المشترى الليلة أقرب ما يكون لمنزلك !!
أنت الآن أمام حدث عظيم سيحدث بعد بضع دقائق خصوصا إذا كنت من محبي الفلك، حيث سيكون المشتري في أقرب المواضع من بيتك.. نعم الآن المشتري يبعد عنا 666 مليون كم فقط.. ويسمى هذا الوضع بـ “المقابلة”، حيث يكون المشتري والأرض والشمس على استقامة واحدة.. فيشرق المشترى حين تغرب الشمس عن الأرض.. وبذلك يكون الكوكب الأكبر في المجموعة الشمسية اليوم أكثر لمعانا.. حيث يمكن لهواة الفلك باستخدام تلسكوباتهم البسيطة رصد الكوكب ورؤية معالمه بوضوح إلى حد كبير، ويمكنهم أيضا رؤية أقماره الأربعة الأكثر لمعانا بين أقماره الـ 67.
المشترى يشرق في السادسة والنصف مساء تقريبا، ويظل في السماء متحركا نحو الغرب حتى يغرب تماما في الخامسة والنصف صباحا تقريبا بتوقيت القاهرة، ويمكن تمييز مكانه بسهولة فقط إذا نظرت إلى الجهة المقابلة لغروب الشمس، بحيث ترفع رأسك وتركز النظر في السماء لترى خروج أكثر الأجرام لمعانا في هذا المكان والتوقيت.
بعض المعلومات الإضافية عن الكوكب :
المُشْتَرِي هو أضخم كواكب المجموعة الشمسية. سمي بالمشتري لأنه يستشري في سيره أي يلـجُّ ويمضي ويَـجِدُّ فيه بلا فتور ولا انكسار.
المشتري خامس الكواكب بعداً عن الشمس، وأكبر كواكب المجموعة الشمسية، وهو عملاق غازي كتلته أقل بقليل من 1/1000 من كتلة الشمس، لكنها تساوي ثلثي كتلة مجموع باقي كواكب المجموعة. ويتم تصنيفه من ضمن العمالقة الغازية : زحل وأورانوس ونبتون. ويطلق على هذه الكواكب الأربعة اسم الكواكب الجوفيانية.
يتكون المشتري بشكل رئيسي من الهيدروجين، ويشكل الهيليوم أقل بقليل من ربع كتلته. وفي الغالب يحتوي على نواة صخرية تتكون من عناصر أثقل. شكل المشتري كروي مفلطح بسبب سرعة دورانه الكبيرة. يظهر الغلاف الجوي الخارجي تمايزاً واضحاً لعدة نطاقات في خطوط طول مختلفة.
مما يؤدي إلى الاضطراب والعواصف على طول هذه الحدود.
كما تتشكل نتيجة ذلك إحدى المعالم المميزة للمشتري وهي ما يعرف باسم : البقعة الحمراء العظيمة، وهي عاصفة عملاقة معروفة على الأقل منذ القرن السابع عشر عندما تم رصدها لأول مرة بالمرقاب (التليسكوب).
ويحيط بهذا الكوكب نظام حلقات خافت، وحقل مغناطيسي قوي. كما يوجد 67 قمراً تدور حوله، منهم أربعة أقمار كبيرة تدعى بأقمار غاليليو، حيث اكتشفها غاليلو غاليلي سنة 1610. يملك أكبر هذه الأقمار والمدعو غانيميد قطراً أكبر من قطر كوكب عطارد. حيث بلغ قطره عند خط استوائه 142,984 كم
يتكون الغلاف الجوي العلوي للمشتري من حوالي 88 إلى 92% من الهيدروجين و8 إلى 12% من الهيليوم. وهذه النسبة هي نسبة حجمية أو نسبة عدد مولات الجزيء. لكن بما أن كتلة ذرة الهيليوم حوالي 3 أضعاف كتلة ذرة الهيدروجين، فإن النسبة تتغير عند التعبير عنها كنسبة مئوية كتلية، ليصبح تركيب المشتري حوالي 75% هيدروجين و24% هيليوم والباقي عبارة عن مواد مختلفة. تحتوي الطبقة الداخلية من الغلاف الجوي على مواد بكثافة أعلى وتكون النسبة الكتلية لهذه المواد حوالي 71% هيدروجين و24% هيليوم و5% مواد مختلفة. يحتوي الغلاف الجوي على كميات ضئيلة من الميثان وبخار الماء والأمونيا ومركبات السيليكون. وهناك أيضاً أثار للكربون والإيثان وكبريتيد الهيدروجين والنيون والأكسجين والكبريت والفوسفين. أما الطبقة الأبعد من الغلاف الجوي فتحتوي على بلورات متجمدة من الأمونيا.
تبلغ كتلة المشتري ضغفي ونصف كتلة باقي كواكب المجموعة الشمسية. ويقع مركز الثقل الثنائي مع الشمس على بعد 1.068 نصف قطر شمسي من مركز الشمس. وعلى الرغم من أن قطر المشتري أكبر بـ 11 مرة من قطر الأرض، إلا أن كثافته أقل.
يملك المشتري أكبر غلاف جوي بين كواكب المجموعة الشمسية، فغلافه الجوي يمتد حتى ارتفاع 5000 كم وبما أن المشتري كوكب غازي فقد جرت العادة على اعتبار قاعدة الغلاف الجوي في النقطة التي يكون فيها الضغط الجوي يعادل 10 بار، أو 10 أضعاف الضغط الجوي الأرضي.
دائماً يكون المشتري مغطى بالغيوم المركبة من بللورات الأمونيا، إضافة إلى احتمال وجود بيكبريتيد الأمونيوم. يبلغ عمق طبقات الغيوم حوالي 50 كم، وتحتوي على الأقل طبقتين من الغيوم. الطبقة السفلى طبقة سميكة والطبقة العلوية رقيقة وأكثر شفافية. ومن الممكن وجود طبقة رقيقة من غيوم الماء متوضعة تحت طبقة الأمونيا، افترض البعض ذلك كدليل بسبب ومضات البرق المكتشف في الغلاف الجوي للمشتري. حيث عادةً ما ينتج البرق بسبب قطبية الماء، مما يجعله قادراً على إجراء عمليات التفريغ الكهربائي اللازم لتوليد البرق. وتصل قيمة التفريغ الكهربائي لأكثر من ألف ضعف مما على الأرض. وتشكل سحب الماء عواصف رعدية مدفوعة بالحرارة المرتفعة من داخله.
يحد المشتري حقل مغناطيسي أكبر بـ 14 مرة من الحقل المغناطيسي الأرضي. ويتراوح ما بين 4.2 جاوس عند خط استواء المشتري إلى ما بين 10 إلى 14 جاوس عند القطبين. مما يجعله أكبر حقل مغناطيسي في المجموعة الشمسية باستثناء البقع الشمسية.
المشتري هو الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يملك مركز كتلة ثنائي يقع خارج حجم الشمس، وعلى بعد حوالي 7% من نصف قطر الشمس.
بلغ متوسط المسافة بين الشمس والمشتري حوالي 778 مليون كم، أي حوالي 5.2 ضعف متوسط المسافة بين الأرض والشمس. ويكمل مداره حول الشمس في 11.86 سنة