أصبح للكثير من الناس وعيّ أو تصوّر لمفهوم أنترنت الأشياء سواءً سمعوا بها، أو قرأوا عنّها أو سبق لهم التعاطيَ معها كتجربة جديدة .مثل: الغسالة التي ترسل إشعارات لتجديد المهمة، أو غلاية الماء أو الشاي و التي تبدأ العمل على أساس الوقت المُقدر لنهوضك، أو ذاك المصباح الذي يشتعل فور وصلك للبيت أو المكتب.
كل ما ذكر آنفاً أمثلة على العتاد الذي يشتغل بهذه التكنلوجيا : أنترنت الأشياء.
نأتي لسؤال مهم و هو : ما هي أنترنت الأشياء في المجال الصناعيّ أو كما يقال الأنترنت الصناعيّة ؟
بكلّ بساطة :هي استعمال تكنلوجيا أنترنت الأشياء المعروفة في المجال الصناعي.
الحوسبة السّحابية قدَّمت لفرق الدّعم الفنيّ طرقاً ووسائل ليصبح أكثر إبداعا و إنتاجية . والأنترنت الصناعيّة قدمت نفس الشيء أيضا للماكينات لمّا أعطتها ديناميكية لتوجيه ماكينات أخرى، و شبكات، و كذلك توصيلات .
• الأدوات الذكية:
دعنا نتخيل ذلك المصنع الذكيّ، و الذي نجد به الآلات المُتصلة ببعضها البعض ،و أولئك المسيرين الذين يستعملون هواتفهم الذكية للتحكم في تلك الماكينات باحترافية و في وقت حقيقي، في أي مكان وأي زمان .
مع الأجهزة و الماكينات المتصلة تصبح الاستعانة بالمقاولة الثانوية و كذلك التعاقد الخارجي أمراً أسهل و غير معقد، و هذا متوافق جدًا مع حِقبة العولمة و الاستعانة بالعقود الخارجية .
فالبِنية التحتيّة و المشاكل يمكن معالجتها عن طريق الصيانة التنبئيّة؛ و هذا سيوفر للمؤسسات الوقت الكافي لمعالجة الأخطاء قبل حدوثها ،و التقليل من الوقت المهدور ؛و بهذا سنتوجه إلى الصناعة الآلية مع مزايا واضحة الحجم و التكلفة و الكفاءة.
عندما تنتشر الأنترنت الصناعية سنرى تحولا في الناتج الاقتصادي، وذلك؛ لأنَّ الصناعة التقليديّة تقييم النتائج على أساس نتائج ملموسة، وقيم واضحة مثل: برميل النفط ، ووحدات الطاقة المُستَهلكة على غرار الأنترنت الاقتصادية التي ستتوجه إلى الخدمات، مما يعني : توليد فرص و أدوار جديدة . كل هذا سيساهم في تغيير مقاييس النجاح وكذلك العائد من الاستثمار .
• ثورة صناعية جديدة :
أطلقت الحكومة الألمانية ما يسمى[ Industrie 4.0] و هي: مبادرة أنترنت الأشياء في المجال الصناعي . [ تُمثّل الثورة الصناعيّة الرابعة القادمة إلى أنترنت الأشياء ، البينات و الخدمات] .
تكلفة الاستثمار[ E.200m] اُستكملت من خلال الدعم المُقدم من الشركات الألمانية التالية Deutsche Telekom, Siemens, و. SAP
قالت أنجيلا ميركل في مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي: « يجب علينا – و أنا أقول هذا بصفتي المستشارة الألمانية في ظل اقتصاد ألماني قوي – التعامل بسرعة مع هذا المزيج من عالمي الأنترنت و الإنتاج الصناعي في المانيا و الذي نسميه« Industrie 4.0 .
• دور الأمن :
قام كوادر من شركة [GE –General Electric] وشركة[ Accenture] بدراسة تحليلية في المجال الاقتصادي عن دور البيانات الكبيرة والأنترنت الصناعية ومدى الاعتماد عليها، فواجهتهم ثلاثة تحديات أساسية و هي مشاكل تكامل الأنظمة ، المخاوف الأمنية و صوامع البيانات.
1- تكامل الأنظمة: بطبيعة الحال الأنترنت الاقتصادية تعتمد على شكل من أشكال الإيكو سيستم – يعني: إدراج وربط نظم فرعية تحت نظام أساسي للعمل كوحدة منسقة – لأنَّ المنتجات لابدَّ أنْ تتواصل مع الخدمات حتى تعمل ككل متكامل .
2- الأمن : كلما ارتفع عدد التوصيلات في المراكز البيانية العادية ؛ارتفع بطريقة مرتبطة نسبة المخاطر الأمنية، و لهذا تجد المسؤولين عن الأمان يفضلون استخدام [ colocation ] وهو حجز مكان فيزيائي مخصص لدى شركة توفر هذا المكان؛ لتضع فيه خوادمها ، فهي المسؤولة عن الصيانة و عن تطوير الخوادم – كبديل عن الداتا سنتر العادية – و التي يُراد بها هنا استجار الشركة سيرفرات جاهزة و تبقى محدودة- في رأي صاحب المقال .
3- الداتا silos : للاستفادة القصوى من الأنترنت الصناعية لا بد من التعامل و التنسيق مع الشركاء و الموردين للتخلص من ظاهرة «الداتا silos – » مصادر الداتا معزولة عن بعضها البعض، و على وجه الخصوص معزولة عن النظام الأساسي للشركة – و يجد شيء آخر مهم وهو دورة حياة الأشياء المتصلة مثل: الساعة الذكية والتي ممكن أن تكون دورة حياتها عامين
عندما نلاحظ منتجات أنترنت الأشياء الموجّه للمستهلك نجدها مركزة على التطبيقات، و الشبكة اللاسلكية (وايرلس) و كذلك (البلوتوث). مما يعني : أنَّ جانب الابتكار يتجه نحو النّمو، و كذلك نحو اطلاق سريع للمنتجات. و حتى يمكننا استعمال المنتج بشكل محدود وهذا يعني – بمفهوم عام – وتيرة سريعة .
وعلى العكس، نجد الأنترنت الصناعيّة أبطأ في البيئة الصناعيّة من البيئة المذكورة آنفا ؛و لهذا أسباب كثيرة منها: وجود الكثير من المساهمين المدبرين، مصالح المشتريات البطيئة، و غيرها من الأسباب التي تجعل الوتيرة أكثر بطئًا .فالبيئة الصناعيّة الحاليّة تبدو أنها لا تزال بعيدة على المحك؛ و ما يوضح ذلك الأنظمة المستخدمة و كذلك الهندسة المعمارية الحاليّة .
على المدى القصير يبدو أنَّ الحلّ الهجين سيكون أكثر ملائمة لبناء أنترنت اقتصادية ناجحة .و الذي يبدو واضحا أنَّه ستكون هناك حاجة للاستثمار في المجال الصناعي؛ لأنَّ البيانات الخاصة ستنتشر على نطاق واسع .
زيادة استهلاك البيانات يضع مراكز البيانات-بكل أنواعها – في قلب الثورة الصناعيّة الرابعة [ Industrie 4.0]
.