لابد أنك قد شاهدت من قبل علامة (ISO) على منتجٍ أو توصيفِ خدمةٍ، فأحسست تلقائيًّا بالثقة في جودته. أو ربما لم تلاحظ العلامة ولكنك تطمئن للاشتراء من مكان لأنه يتبع معايير السلامة، مثلما تحرص على البحث عن أفضل المعايير عند اشتراء جهاز كهربائي جديد أو عند الاستفادة من خدمة معينة. لو أمعنّا النظر قليلا لوجدنا أن هذه المعايير منتشرة تقريبا في كل شيء يمس حياتنا اليومية، وهو ما يتيح لنا المفاضلة بين المنتجات والخدمات المختلفة. هذه المعايير تشمل مثلًا:
• إشارة سهمٍ على الطرود كتب عليها “هذه الجهة إلى الأعلى”
• الرموز على لوحة القيادة في السيارة
• أرقام ISBN على الغلاف الأمامي الداخلي للكتب، رقم فريد لكل نسخة من كل كتاب
• ميزات على بطاقة الائتمان لاستخدامها في جميع أنحاء العالم
• الصواميل والمسامير والبراغي التي تثبت المقاعد والمكاتب والدراجات
• حجم الورق A4، وهو الحجم نفسه في أي مكان في العالم، الطول نفسه والعرض نفسه. (وهو أحد معايير أيزو (ISO) الأكثر شهرة في العالم: DIN EN ISO 216)
ولكن ما المعيار؟ ومن الذي يحدد هذه المعايير؟
تُعرّف أيزو المعيار بأنه “وثيقة تحدد (المتطلبات أو المواصفات أو الإرشادات أو الخصائص التي يمكن استخدامها باستمرار لضمان أن المواد والمنتجات والعمليات والخدمات مناسبة للغرض منها”، أي إن المعيار يساعد على حماية الناس والممتلكات وتحسين الجودة في جميع مجالات الحياة. يمكن اعتبار المنتجات والخدمات التي تتبع (معايير الأيزو) عالية الجودة وآمنة وموثوقة.
ولكن ما الأيزو وماذا يعني تحديدا؟ والسؤال الأدق هو “من أيزو؟”
أيزو هي المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس (ISO: أيزو)، وهي منظمة دولية غير حكومية مستقلة، مقرها جنيف – سويسرا، تضم 164 هيئة معايير وطنية. يجري فيها الاتفاق على معايير أيزو من قبل الخبراء على المستوى الدولي، إذ إن المعايير هي خلاصة حكمة الخبراء، كل في اختصاصه، ممن يعرفون احتياجات المنظمات التي يمثلونها؛ يشمل هؤلاء المصنعين والبائعين والمشترين والعملاء والجمعيات التجارية والمستخدمين والمنظمين. يمكن أن يتعلق الأمر بصنع منتج أو إدارة عملية أو تقديم خدمة أو توريد مواد. الأمر يشبه صيغة تصف أفضل طريقة لفعل شيء ما!
أسست أيزو بفكرة الإجابة على سؤال أساسي: “ما أفضل طريقة للقيام بذلك؟”
بدأ الأمر بالأشياء الواضحة مثل الأوزان والمقاييس، وخلال الخمسين عامًا الماضية تطورت إلى عائلة من المعايير التي تغطي كل شيء من الأحذية التي نمشي بها، إلى شبكات Wi-Fi التي تربطنا بعضنا ببعض بشكل غير مرئي.
بدأت القصة في لندن في عام 1946 حيث اجتمع 65 مندوبًا من 25 دولة لمناقشة مستقبل القياس الدولي. ثم ظهرت منظمة (The International Organization for Standardization) (ISO) بشكل رسمي مع 67 لجنة فنية في 1947، ومن ثم انتقلت إلى جنيف في 1949، وفي 1951 نُشر أول معيار ISO (وكان يسمى التوصيات في ذلك الوقت) (ISO / R 1: 1951) وكان متعلقا بدرجة الحرارة المرجعية القياسية لأقيسة الطول الصناعي. منذ ذلك الحين، جرى تحديث المعيار عدة مرات وهو الآن ISO 1: 2002 مواصفات المنتج الهندسية (GPS) – درجة الحرارة المرجعية القياسية لمواصفات المنتج الهندسي.
تتعدد وتتنوع هذه المعايير، فحتى لحظة كتابة هذا المقال وحسب الموقع الرسمي لأيزو، هناك ما يقارب 22000 معيار دولي، وتغطي مجموعة كبيرة من الأنشطة، وهنا بعض منها:
• معايير ISO 9000: معايير إدارة الجودة للمساعدة في العمل بكفاءة أكبر وتقليل أعطال المنتج (جودة النظام).
• معايير ISO 14000: معايير الإدارة البيئية للمساعدة في الحد من الآثار البيئية وتقليل النفايات وتكون أكثر استدامة.
• معايير ISO 45001: معايير الصحة والسلامة للمساعدة على الحد من الحوادث في مكان العمل.
• معايير ISO 50001: معايير إدارة الطاقة للمساعدة في خفض استهلاك الطاقة.
• معايير ISO 22000: معايير سلامة الأغذية للمساعدة على منع تلوث الأغذية.
• معايير ISO/IEC 27001: معايير أمن تكنولوجيا المعلومات للمساعدة في الحفاظ على أمان المعلومات الحساسة.
تتشكل بعض المعايير من سلسلة من المعايير الأخرى التي تنتمي إليها، إذ تتكون سلسلة (ISO 9000) من عدة أجزاء هي: (9001، 9002، 9003، 9004) وكذلك الأمر بالنسبة إلى (ISO 14000) وغيره.
تعتمد الهيئات التنظيمية والحكومات على معايير أيزو للمساعدة في تطوير تنظيم أفضل، مع العلم أنها تتمتع بأساس سليم بفضل مشاركة الخبراء المعتمدين عالميًا. وبالنسبة إلى بعض الصناعات، يعد الاعتماد شرطًا قانونيًا أو تعاقديًا.
من المهم معرفة أنه في ISO يجري تطوير المعايير الدولية ولكن لا تُمنح شهادات المصداقية إذ يتم تنفيذ ذلك من قبل جهات منح الشهادات الخارجية، ومن ثم لا يمكن أن تتم المصادقة على شركة أو منظمة من قبل ISO، إلا أن لجنة تقييم المطابقة (CASCO) التابعة لـ ISO قد أنتجت عددًا من المعايير المتعلقة بعملية إصدار الشهادات والتي تستخدمها هيئات إصدار الشهادات.
المصدر :
https://www.iso.org/home.html
https://www.din.de/en/about-standards/a-brief-introduction-to-standards?fbclid=IwAR2NTdr5sBpjg5QzjXzWjR94JrgWLda8BPdbX9gkO3oyPWv2ArArHVngqt4
https://www.electronicdesign.com/technologies/communications/article/21796419/10-standards-organizations-that-affect-you-whether-you-know-it-or-not?fbclid=IwAR2NTdr5sBpjg5QzjXzWjR94JrgWLda8BPdbX9gkO3oyPWv2ArArHVngqt4
https://www.cgbusinessconsulting.com/can-you-tell-me-of-some-of-the-practical-examples-of-iso-standards-in-practice/?fbclid=IwAR1Wr6MZCGAOfgBbhY75AQ5dCFegMWgLeCJXHbaVbvo9KoWGk1P-lgWyn7g