كلّنا نسمع عن أمراض الثّدي وآفاته وحالات استئصاله المتعلّقة بالأورام ولكن يا ترى، هل كل الآلام والأعراض والعلامات التي تظهر في الثدي هي نتيجة أورام حميدة أو سرطان؟
بالتأكيد الجواب هو لا، فهناك جانب ضخم ولا يستهان به من أمراض الثدي والتي تُدعى أمراض الثدي الالتهابية ومن أشيعها: توسُّع أقنية الثّدي.
لنبدأ بلمحة تشريحيّة ونسيجيّة حول الثدي:
الثدي هو غدّة مزدوجة محاطة بنسيج شحمي ومثبَّت على الجدار الأمامي للصدر، يتضخم عند الإناث بعد البلوغ نتيجة إفراز الهرمونات الجنسية كالإستروجين والبروجسترون ووظيفتها إفراز الحليب عند الإرضاع.
يُقسَّم الثدي الطبيعي إلى 15-20 فص وكل فص يحوي فصيصات صغيرة، بداخلها وحدات قنويّة فصيّة انتهائيّة تُفرز الحليب عند التحريض بهرمون يُدعى البرولاكتين. وهذه الوحدات تصب بقنوات أكبر وأكبر حتى نصل للقناة الرئيسية لكل فص، وأخيراً تجتمع القنوات الرئيسية لتنتهي بالقناة الجامعة التي تصب الحليب عبر الحلمة إلى الوسط الخارجي.
والآن لنتعرف على توسُّع أقنية الثدي أو كما يسمِّيه البعض تضخُّم قنوات الحليب:
توسُّع أقنية الثدي هو تخريب ناجم عن التهاب النّسيج الدّاعم المّحيط بقنوات الثدي الناقلة للحليب؛ مما يؤدي لضعف وارتخاء حول هذه الأقنية فتتضخّم وتتوسّع وتصبح ظهارتها مبعثرة وجدارها أسمك وتكون محتقنة بمواد كريمية القوام نتيجة الاحتقان.
أغلب الحالات تصيب الإناث في عمر الضّهي، أو انقطاع الطمث، أو الفترة التي تسبقه مباشرةً أي في عمر متقدَّم، وهو غير شائع عند الشابات.
نتيجة هذا الضرر والفقدان النسيجي يبدأ الجسم بردة فعل لسدِّ الفجوات عبر إنتاج الألياف مكان النسيج التّالف وتدعى هذه العملية بالتَّليُّف وينتج عنها تصلُّب في النسيج وضمور، ونشاهد الحلمة غائرة، وهذه الظّاهرة تشبه في سلوكها السّرطان ومن الممكن تشخيصها كسرطان بالخطأ.
كيف يمكن تمميزها عن السرطان؟
يتم ذلك عبر الأعراض الالتهابية الواضحة والمختلفة عن أعراض الورم وهي:
1)ألم واحمرار وحرارة في الثدي وخاصة حول الحلمة.
2)خروج مفرزات من الحلمة.
3)غؤور الحلمة وانقلابها للداخل.
4)تصلّب في المنطقة حول الحلمة نتيجة التليف.
ملاحظة: ليس من الضروري ظهور جميع الأعراض.
العلاج:
غالبأ بتناول الصَّادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهاب؛ ومن الممكن مرافقتها بخافضات الحرارة ومسكنات الألم.
علاجات منزلية!
لا نعني أن هذه العلاجات غير مجدية، بل كثيرًا ما ينصح بها الأطباء قبل العلاجات السابقة. وأهمها وأشيعها هو استخدام كمادات دافئة توضع عند الثدي. وكذلك استخدام بطانة صغيرة توضع لادمصاص الإفراز. وممكن استخدام بطانة مريحة لتخفيف الألم.
——
من الطبيعي أن تشعر أي امرأة بالقلق عند حدوث أي تغيرات بالثّدي ونحن ننصح بزيارة المراكز الطبية المزوَّدة بتقنيات فحص الثدي وبشكل دوري حتى بدون ظهور أعراض؛ وذلك لضمان السلامة من أمراض الثدي وخاصةً الأورام الخبيثة الشائعة في وقتنا الحالي، ونسأل الله السلامة لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا من كل ضرر.
المرجع: core pathology
إعداد: أحمد خليل
مراجعة علميّة: محمد الهروبي
تدقيقٌ لغويّ: محمود سلامة