النزف تحت العنكبوتية
أسوأ صداع في حياتي!!
هل سمعت بهذه الجملة من قبل؟ ما مدى خطورة هذه الحالة؟
إنه “النزف تحت العنكبوتية”!!
لعلك تتسائل ما هو؟ كيف يحدث؟ هل الصداع هو العرض الوحيد له؟ وكيف يكون العلاج والوقاية منه؟.
لا تقلق، سنجيب عن جميع هذه التساؤلات إن شاء الله.
1) النزف تحت العنكبوتية “Subarachnoid haemorrhage”:
هو حالة خطرة للغاية، ويمكن أن تكون قاتلة، حيث يحدث النزف في الحيّز المحيط بالدماغ (منطقة النزف تحت العنكبوتية).
يمكن أن يحدث في أي عمر، ولكن حدوثه أشيع عند الأشخاص ما بين عمر 45-70 سنة، وعند النساء أكثر من الرجال بنسبة قليلة، وعند السود أكثر من المجموعات العرقية الأخرى (من المحتمل أن يكون ذلك بسبب ارتفاع الضغط لديهم أكثر من غيرهم).
2) ما هي أسباب حدوثه؟
← يحدث غالبًا نتيجة تمزق أمهات الدم (انتفاخ في الوعاء الدموي مثل البالون، يتشكل نتيجة ضعف في جدار الوعاء الدموي).
← كما قد يحدث بعد التعرض لصدمة على الرأس.
← أو بسبب وجود التشوهات الشريانية الوريدية (تشابك غير طبيعي للأوعية الدموية الموجودة في الدماغ).
إلى الآن لم يعرف بالضبط سبب تشكل أمهات الدم، ولكن هناك بعض عوامل الخطر المتعلقة بها، مثل:
• التدخين.
• ارتفاع ضغط الدم.
• الاستهلاك المفرط للكحول (نحن كمسلمين يجب علينا تجنبه نهائياً لحرمته وما له من أضرار أخرى، فالحمد لله أن حرمه).
• تاريخ عائلي للحالة.
• أذية شديدة في الرأس.
• داء الكلى المتعددة الكيسات الجسمي (ADPKD).
3) ماهي أعراض هذه الحالة؟ وما التصرف السليم المتبع عند ظهور أحد هذه الأعراض؟
للنزيف تحت العنكبوت عدة أعراض منها:
• صداع شديد مفاجئ لم يسبق أن حدث مثله من قبل.
• صلابة في النقرة (ألم عند محاولة تحريك الرقبة).
• الشعور بالتعب.
• حساسية للضوء.
• رؤية مزدوجة أو ضبابية، ألم شديد حول العين.
• أعراض مشابهة للسكتة الدماغية، كالكلام المتداخل، أو ضعف بجهة واحدة من الجسم.
• فقدان الوعي أو حدوث اختلاجات.
• غثيان وإقياء.
← بمجرد ظهور أحد الأعراض السابقة عليك التوجه مباشرة لأقرب مشفى.
4) وماذا عن التشخيص؟
تفيد بعض الإجراءات في التشخيص، مثل:
• تصوير طبقي محوري (CT) للرأس لكشف النزيف.
• صورة رنين مغناطيسي.
• تصوير الأوعية الدماغية: وفيه يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا (قثطرة) في أحد الشرايين في الساق ويسير ضمن الأوعية الدموية إلى أن يصل إلى الأوعية الدماغية ويحقن صبغة فيها لتصبح مرئية عند تصويرها بالأشعة السينية.
• البزل القطني: يلجأ إليه الطبيب في حال فشل الوسائل التشخيصية السابقة حيث يدخل إبرة في الجزء السفلي من الظهر ويسحب كمية صغيرة من السائل الدماغي الشوكي، ويُفحص للبحث عن وجود الدم فيه، والذي يشير إلى حدوث النزيف تحت العنكبوت.
• تكرار التصوير بعد عدة أيام.
5) أما بالنسبة للعلاج فإنه:
يعتبر النزف تحت العنكبوت حالة مهددة للحياة، والعلاج الفوري أساسي لتقليل مخاطر الأذية الدماغية، والهدف الأساسي من التدابير هو إيقاف النزيف، فإن كان النزيف بسبب تمزق أم دم في الدماغ فهذا يتطلب تدخل الجرّاح لعلاجها، إما بإجراء جراحة مفتوحة أو بطرق أخرى.
6) المضاعفات المحتملة:
يمكن للنزيف تحت العنكبوت أن يسبب مضاعفات قصيرة أو طويلة الأمد.
← المضاعفات قصيرة الأمد:
• الأذية الدماغية نتيجة نقص التروية الدموية الواردة إليه.
• أو حدوث نزيف إضافي.
← أما المضاعفات طويلة الأمد، فتشمل:
• الصرع
• مشاكل في وظائف محددة من الدماغ كالذاكرة مثلًا.
• تغيرات في المزاج كالاكتئاب.
والآن مع الفقرة الأهم، ألا وهي: الوقاية
7) كيف نقلل من احتمال الإصابة بالنزف تحت العنكبوت؟ أو عودة حدوثه؟
يكون ذلك من خلال إيقاف التدخين، وإيقاف الكحول، واتخاذ خطوات لمنع ارتفاع ضغط الدم: كالقيام بالتمارين بانتظام، وتناول غذاء صحي، وتخفيف الوزن.
دمتم بصحة وعافية.
إعداد: د. يثرب السباعي
مراجعة علمية: د. محفوظ حمرة
تدقيق لغوي: كاهية أحلام