبر.
كما يقول العلماء أنه من المحتمل أن تدفق مياه تحت سطحية أدى إلى ظهور هذه الخيوط والآثار.
والغريب أنه قد سبق وتم رصد هذه “البيركلورات” على سطح المريخ من قِبَل مركبة “phoenix” و”Curiosity” التابعتين لوكالة “ناسا” من قبل، ويعتقد بعض العلماء ان بعثة “Viking” في السبعينات قاست دلائل على هذه الأملاح أيضاً !!
أما بالنسبة لـِ”أوجها” : فالنتائج الجديدة هي اكبر دليل على ان الخطوط الغامضة التي رآها اول مرة عند دراسة الصور عام 2010 وفسرها كمنحدرات مريخية معتمة من خمس سنوات هي في الواقع: ماء في الوقت الحاضر !! وهو يقول أيضاً :
” عندما يتحدث معظم الناس عن المياه على المريخ، فهم عادةً يتحدثون عن مياه قديمة أو متجمدة، وأضاف: نحن نعرف الآن أن هناك تتمة لهذه القصة، وهذا هو اول كشف طيفي يدعم بشكل لا لبس فيه فرضياتنا حول تشكل المياه السائلة في خطوط المنحدرات المتناوبة (RSL) ”
ويقول “مايكل ماير” الباحث الرئيسي لبرنامج “استكشاف المريخ” التابع لناسا :
” استغرق الأمر ارسال مركبات فضائية متعددة على مدى عدة سنوات لحل هذا اللغز، والآن نحن نعلم أن هناك مياه سائلة على سطح هذا الكوكب الصحراوي البارد”.
===================
إذن ….
يبدو أن التكهنات الدائرة حول وجود الماء السائل على المريخ قد حسمت في مؤتمر “ناسا” الأخير بالفعل، فالبيانات الجديدة من “مسبار ناسا لاستطلاع المريخ” (Mars Reconnaissance Orbiter MRO) تعطي أقوى الدلائل حتى الآن على أن الماء السائل يتدفق بشكل متقطع حتى يومنا هذا على المريخ.
اذ أظهرت الصور القادمة من المسبار أخاديد وخطوط طويلة داخل المنحدرات يحتمل بشدة أنها تشكلت بسبب مياه مالحة تدفقت على سطح الكوكب، وباستخدام التصوير الطيفي اكتشف الباحثون آثار أملاح معدنية مائية على المنحدرات، حيث شوهدت خطوط غامضة داكنة تظهر وتختفي بمرور الوقت، ماعزز الشكوك حول هذه النقطة.
ويبدو أن هذه الخطوط تزداد قتامة وتنحدر مع المنحدرات في المواسم المعتدلة وتختفي في المواسم الباردة، مايوحي بأن تيارات مائية هي التي شكلتها في عدة مناطق وعلى مساحة واسعة، عندما كانت درجة الحرارة المئوية أعلى من 23ْ تحت الصفر.
يقول “جون جرونسفيلد” رائد فضاء ومساعد مدير في “NASA’s Science Mission Directorate” في واشنطن :
” لقد سعينا على سطح المريخ لتتبع المياه في بحثنا عن الحياة في هذا الكون، والآن لدينا علم وحُجة مُقنعة تؤكد ما كنا نشتبه به منذ فترة طويلة، وهذا يمثل تطوراً هاما، ويظهر للتأكيد على أن الماء – وإن كان مالحاً – يتدفق حتى اليوم على سطح المريخ ”
وقد أطلقوا على هذه الخطوط الداكنة اسم الخطوط الإنحدارية المتناوبة (RSL) حيث وصفت دائما بارتباطها بامكانية وجود الماء السائل.
النتائج الجديدة توحي بأن الأملاح المائية المترسبة على المنحدرات لها علاقة بهذه الخطوط الداكنة، ما يجعل وجودها يشكل دليلاً على أن الماء الموجود بحالته السائلة حتماً.
=====================
والآن .. ما هو تعليقنا كباحثون مسلمون على هذا الحدث ؟؟
يمكننا تلخيص هذا التعليق في نقاط هامة كالتالي :
1- رغم عدم رصد الماء فعليا إلى الآن على كوكب المريخ : إلا أنه أقيم مؤتمرٌ كامل للإعلان عن ترجيح وجوده فقط : بواسطة آثاره والأدلة عليه !! والغريب : أننا لم نسمع أحد الملحدين ولا علمائهم ينتقد مثل هذا (الاستنتاج) الخارج عن (الرصد) بعد !! والسؤال :
لماذا يقبلون استخدام الاستنتاج العقلي والعلمي في كل شيء إلا في الاستدلال على وجود الخالق سبحانه من آثاره ودلائل صنعه ؟؟
2- مجرد وجود الماء (وحتى لو عذب بعكس ماء المريخ المالح إلى الآن كما توقعوا) : فهو لا يعني وجود حياة بالضرورة !! وذلك لأن كل متخصص في الأحياء يدرك مدى تميز كوكب الأرض وتمهيد الله عز وجل له لحياتنا وخاصة مع دورة مياهه المعجزة والتي قدرها الله تعالى بكل إتقان ليستفيد منها كل كائن حي بما في ذلك الإنسان !! فالأرض لو كانت أقرب للشمس مثل الزهرة : أو أبعد من الشمس مثل المريخ : فلن يستقر الماء عليها ليستفيد منه الكائنات الحية التي تتغذى عليه وتقوم به !! لا نباتات ولا حيوانات ولا إنسان !! هذا بالإضافة للتكامل مع الغلاف الجوي الذي يشكل مع الماء دورا أساسيا في إحكام دورة إعادته دوما إلى الأرض للاستفادة منه بعد تبخره .. إذن : لا صحة لمَن يتحدث هنا (والآن) عن افتراض حياة أو يقول أن المريخ سبق الأرض في الحياة وهو الآن متجمد !! والسؤال : هو متجمد لأنه أبعد من الأرض عن الشمس !! فما دخل هذا بذاك ؟! بل أقصى ما يمكن افتراضه في ظروف كوكب المريخ القاسية هي البكتريا والطفيليات (إن وُجدت) لأنها الأقدر على تحمل الظروف القاسية والتكيف معها من برودة أو حرارة
3- الله تعالى خالق كل شيء .. وقد ذكر في قرآنه آيات دالة على وجود خلق في السماوات .. فبعض العلماء حملها على الملائكة .. وبعضهم قال أنها تحتمل وجود مخلوقات أخرى لا يعلمها إلا الله مثل سائر كائنات الأرض من زواحف وأسماك ونحوه (أي غير مكلفة) لأنها لو مكلفة ولو سنعلمها ونحتك بها لكان حري بالوحي أن يخبرنا عنها ولكنه لم يفعل، فقط الجن والإنس المكلفون – والملائكة طائعون – وكل منا له خصائصه وصفاته
هذا فقط كان توضيح بإيجاز للرد على معظم الاستفسارات والأسئلة التي وردت إلينا منذ الأمس
المصادر :
https://www.nasa.gov/press-release/nasa-confirms-evidence-that-liquid-water-flows-on-today-s-mars
https://www.science20.com/robert_inventor/blog/ten_reasons_not_to_live_on_mars_great_place_to_explore-118531
https://goo.gl/821Erf