النزيف فوق الجافية، النزيف تحت الجافية، النزيف تحت العنكبوت، هذه كانت عناوين مقالاتنا السابقة والتي فصلنا في كل نوع فيها عن أسبابه، أعراضه، علاجه، وكيفية الوقاية منه.
والآن سنتحدث عن آخر أنواع النزوف الدماغية، وهو النزيف داخل المخ. ويتضح من اسمه مدى خطورته مقارنةً مع غيره.
◄النزيف داخل المخ “intracerebral hemorrhage”:
يحدث عندما تتمزق الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي الأجزاء العميقة للدماغ، مما يحرر الدم داخل أنسجة الدماغ نفسها، مسبباً زيادة الضغط داخل القحف، ومن ثم زيادة احتمالية حدوث الفتوق الدماغية، كما أن المنطقة التي يرويها هذا الشريان المتمزق ستحرم من الدم المؤكسج فتحصل السكتة الدماغية.
يحدث بمعدل 15 من كل 100 ألف شخص، ويصيب حوالي 40 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويًا.
كما يشيع عند الرجال أكثر بقليل من النساء، ويعتبر التقدم بالعمر، وارتفاع التوتر الشرياني من أهم عوامل الخطر.
——————————————
ذكرنا في النزوف السابقة كيف كانت الحالة المعتادة في حدوثها هي صدمة خارجية، لكن هذا النزيف يختلف عنها. فمن أسبابه:
1) ارتفاع التوتر الشرياني: وهو أشيع أسباب النزف داخل المخ.
2) التشوهات الشريانية الوريدية: تشابك غير طبيعي بين الشرايين والأوردة.
3) أم الدم: انتفاخ أو ضعف في جدار الشريان.
4) رضوض الرأس: كالكسور في الجمجمة أو إصابة الطلق الناري.
5) الاضطرابات النزفية (فقر الدم المنجلي).
6) الأورام.
7) استخدام الأدوية المميعة للدم كالهيبارين.
8) وأسباب أخرى كتعاطي المخدرات، والاعتلال النشواني الوعائي (تراكم بروتين شاذ على جدر الأوعية الدموية)، أو عفويًا بدون أي سبب.
——————————————
◄ ولكن كيف تظهر أعراضه؟
عادة ما تظهر الأعراض فجأةً، وتختلف حسب موقع النزيف، وتشمل الأعراض الشائعة:
1) الصداع.
2) الغثيان والإقياء.
3) الخمول أو التشوش.
4) ضعف أو خدر مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، وعادة في جانب واحد من الجسم.
5) فقدان الوعي.
6) عمى مؤقت.
7) نوبات اختلاجية.
——————————————
حيث تهدف التدابير العلاجية إلى:
1) محاولة إنقاذ الحياة.
2) تخفيف الأعراض.
3) الوقاية من المضاعفات.
فبعد تحديد سبب النزيف وموقعه تُتَّخَذ إجراءات لوقف النزيف وإزالة الورم الدموي، وتخفيف الضغط على الدماغ. وتكون طريقة العلاح إما طبية أو جراحية حسب حجم النزيف وموقعه مع قبول المريض في وحدة العناية المركزة.