سكتة دماغية صغيرة.. ولكنها إنذار خطير!
قد يحدث أن يصاب شخص ما بشلل في أحد أطرافه أو بعمى مفاجئ ثم يستعيد قدراته خلال دقائق أو ساعات!
خوف كبير.. وأسئلة كثيرة تدور في ذهنه.. ماذا يحصل؟! هل سأُصاب بالشلل؟!!
إنها النوبة الإقفارية العابرة، فهل سمعت عنها من قبل؟
ما هي وما أعراضها؟ لمن تحدث وكيف؟! وما السبيل إلى الوقاية منها!
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
النوبة الإقفارية العابرة Transient Ischemic Attack [TIA]:
هي إعاقة #مؤقتة لتدفق الدم إلى الدماغ، وهذا يحدث عندما ينسدُّ أحد الأوعية الدموية التي تمدُّ الدماغ بالدم الغني بالأوكسجين، ولكن يزول هذا الانسداد بسرعة وتعود التروية الدماغية الطبيعية قبل حدوث ضرر خطير (أما في السكتة الدماغية فيعاق التدفق الدموي لفترة أطول مؤدياً لحدوث أذية دماغية أكثر خطورة) (1)
ما هي #أعراضها؟
تتشابه أعراض النوبة الإقفارية العابرة مع أعراض السكتة الدماغية وتتضمن ظهور #مفاجئ لـ:
– ضعف أو خَدر (تنميل) أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، وعادةً بجانب واحد من الجسم.
– صعوبة في الكلام أو صعوبة في فهم الآخرين.
– العمى بإحدى العينين أو كلتيهما أو حدوث رؤية مزدوجة.
– الدوار أو فقدان القدرة على التوازن.
عادةً تستمرُّ هذه النوبة الإقفارية لعدة دقائق وتختفي معظم العلامات والأعراض خلال ساعة، وبحالات نادرة قد تستمر لـ 24 ساعة. ويجب التنويه إلى أنك قد تصاب بأكثر من نوبة إقفارية عابرة، وتتشابه أعراضها أو تختلف #حسب المنطقة المصابة في الدماغ.
بما أن أعراضها تزول ولا تُحدِث أذيَّة دائمة، فلماذا يوليها الأطباء أهمية كبيرة؟!
لأنها تُعَد عامل إنذار لحدوث سكتة دماغية في المستقبل القريب (وخاصةً في الأيام والأسابيع التالية للنوبة الإقفارية العابرة).
فقد أثبتت الدراسات أن نحو ثلث المصابين بنوبة إقفارية عابرة يتعرَّضون لسكتة دماغية في غضون عام واحد من الإصابة.
وقدّرت الإحصائيات أن احتمال حدوث النوبة الإقفارية العابرة الأولى تقريبًا 42 لكل 100 ألف شخص في الدول المتقدمة، حيث تصيب نحو 150 ألف شخص سنويًا في المملكة المتحدة ونحو 250 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ما هي #أسباب هذه الحالة؟
تحدث النوبة الإقفارية العابرة في معظم الأحيان بسبب تشكُّل رواسب شحمية حاوية على الكوليسترول تُدعى لويحات (التصلب العصيدي)، حيث تتشكل هذه الرواسب في شريان ما أو في أحد فروعه المروِّية للدماغ فينقص تدفق الدم عبر الشريان أو تؤدي إلى تكوّن خثرة.
ويجب الإشارة إلى أن الخثرة قد تتشكل في مكان آخر من الجسم وتسير عبر الأوعية الدموية إلى أن تصل إلى أحد الشرايين المروِّية للدماغ فتُسبب نوبةً إقفاريةً عابرة.
أما بالنسبة #لعوامل الخطر:
تُقسَّم عوامل الخطر التي تُزيد من الإصابة إلى:
1. عوامل الخطر التي لا نستطيع تغييرها (التحكم بها):
كتقدم العمر (خاصة بعد سن الـ 55)، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بنوبة إقفارية عابرة، والجنس المذكر، وأصحاب البشرة السوداء (العِرق الأسود)، والمصابين بفقر الدَّم المِنجَليّ.
2. عوامل الخطر التي نستطيع التحكم بها:
– ارتفاع ضغط الدم.
– داء السكري.
– الأمراض القلبية الوعائية.
– زيادة الوزن، والنظام الغذائي السيء كتناول الكثير من الدهون والأملاح.
– التدخين.
– قلة النشاط البدني.
– الإفراط في شرب الكحول.
– تعاطي المخدرات.
– حبوب منع الحمل الفموية.
حسنًا، كيف تُشخَّص؟
يُعَد التقييم الفوري للأعراض أمرًا حيويًّا في تشخيص سبب النوبة وطريقة العلاج، ويلجأ الطبيب لإجراء الفحوصات لمعرفة السبب وتقييم احتمالية الإصابة بسكتة دماغية في المستقبل كقيامه بالفحص السريري، والتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية للشريان السباتي وغيرها من الاختبارات المُتمِّمة الأخرى.
والآن ربما تتساءل كيف #تُعالَج؟
رغم أن الأعراض تزول خلال دقائق أو ساعات دون معالجة نوعية، لا بد من مراجعة المستشفى أو الطبيب للحصول على علاج ومنع حدوث نوبة إقفارية عابرة أخرى أو سكتة دماغية في المستقبل، ولكل مريض علاجه الخاص به بالاعتماد على عوامل متغيرة من مريض لآخر كالعمر والتاريخ الطبي مثلًا، ويتراوح العلاج من تغيير في نمط الحياة إلى استخدام الأدوية (كمضادَّات التخثُّر مثلًا) وأحيانًا اللجوء إلى الجراحة.
ونختم مقالنا عزيزي القارئ مع الفقرة الأهم ألا وهي بعض #النصائح التي تساعدك في وقاية نفسك من الإصابة:
– المحافظة على وزن صحي.
– تناول غذاء صحي (كالتقليل من الدهون والملح والتركيز على الخضار والفواكه).
– السيطرة على الداء السكري وارتفاع ضغط الدم.
– ممارسة الرياضة باستمرار.
– الابتعاد عن التدخين.
– الحدُّ من استهلاك الكحول.
– الابتعاد عن المخدرات.
دمتم بصحة وعافية!