تجارب آش للامتثال للأغلبية أو الأكثرية (بناء على طلب متابعينا) The Asch conformity experiments – تعرفوا معنا عليها – ولكن أولا…
هل لاحظتم في السنوات الأخيرة مجهودات إعلامية من الخارج وذيولهم في بلادنا لتشويه الحق وتجميل الباطل؟ لتشويه العقل وتجميل الخرافة التي معلوم بالفطرة نكارتها؟ لنشر الزنا والجنس قبل الزواج؟ لنشر قاذورات الشذوذ الجنسي تحت زعم أنه خلل جيني وليس سلوكي؟ لنشر أن الخمر والويسكي والحشيش مفيدين؟ لنشر أكاذيب الإلحاد والتطور باسم العلم على أنها نظريات وحقائق؟
إن كل هذه المجهودات المستميتة منهم في الفيسبوك والقنوات الفضائية والوثائقية تهدف إلى عمل نفس تأثير الأغلبية أو الكثرة التي بإمكانها جعل الكثير من الناس للأسف يخالفون الصواب وفطرتهم وعقلهم : خجلا من مخالفة الباقين !!
مجموعة تجارب آش للامتثال The Asch conformity experiments هي مجموعة تجارب نفسية قام بها سولومون آش Solomon Asch في منتصف القرن الماضي لدراسة مدى تأثير الرأي الجمعي (أو الأغلبية Majority) على رأي الفرد حتى ولو اضطر أن يخالف ما هو متيقن منه بعينيه حتى لا يظهر في صورة المتخلف عنهم !!
حيث قام آش وفريقه بإجراء قرابة 50 تجربة على طلبة مختلفين (في كل مرة طالب مختلف) حيث يضعه في وسط أشخاص آخرين يوهمونه أنهم مثله واقعون تحت الاختبار في حين أنهم في الحقيقة (ممثلون) – ثم يتم عرض العديد من الصور عليهم عن مجموعة خطوط مختلفة الأطوال وسؤالهم بعض الأسئلة عنها – وفي البداية : تكون الإجابات صحيحة – ثم مع تغيير نمط الصور قليلا : تبدأ مجموعة (الممثلين) في الإجابة إجابات خاطئة تخالف ما يراه الطالب الحقيقي بأم عينه !! والسؤال : هل سيخالفهم ؟؟ أم سيجيب بنفس إجاباتهم التي هو على يقين بانها خطأ ؟؟
الحقيقة أن التجربة خير برهان على أن أغلب الناس للأسف تأثروا بهذا الجمع (أو الأغلبية) : فسايروهم مع الإجابات الخطأ !! وذلك بدوافع الخجل من مخالفة الأغلبية أو الكثرة – أو بدافع عدم الشذوذ والتميز بالخطأ بينهم – أو لقلة الثقة بالنفس وأن رأي الأغلبية بالتأكيد هو الصواب مهما ظهر له غير ذلك …!!
وهذه كانت خير إجابة على سؤال :
هل ستتبع ما تقوله الأغلبية أو الكثرة : فقط لأنها أغلبية أو كثرة ؟؟
Will you follow what the majority says just because it’s a majority
ومن ذلك الوقت وقد تم استخدام نتيجة مثل هذه التجارب عشرات المرات في الإعلام والسياسة وخاصة في الدول التي تزعم الديموقراطية ولكنها في الحقيقة تتلاعب بالعقل الجمعي والجماهيري للناس (بالخدع الإعلامية والتقارير المفبركة) لتوجيههم كأفراد عن طريق إيهامهم بأن الكثرة تقول كذا أو تختار كذا !!
فالخبر الواحد على قناة أو جريدة أو مؤسسة بحثية منزوعة الأمانة والضمير : سيقرأه وسيصل إلى الملايين !!
وأغلب الأفراد يتأثرون في آرائهم برأي المجموع وإن كانوا يعلمون تماما أنه خطأ !!
إذن : ما الحل في هذه الحالة (وحتى لا ييأس الناس 🙂 )
الحل غالبا يكون في الأشخاص المميزين العنيدين في الحق !!
فهؤلاء لا يغيرون رأيهم ولا قناعتهم التي هم على يقين منها كما هم على يقين من وجودهم أنفسهم !! ومثل هؤلاء الأشخاص هم مَن يصنعون التغيير الحقيقي ويصنعون الدفاع الفعال أمام نشر الخرافات باسم العلم أو خداع الأغلبية والإعلام !!
وكما ستلاحظون في نهاية الفيديو المرفق : أنه في وجود شخص واحد فقط يقول رأيه الصحيح من بين (الممثلين) : فقد تشجع بسببه الطالب وقال رأيه الصحيح كذلك (لأنه رأى دعما حتى ولو كان قليلا) – أيضا : يجب أن نركز على دعوة الأفراد إلى التفكير بمفردهم وفي انعزال عن (الأغلبية أو الأكثرية) المزعومة التي يدعيها التطوريون ليخدعوا بها العامة والبسطاء !! إذ وكما سنلاحظ في نهاية الفيديو أيضا أنه لما طلبوا من نفس الطالب أن يعيد كتابة إجاباته في ورقة (يعني فصلوه عن إحراج الأغلبية الذين لن يشاهدوا رأيه مثلما كان يقوله بصوت واضح من قبل) : فإنه عدل الكثير من إجاباته إلى الإجابة الصحيحة ..!!
نرجو أن تكونوا استفدتم من ذلك – وأن تعوه جيدا .. وأن تعملوا على نشره بين المخدوعين بحجة (الأغلبية) أو (الكثرة) على صحة الباطل والخرافات
[fb_vid id=”672705982891259″]
.