في مثل هذا اليوم -20 آب من العام 636- انتصر المسلمون على الروم في وادي اليَرْمُوكِ في بلاد الشام وهي المعركة التي مهدَّت لهم فتح كُبرى مدن الشام وأهمُّها دِمِشْق.
================
عددُ جيشِ المسلمينَ: 40-46 ألفًا
عدد جيش الروم: 240 ألفًا
وكان قائدُ المسلمين يومئذٍ سيف اللّه المسلول خالد بن الوليد ومعه كبار القادةِ كأبي عبيدة بن الجرَّاح وعكرمة بن أبي جهل وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والزُّبير بن العوَّام والقعقاع
وقائد الروم هو تذارق ويساعده الفيقار وياهان
وفي هذه المعركة نظَّم خالد بن الوليد الجيش على هيئةِ كراديسٍ كلٌّ منهم بألف مقاتلً وقال بهم :” إنَّ عدوَّكم طغى وكَثُرَ وليس في التعبيةِ تعبيةٌ في رؤى العينِ أكثرَ مِن الكراديس”.
ثمَّ أَمر عكرمةً والقعقاعَ أن يُنشبوا القتالَ فأنشبوه والتحم الناس وتطاردَ الفرسانُ وخرج جرجة من الروم وكان مقدم عسكرهم وسأل خالدًا أسئلةً من الدين الإسلاميِّ فأجابه خالدٌ عما سأل؛ فانضم إلى المسلمين وقاتل معهم حتى أصيب في آخر النهار.
وحُمِل الروم على المسلمين فأزالوهم ثمَّ تنادى المسلمون للثَّبات فأعادوا الكرّةَ على الروم حتى ثبتوا وارتفعَ القتالُ واشتدَّ حتّى مالت الشمسُ للمغيبِ وتضعضعَ الرّومُ فانتهز خالدُ الفرصة وانقضَّ بمن معه في قلب جيش الروم حتى فصل خيَّالتَهم عن مُشاتهم فإذا بالخيّالة يجدون نفسهم خارج المعركة والطريق أمامهم مفتوحةٌ للهرب ففَرّوا وقد فتح المسلمون لهم طريقًا، أما المشاة فكانوا قد رُبطوا ببعضهم بالسلاسل حتى لا يفرّوا فكان اذا سقط منهم أحدٌ في الخنادقِ سقط معه من هو مربوطٌ فيه مما سهَّل على المسلمين الأمر وكتب اللّٰه النصر للمسلمين في هذه الملحمة وكان مِمَّن شهد هذه المعركة ألفٌ من صحابةِ رسولِ اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم مئةٌ منهم مِمَّن شهدوا بدرًا كما شاركت نساءُ المسلمين في القتالِ بهذه الجولات.
استشهد في هذه المعركة ثلاثةُ آلافِِ مِن المسلمينَ وأُصيبت عينُ أبي سفيانٍ وجُرِحَ ضرار بن الأزور بجراحاتٍ بليغةٍ وكان من الشهداء: عكرمة بن أبي جهل، وابنه عمر، وهشام بن العاص.
وكانت هذه الملحمة من أكثرِ الملاحِم فصلاً في تاريخ المسلمين حيث بعدها بقليل بدأت رايات المسلمين تُنصَبُ في كُبرى مدن الشام من دِمشْقَ وحِمصَ وحَلَبَ وبيتُ المقدسِ.
============
معارك إسلامية خالدة لمنير الجنباز ص.35