انتبه! هل أنت ممن يشكل الغريفون (ليمون الجنة – الليمون الهندي – الزنباع)
خطرًا على حياتهم؟ اقرأ لتعرف:
لِفاكهة الكريفون فوائد عديدة لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين سي(C) والمعادن خصوصًا البوتاسيوم ولذلك فكثيرٌ من الناس يُضمِّنُها في حميته الغذائية، فضلًا عن طعمها الحمضي المميز، وغالبًا ما يُفَضل تناول الكريفون على هيئة عصير، فإن كنت من هؤلاء المحبين المداومين على تناول الكريفون؛ فمن واجبنا في حمايتكم تعريفكم على تأثيرها المشهور على بعض الأدوية لتتجنبوا الضرر.
في البداية، ما المقصود بعملية استقلاب الدواء التي تحدث في الجسم (ماذا يفعل الجسم بالدواء)؟
عند تناول حبة الدواء تخضع المادة الفعالة إلى كثير من التفاعلات بواسطة كثير من الإنزيمات، وإحدى هذه التفاعلات التي يقوم بها الجسم هو تغيير هذه المادة الدوائية ليستطيع التخلص منها. ومن أشهر الأنزيمات التي تقوم بهذه التغييرات عائلة تدعى عائلة السيتوكروم CYP. ويتعلق تأثير الغريفون بهذه العائلة.
يؤثر الغريفون على أنزيم سايتوكروم (CYP3A4) الموجود في جدار الأمعاء قبل عملية الامتصاص (وتوجد هذه العائلة من الإنزيمات أساسًا في الكبد؛ ويستخدمها للتخلص من معظم الأدوية بعد الاستفادة منها وكذلك السموم)،
حيثُ يقوم هذا الإنزيم الموجود في جدار الأمعاء بإنقاص كمية المادة الفعالة الواصلة إلى الدم و وذلك بالتخلص من جزء منها وبالتالي لا نحصل على امتصاص كامل لهذا الدواء، لذلك فإن شركات الأدوية تقوم بإدخال هذا التفاعل بالحسبان وزيادة الجرعة في صناعة المستحضرات الصيدلانية للحصول على التركيز العلاجي المناسب في الدم.
ما #علاقة الغريفون؟
يقوم الغريفون بتثبيط هذا الإنزيم الموجود في جدار الأمعاء (CYP3A4)، فما الذي سيحصل برأيك حينها؟
بما أن الأدوية المعروف تكسُّرها عبر تفاعلها مع هذا الإنزيم وهي مصممة أصلًا صيدليًا لفقدان جزء من فاعليتها عبر هذه الآلية، فإن تثبيط ذلك الإنزيم سيؤدي إلى زيادة تركيز تلك الأدوية بالدم، وكذلك أعراضها الجانبية، ما قد يؤدي لتأثيرات قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
#هل ينطبق الأمر على جميع #الأدوية؟
لا، فكما أسلفنا هناك بعض الأدوية التي تمر من خلال هذا التفاعل الإنزيمي وليست كل الأدوية، وسنذكر أهمها وأشهرها:
1- بعض الأدوية من عائلة Statins؛ وهي مواد تستخدم لإنقاص الدهون السيئة والكوليسترول من الدم، وبالتالي للوقاية من أمراض القلب والشراين، مثل سيمڤاستاتين Simvastatin وأتروڤاستاتين Atorvastatin. وزيادة تأثيرها قد تضر بالكبد.
2- دواء نيفيديبين Nifedipine الذي يُستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع: فهذه الأدوية مع عصير الكريفون يصبح تأثيرها في خفض الضغط أكثر من اللازم وبالتالي؛ هبوط كبير في ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى الإغماء. وربما الموت.
3- دواء سايكلوسبورين Cyclosporine المثبط للمناعة في حالات زراعة الأعضاء؛ مثل زراعة الكبد أو الكلى أو القلب، فإذا استخدم مع العصير فإن تأثيره على جهاز المناعة يزداد جدًا، وبالتالي يصبح الإنسان عُرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية حتى من تلك الجراثيم الموجودة بشكل طبيعي في أجسامنا!! وهذه العدوى قد تكون مميتة أيضًا!
4- بعض مضادات القلق مثل بوسبيرون Buspirone.
5- بعض الإستيرودات القشرية مثل بوديسونيد Budesonide.
6- أدوية عدم انتظام ضربات القلب مثل أميودارون Amiodarone.
7- بعض مضادات الهِستامين مثل فيكسوفينادين Fexofenadine.
لكن هل هذه كل الأدوية؟!
لا بالطبع، هنالك الكثير، ولا يسع المقال لذكرها جميعًا، لذلك عليك استشارة الصيدلاني أو الطبيب لأي دواء تأخذه. أو تجنب الغريفون ?.
هل يمكنني تخفيض الجرعة نفسها؟
لا، هناك عوامل عدة تُحدد مدى تأثير عصير الكريفون حتى على الأدوية المذكورة؛ مثل الاختلافات الشخصية بين الأفراد، وكمية العصير المتناولة، وفترة التناول؛ كما أنَّ هذا النوع من التفاعل الدوائي-الغذائي على مستوى الإنزيمات يحتاج وقت يقدر بالأسابيع حتى يُفعَّل أو يُعطل أو يعود إلى طبيعته.
فعليك دائمًا مراجعة الصيدلي أو الطبيب لمعرفة ما إذا كان دواؤك الخاص مما يتأثر بعصير الكريفون أم لا.
والأمثل والأءمن هو الاعتدال فيما يتعلق بالطعام والشراب دائمًا، فما زاد عن حده انقلب إلى ضده .
دمتم بخير.
إعداد: عماد سليمان.
مراجعة علمية: إسراء لطفي.
تدقيق لغوي: مصعب إدريس