المغالطات المنطقية مغالطة 1- رفض الدليل بسبب ما يترتب عليه
سلسلة جديدة نرجو أن تحوذ على إعجابكم وتجدون فيها الفائدة
==============
المغالطات المنطقية هي أساليب نفسية وعقلية في الحوارات والنقاشات يستخدمها أحد الطرفين أو كلاهما لإظهار أن الحق معه أو أن الحق مجانب للطرف الآخر، ولأنها مغالطات (مصدرها الغلط أو الخطأ) فإن بعض الناس يقعون فيها عن علم أو عن غير قصد كرد فعل نفسي وهم لا يدرون
أما الذي يكون على دراية بها أو بأغلبها : فهذا قلما يخسر حوارا أو نقاشا بسبب استخدام الطرف الآخر لها معه
والآن ننتقل إلى أول مغالطة معنا وهي :
رفض الدليل بسبب ما يترتب عليه والتي تتضح بالمثال التالي :
==============
الشخص 1 : كل الأدلة تؤكد أن هذا الشاب الأسود بريء وأنه لم يفعل
شيئا ويجب الإفراج عنه
الشخص 2 : لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا لأننا لو أفرجنا عنه لاتهمنا
الناس باضطهاد السود والتلفيق
==============
نلاحظ في هذا المثال أن الشخص 1 يعترف بوجود أدلة ظاهرة وواضحة، وأما الشخص 2 : فلم يتعرض لمناقشة هذه الأدلة أصلا لأنه يعرف أنه لن يستطيع إبطالها .. ولكن بدلا من ذلك : قام بالقفز إلى نتيجة هذه الأدلة والتي قد لا تكون مرغوبة له أو للطرف 1 نفسه !!
هنا تم القفز على التريب العقلي والمنطقي الصحيح للتفكير والحوار والنقاش وهو : أن الأدلة هي التي تسوق إلى نتائج – وأبسط دليل على صحة هذا المنهج : أن الشخص 2 لن يرضى أن يوضع في موقف شبيه بهذا الموقف للشاب الأسود !! (مثلا يتم القبض عليه بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر : وهو ليس متعاطيا للمخدرات أصلا : فيقول مَن قبضوا عليه نفس الكلام الذي يقوله هو الآن !! فلن يرضى بذلك
===============
أمثلة أخرى لهذه التهربات النفسية والعقلية عن قصد أو عن غير قصد:
مثلا تأتي لأحدهم بأدلة تامة ووافية عن صحة الإسلام فيقول لك في النهاية : أنا لا أقبل بالإسلام دينا لكي لا أوصف بالإرهاب !! أو : لكي لا أفقد وظيفتي أو أموالي أو مكانتي … إلخ
فرفضه للإسلام هنا في أي حوار لا يُعتبر رفضا عن دليل !!
مثال آخر : عندما تأتي لأحدهم بأدلة قاطعة على بطلان خرافة التطور فيقول : هذا غير صحيح لأني لا أؤمن بالأديان !!!
فرفضه لبطلان التطور هنا في أي حوار لا يُعتبر رفضا عن دليل !!
وهكذا …..