من حينٍ لآخر، يخرج علينا بعض العلمانين والملاحدة ليثبّطوا الناس عن الصيام بزعم وجود أضرار للصيام، لكن “وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” [ التوبة: 32]
فتتوالى الأبحاث لتكشفَ لنا زَيف ادّعاءاتهم. بحثٌ وراء آخر. أما الجديد فقد أثبت بحثٌ تم نشرُه في 9 كانون الثاني (يناير) 2020 مزيدًا من الفوائد للصيام.
حيث أوضحت دراسةٌ على مجموعة من الأصحاء صاموا 14 ساعةً من الفجر حتى غروب الشمس لمدة 30 يومًا متتابعةً تأثيرَ الصوم على الساعة البيولوجية للجسم circadian clock ويساهم في الحماية من السرطان ومن المتلازمة الاستقلابية Metabolic Syndrom، وأمراض عصبية ونفسية عديدة.
◾وكانت نتائج الدراسة كالتالي:
1) بما يتعلق بالسرطان:
?️ زيادةٌ ملحوظة نتيجةَ الصيام في العديد من البروتينات بعضها كابحةٌ للأورام (بروتينات ينتجها الجسم تمنع تشكل الأورام) التي تقل في العديد من حالات السرطانات وبالتالي كان نقصها يساعد على انتشار السرطان مثل: LATS1، CFHR1.
?️ انخفاض كبير في مستوى بعض البروتينات التي يتم الإفراط في إنتاجها في العديد من السرطانات فترتبط زيادتُها بسوء التشخيص وزيادة انتشار السرطان مثل: B4GALT1 ،ASAP1،…
وتشير النتائج إلى أن الصيامَ المتقطعَ لمدة 30 يومًا يمكن أن يكون علاجًا وقائيًا ومساعدًا في العديد من السرطانات ويزيد من الحساسية للعلاج الكيميائي.
2) على مستوى DNA:
?️ الصيام من الفجر حتى غروب الشمس ينظم إنتاج CEP164، وهو بروتين رئيسي لإصلاح الحمض النووي المُتلَف من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة المؤينة.
3) بالنسبة للساعة اليومية للجسم:
?️ الصيام المتقطع من الفجر حتى الغروب ينظم إنتاج بروتين الساعة اليومية NR1D1 مما يؤدي إلى الحد من تراكم الدهون في الكبد والأنسجة الدهنية، ويخفف الالتهاب الناجم عن NLRP3، وبالتالي يمكن أن يساعدَ المرضى الذين يعانون من المتلازمة الاستقلابية وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية.
4) ماذا أيضًا:
?️ الصيام المتقطع من الفجر حتى غروب الشمس ينظم إنتاج ASGR2، مما يؤدي إلى تعزيز التصفية الكبدية لحطام خلايا الموت المبرمج Apoptosis (الآلية الأساسية للوقاية من الالتهاب والتليّف والسرطان في الكبد)، وتقليل الالتهاب، وتحسين وظيفة المناعة. وقد نشرنا عن ذلك سابقًا، ومكتشفُه يابانيٌّ أخذ نوبل في الطب على ذلك الاكتشاف عام 2016.
5) على مستوى الوظيفة المعرفية:
?️ يمكن أن يكون للصوم آثارٌ في تحسين الوظيفة المعرفية والوقاية والعلاج من مرض الألزهايمر والعديد من الاضطرابات العصبية والنفسية، بما في ذلك الاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب والفصام، نتيجة إنتاج بعض البروتينات التي تقي منها.
6) أما فيما يخص التنظيم الاستقلابي:
?️ ينظّم الصيام المتقطع من الفجر حتى غروب الشمس إنتاج البروتينات التنظيمية الرئيسية لاستقلاب الجلوكوز والدهون، وإشارات الأنسولين، وإعادة تشكيل خلايا الأكتين الهيكلية، وبالتالي زيادة الحساسية للأنسولين مع إنقاص المقاومة له. وهذا بدوره، من الممكن أن يقدّمَ نهجًا علاجيًا جديدًا في المتلازمة الاستقلابية ومضاعفاتها.
#باختصار:
تشير النتائج إلى أن الصيام المتقطع لمدة 30 يومًا من الفجر إلى غروب الشمس يمكن أن يكون نهجًا وقائيًا وعلاجيًا مساعدًا في السرطان وكذلك في العديد من الأمراض الأيضية والالتهابية والمناعة وداء الألزهايمر والاضطرابات العصبية والنفسية من خلال إنتاج بروتين يحمي من الإصابة بالسرطان والسمنة والسكري والمتلازمة الاستقلابية والالتهابات والخلل المعرفي والصحة العقلية.
◾تلك الدراسة تحتاج أن تُجرى على عدد أكبر من الناس، لكنْ يدعمها عشرات الدراسات الأخرى بعيّنات أكبر فصلت في كل ما سبق، وننشرها في رمضان، الفَرْق هنا فقط أن هذه الدراسة شملت الجوانب كلَّها.
◾ختامًا، لا نملك إلا أن نحمدَ الله الذي هدانا بهدي الإسلام للصيام، ونعلمَ أنه رغم جميع هذه الفوائد إلا أن صيامَنا هو امتثالٌ لأمر الله تعالى.
{{وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}} [البقرة: 184].
ونذكركم بألا ترهقوا أنفسَكم بكميات كبيرة من الطعام على الفطور، فذلك مخالِفٌ لهدي النبي عليه الصلاة والسلام ((ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ))، وهذا الإكثار له مضارٌّ للجسم كبيرة، ويقعدكم عن صلاة التراويح. يمكن لمن يجوع بعد صلاة التراويح أن يأكل مجددًا.
دمتم أعزاءَ بالإسلام
المصدر :
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1874391920300130?fbclid=IwAR0oTyMBuF1wVrITpUMjBDXuYW88zCQ1pnhxFJA7xsv4fbDhG1RHI71bFiQ