المشي حافيًا 2
وإجابة التساؤل
عندما نشرنا مقالنا الأول عن الاحتفاء، جاءتنا تساؤلاتٌ من متابعينا عن إمكانية انتقال الكهرباء من الجسم إلى الأرض أو بالعكس. لذا فإنَّنا نودُّ أن نعرِّفكم متابعينا الأعزاء على قسمٍ من الطبِّ حديث التطوّر يدعى الطبُّ البيئي.
يُعرَّف الطب البيئي على أنَّه رصدٌ للتفاعلات بين صحة جسم الإنسان والبيئة المحيطة. وعمومًا، يركز علماء هذا الطب على العوامل التي لديها تأثيرٌ سلبيٌّ على صحة الإنسان. إلا أن هناك عاملًا إيجابيًا يغفلون عنه، ألا وهو التلامس الفيزيائي المباشر بين جسد الإنسان وسطح الأرض (أو ما يسمّى اصطلاحًا بالتأريض Earthing) الذي يعتبر مخزنًا كبيرًا للإلكترونات.
فما يلي نعرض لكم نتائج الدراسات حوله حتى الآن ( راجعوا المصدر أسفل المقال ) لكننا -الباحثون المسلمون- نرى أنها تحتاج لمزيدٍ من الدراسات لإثبات مدى قدرتها، وليس فقط نوعية تلك القدرة:
إنَّ التأريض (Earthing) من خلال المشي حافي القدمين (الاحتفاء) أو الجلوس أو النَّوم على سطح الأرض، يسمح بنقل الإلكترونات من الأرض إلى الجسم، وهذا الأمر يُعتقد أنَّ له فوائد عدة.
حيث تزداد الأدلة التي تقترح أن الكمون السلبي لسطح الأرض يساعد في خلق توازنٍ في البيئة الحيوية الكهربائية في الجسم لتأدية وظائف الجسم على نحوٍ طبيعيٍ. كذلك فإنَّ التذبذب في شدة الكمون الأرضي قد يكون مهمًّا لضبط الساعة البيولوجية للجسم وتحسين النوم من خلال ضبط إفراز هرمون الكورتيزول مثلًا.
إن تدفق الإلكترونات الحرة الممتصة من سطح الأرض قد يعدِّل (يحيِّد) الشوارد الحرَّة (شوارد الأوكسجين الحرَّة [O]) التي تنتج كاستجابةٍ لحدوث الالتهابات، ممَّا يؤدي إلى تقليل الالتهابات المزمنة والحادَّة. وقد لوحظ أن الألم يقلُّ أيضًا عند النَّوم ملامسًا الأرض مباشرةً.
بالإضافة إلى ذلك يُرى بأنَّ الإلكترونات تحفّز إحداث تغييرات فيزيولوجية متعددة ذات أهميّة سريريّة، بما في ذلك المساهمة في زيادة نشاط الجهاز نظير الودّي على حساب الجهاز الودّي العصبي الذاتي مما يساهم بدوره بضبط عمل أجهزة الجسم الداخلية كتحسين معدَّل التَّنفس ومعدَّل النَّبض.
إنّ لكل إنزيم في الجسم درجة حموضةٍ (PH) معينةً، يصل خلالها إلى تأثيره الأعظم، ولذلك يعتقد بعض العلماء بأنَّ التغيُّر في البيئة الكهربائية الداخلية للجسم من الممكن أن يغيِّر درجة حموضة (pH) السوائل الحيويَّة (الدم، السائل بين الخلايا، والسائل داخل الخلية) ويؤثِّر على توزع الشحنات مما يؤدي إلى تغير فعالية الإنزيم.
إنّ الأبحاث التي تمت إلى الآن تدعم فكرة أن التلامس الجسديَّ مع الأرض هو عامل في التوازن الصحيِّ. لكن يحتاج الأمر لمزيدٍ من الدراسات.
لذلك فإن الاحتفاء سواءً خارج المنزل أو داخله قد يكون إجراءً بسيطًا وطبيعيًّا ضد الأمراض والالتهابات وحتى أمراض القلب.
ختامًا، نتمنى أن تزداد الأبحاث في هذا الجانب لنعلم مدى تأثير تلك التأثيرات على صحة الإنسان. ونسأل الله لكم دوام الصحة والمعرفة.
إعداد: عبد الله المصري
مراجعة: عبد الرحمن البرديني
تدقيق: هيثم عكيلة
المصدر: [1].