تعد اللغة العربية من مجموعة اللغات السامية وهي أكثر لغات هذه المجموعة متحدثينَ، إذ يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة.
وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا.
اللغة العربية بالغة أهمية عندنا نحن المسلمون، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف-2
(قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ) الزمر- 28
(إنَّا جعلْناهُ قُرْآنًا عَربِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ) الزخرف-3
العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
و قد أثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، فكان الشباب في أوربا إذا أرداوا ان يظهروا ثقافتهم أدخلوا كلماتِ عربية في حديثهم، و بذلك فإن اللغة العربية، أثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية بسبب احتكاكها بحضارة المسلمين في الاندلس وأيضاً اللغة الصقلية إذ أن “روجر الثاني” ملك صقلية كان لديه جنود وشعراء وعلماء مسلمين في بلاطه.
كما أن اللغة العربية تُدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا.
اللغة العربية والعرب والعلم!
ربما أكثر مايهدد وجداننا وثقافتنا هو وصولنا إلى مرحلة أن نستخدم الفاظاً أجنبية دخيلة على لغتنا كنوعِ من الدلع او إبراز الثقافة، وأخطر ظاهرة على الإطلاق هي ظاهرة (العربيزي) كلمة عربي وكلمة انكليزي…يالك من مثقف!
أو كتابة اللغة العربية بأحرف لاتينية وهي من أشد المحاولات خطراً لطمس هويتنا وانحلالنا في الثقافة المستوردة…بالله عليكم شباب الأمة قليل من الوعي والثقافة الحقيقية!
وليس العجز في اللغة العربية في استيعاب المصطلحات العلمية الجديدة، بل العجز عند العرب أنفسهم والتقصير منهم، وهناك الكثير من المحاولات االفردية الناجحة في تعريب المصطلحات العلمية، واما على نطاق الدول فإن التجربة السوريّة الناجحة في التعريب الكامل للمصطلحات العلمية هي أكبر دليل على قدرة اللغة في الاستيعاب.
يقول الشاعر الكبير حافظ ابراهيم في وصفه اللغة العربية:
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً === وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ === آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ === فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني === وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي
فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني === أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتي
أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَةً === وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ
أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ === يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتي
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ === حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ
أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَاً === مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بغَيْرِ أَنَاةِ
وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً === فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتي
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ === إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ؟
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى === لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ
فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَةً === مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ === بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
الآن هل تعلمون لماذا تحتفل الأمم المتحدة بيوم اللغة العربية؟
يعتبر تعدد اللغات ذي أهمية خاصة جدا بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة، فعلى حد قول المنظمة هو يشجع على التسامح، ويكفل أيضا مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في سير عمل المنظمة، وكذلك فعالية أكبر ونتائج أفضل ومشاركة أكبر.
وقد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست، أي الانكليزية والعربية والصينية والأسبانية والفرنسية والروسية، شغلا شاغلاً لكل الأمناء العامين.
وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قراراً بالاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
.