ماذا تعرف عن المسلم الصيني زاو شانغجون Zhao Changjun ؟ وعلاقة المسلمين واللغة العربية بالكونغ فو ؟
اليوم نخرج قليلا عن أعلام المسلمين في مجالات العلم التجريبي – لنخوض مجالا جديدا يحبه أكثر الناس والشباب اليوم وهو مجال الرياضات – ورياضة الكونغ فو على الأخص ومحبي هذا الفن القتالي سواء على أرض الواقع او في الأفلام – بروس لي – جاكي شان – جيت لي –
بعضنا يعرف أن الصين كانت من أوائل البلاد التي اضطهدت الدين بعامة والإسلام بخاصة أيام الحكم الاشتراكي الملحد في القرن الماضي – ووقعت فيها الكثير من الإبادات وعمليات القتل الوحشية الممنهجة للمسلمين للأسف .. ولكن : مَن هو زاو شانغجون ؟
الأستاذ زاو شانغجتون Zhao Changjun كان الابن الوحيد لفلاح مسلم بين 5 اطفال من قومية الهوي والتي كانت تعتبر أقلية اسلامية في الصين – بل كانت أكبر أقلية قومية في الصين من بين 60 أقلية عرقية اخرى حيث قارب تعدادها نحو 10 مليون نسمة.
وقد ولد زاو عام 1960م في شيان Xian، في مقاطعة Shaanxi. لكنه لم يكن يتمتع بصحة جيدة. وكان والده فلاحا بسيطا يكن الكثير من الاحترام للفنون القتالية، ولكنه لم يحصل على فرصة تعلمها، فأرسل ابنه زاو ليدرسها على أمل تحسين صحته وتعلم كيفية الدفاع عن نفسه أو عن أهله وأخواته البنات في تلك الفترة الحرجة من تاريخ المسلمين في الصين.
لذلك أرسله والده إلى الأستاذ يوان رون Yuan Run ليقوم بتدريسه الفن الاسلامي التقليدي tan tui (ساق الربيع) وأسلوب cha quan الاسلامي. وسنعرف بعد قليل ماذا تعني هذه الأساليب ومدى ارتباطها باللغة العربية وحروفها !!!!
وقد واظب والده على اصطحابه الى دروس الكونغ فو كل صباح أثناء ذهابه الى العمل، وكل مساء بعد العمل في رحلات مكوكية عبر مدينة Xian على دراجته حينما كان عمره وقتها ست سنوات.
ولم يخطر في بال والده أبداً أن يصبح ابنه هذا أحد أعظم مقاتلي الكونغ فو في الصين إذ إن أقصى ما تمناه هو أن يكون قادراً على القتال في حال اضطر لذلك. ولكن دخول فترة الثورة الثقافية (الثورة الثقافية كانت ضد التقاليد القديمة وقد استهدف من ضمن أهدافها الاسلام كديانة وكمجتمع خلالها) جعل والده يبحث له عن أستاذ آخر فلحق بالأستاذ Zhang Junde وتعلم معه أسلوب Shaanxi hong quan وأسلوب المقاتل السكران إضافة الى بعض الفنون التقليدية.
اليوم زاو شانغجون يعتبر حائزا على 54 ميدالية ذهبية – وله أكاديمية ووشو خاصة باسمه في الصين – مع شهادة الخبراء له في القارات الخمس وفي أكثر من ثلاثين دولة أنه واحد من أفضل وأعظم أساتذة الووشو اليوم،
ملحوظة : الووشو Wushu هي رياضة استعراض والتحام كامل نابعة من الفنون القتالية الصينية. وقد تطورت كثيرا في الصين بعد سنة 1949م في محاولة لوضع معايير لممارسة الفنون القتالية التقليدية الصينية
ويؤكد الأستاذ زاو شانغجون أن شهرة مقاتلي الكونغ فو الصيني أصبحت مرتبطة بالظهور السينمائي للأسف وليس بالمهارة القتالية. حيث لا ينافس الأستاذ زاو Zhao في عدد الألقاب إلا الممثل : لي ليانجي والشهير بـ : جيت لي Jet Lee.
ويقال بأن حقبة السبعينات كانت لجيت لي وأن الثمانينات كانت لزاو. لكن بالرغم من ذلك فان زاو كان دائماً منافساً شرساً لجيت لي في تلك الفترة.
وأما السبب في تفوق جيت لي البسيط وقتها فهو أنه كان من فريق بيكين للووشو – والمشاركين في المنافسات الدولية كانوا دوماً يؤخذون من فريق بيكين. ولذلك يعتقد الكثير من الخبراء أن زاو أفضل من جيت لي، لكن السبب في تفضيل جيت لي هو الظهور الاعلامي في الأفلام مما جعله مركز اهتمام. وفي فترة اواخر السبعينات والثمانينات حصل زاو على جميع الألقاب الوطنية والدولية.
ورغم انجازاته الضخمة في الووشو إلا أن الأستاذ زاو Zhao يفضل دوماً الفن القتالي التقليدي الذي يعتبره أسلوب حياة.
ولكن …….
يُعد أسلوب Tan tui أو أسلوب (ساق الربيع) هو أسلوب من منطقة Turfan ويستخدم بصوره اساسيه في تدريبات اسلوب Zhaquan
هناك 28 طريقه تدريبيه ل Tantui – حيث كل طريقة منها تقابل حرفا من الحروف الأبجديه العربية البالغ عددها 28.
وهذا يبين مدى تعلق مسلمي الصين باللغة العربية عبر تأسيس الرياضة التي يمارسونها كل يوم تقريبا.
وجدير بالذكر أن آخر 18 طريقة من هذه الـ 28 كانت صعبة ومعقدة نسبيا – مما أدى إلى دمجها في شكلين آخرين فسميت بـ Tuiquanshi ومازالت تدرس في Zhaquan.
ثم تم تعديل هذا الأسلوب عن طريق اضافات واساليب قتاليه حديثه انضمت له من العديد من الفنون القتاليه الأخرى مثل اسلوب changquan و xingyiquan والعديد من الأساليب الثانية .
ولكن لا يزال هذا الأسلوب موجوداً بشكله التقليدي في مقاطعة شاندونغ Shandong.
ورغم المصدر الاسلامي لهذا الاسلوب الا انه انتشر ودخلته الكثير من الاضافات فيما بعد، لكن الأستاذ زاو شانغجن Zhao Changjun يؤكد أن أفضل أسلوب تان توي من نيانجينغ وصولا الى بيكين مصدره إسلامي.