كثيرة هي الطفليات التي تُصيب الكائنات الحية، وتستفيد من قدرة هذه الكائنات على جلب الطعام وتصنيعه الغذاء المناسب لهذه الطفيليات. وحديثنا اليوم سيدور حول طُفيليٍ يسبب داء المحرشفات الذي يُعد من أكثر أنواع العدوى شيوعًا لدى الإنسان، والذي تُسببه نوع من الديدان الشريطية تسمى المحرشفة القزمة (Hymenolepis Nana).
لمَ هذه الدودة قزمة؟
هي من الديدان الشريطية، التي يبلغ طول بعضها أكثر من 10 أمتار! (تخيل بهذا الطول الهائل، تقف أمامك كثعبان) بينما يبلغ طول المحرشفة القزمة 25-40 ملم وعرضها 1 ملم.
كيف نُصاب بها؟
يمكن أن تحدث هذه العدوى بدون مُضيفٍ وسيط، حيث يمكنها أن تنتقل مباشرةً من شخصٍ مصاب إلى آخر عن طريق انتقال البيوض إلى الفم عبر الطعام أو الماء أو الأيدي الملوثة بالبراز، والتي لا يمكنها البقاء على قيد الحياة أكثر من عشرة أيام على تلك الحالة. كيف ملوثة بالبراز؟! مثلًا؛ ملوثة بمياه الصرف الصحي، أو طفل يحتاج التعليم مر بجانب أرض زراعية و #&*× لا حول ولا قوة إلا بالله.
تتألف دورة حياة الدودة الشريطية عمومًا من مراحل في الأمعاء الدقيقة في البشر والفئران، ومراحل نسيجية يرقية في الحشرات (المرحلة الكيسية المذنبة). وما يميز المحرشفة القزمة أنها تستطيع أن تقضي جميع فترة حياتها -بما في ذلك المرحلة الكيسية المذنبة- في مكان واحد وهو الأمعاء الدقيقة لدى الإنسان.
الأسباب وعوامل الخطورة:
تحدث العدوى كما أسلفنا أساسًا عن طريق انتقال بيوض الدودة إلى الفم. وتشمل عوامل الخطورة عدم وجود صرف صحي سليم، والاحتكاك بالبيئات الملوثة بالبراز البشري، وعدم معالجة النفايات والفضلات بشكل كاف، ووجود الشخص المصاب في المنزل، أو الاستحمام في قنوات الري الملوثة.
_ إحصائيًا: تكون العدوى شائعة عند الأطفال المتراوحة أعمارهم بين الرابعة والعاشرة في المناطق الجافة والحارّة من العالم النامي. تُصيب عدوى المحرشفة القزمة (H.nana) ملايين الأشخاص حول العالم خاصةً الأطفال. يُقدر وجود 50-75 مليون شخصًا حاملًا للمحرشفة القزمة مع معدل انتشار عند الأطفال من 5% إلى 25% والذي من الممكن أن يصل إلى 50% عند الأطفال بين السنة والأربع سنوات.
ولكن هل من أعراض ظاهرة لهذه العدوى، وهل يمكن أن تؤول بعض هذه الحالات إلى الموت؟
أما من ناحية الموت، ولكيلا نتأخر عليك بالإجابة، فلم يُبلَّغ عن حالات وفاة مرتبطة بهذه العدوى، وبالنسبة للأعراض؛ فمعظم حالات العدوى لم تكن ذات أعراض ظاهرة. بالمقابل، أشارت العديد من الدراسات لوجود أعراض غير نوعية: مثل ألم البطن، وفقدان الشهية، والإسهال، وفقدٌ في الوزن، وسلوك عصبي، وحكة شرجية، وحكة أنفية، وتأخر النمو.
وترتبط شدة هذه الأعراض بشدة الإصابة (بمقدار عدد الطفيليات الغازية للجسم).
العلاج:
هناك ثلاث أنواع من الأدوية تستعمل للعلاج، إضافةً إلى الرعاية الصحية المناسبة والمرافقة للأدوية. فلا تقلق.
الوقاية:
من خلال أخذ الحيطة من لمس الأشياء التي تكون ملوثة بالبراز، لأن بيوض المحرشفة القزمة تكون مُعدية. التأكيد على النظافة الشخصية، والتخلص السليم من مياه الصرف الصحي، لأن بعض القوارض يمكن أن تحمل الطُفيل، وغسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.
يمكنك القول أنَّ اهتمام المجتمع بالكامل بالطهارة وتعليمها للأطفال منذ الصغر يعد أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بها، وطبعًا ذلك لا ينهيها تمامًا، فكما ذكرنا تنقلها القوارض أيضًا، لكنه يخفف منها بدرجة كبيرة.
وقى الله الجميع من الأسقام والأوجاع.