1595- توليد الكهرباء من النفايات!
حرق النفايات قد يساعد في توفير 20% من احيتاجات أفريقيا من الكهرَباء!
ــــــــــــــــــــــــــ
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إيجاد طرق بديلة في توليد #الكهرباء بدلًا من استخدام الوقود الأحفوري في ذلك، ولكنْ ماذا يحدث في حالةِ تضاعفِ المُشكلةِ إلى مشكلتين؟! وهما الفقر، مع عدم توفر وقود أحفوري بشكل كافٍ.
سنتحدث في هذا التقرير عن قارة أفريقيا، وعن أفضل الحلول المقترحة لتوليد الكهرباء.
إنتاج الكهرَباء من النفايات يمكن أنْ يُوفِّر الكهرَباء لأكثر من 40 مليون أسرة أفريقية بحلول عام 2025 وفقًا لدراسة أعدّتْها المُفوَّضية #الأوروبية بالمشاركة مع مركز البحوث المشتركة JRC.
في تقرير نُشر في Renewable and Sustainable Energy Reviews، أوضح الباحثون في JRC أنّ هناك إمكانية في استعادة الطاقة من القمامة؛ وذلك من خلال الغاز المُنبعث من مكبّات النفايات وحرقها، ووجدوا أيضًا أنّه يمكن أنْ تُنتِج هذه الطاقة أكثر من 20% من إجمالي استهلاك الطاقة في القارة الأفريقية عام 2010.
أينما وُجد البشر، وجدت النفايات وبكميات كبيرة. تمكّنا خلال القرن الماضي على نحوِ ما مِن إنتاج نفايات عشرة أضعاف الكمّيّة المُعتادة؛ من 110 مليون طن عام 1900 إلى 1.1 مليار طن عام 2000، ويمكن أن تصل النفايات المنزلية بحلول عام 2025 إلى 2.2 مليار طن سنويًّا على الصعيد العالمي.
مع الازدهار السكّاني المتزايد، والنمو #الاقتصادي، والتوسّع العمراني، تحاول أفريقيا جاهدة في الوقت الحالي مُعالَجةَ كمّيّات النفايات المُصاحِبة للتنمية، ولكنّ ضُعفَ البُنية التحتيّة، وعدم وجود خيارات “صديقة للبيئة” يُعيق الجهود التي تبذلها الدول التي تحاول جاهدة منع تفاقم المشكلة مستقبليًّا، خصوصًا في المناطق الريفية، والتي غالبًا ما يَتمُّ حرق النفايات فيها دون أيّ اعتبارات بيئية، أو تُلقى في مكبّات القمامة دون حماية للمياه الجوفية.
إنّ سوءَ إدارة النفايات في أفريقيا سببٌ رئيسيٌّ في عدمِ التخلص من النفايات المُبعثَرة بشكل سليم، وتفاقمِ المشاكل الصّحيّة التي تُرافِق هذه المُشكلِة، ولاحظ الباحث: “هناك حاجةٌ ماسّةٌ لإدخال تحسيناتٍ في إدارة النّفايات، في حين أنّ استخدام الطّاقة من هذه النّفايات يُمكِن أنْ يكون أحد الحلول الرّائدة والمُهِمّة لهذه المشكلة”.
هناك طريقة يُمكِن أنْ تُستخدَم في أفريقيا لإنتاج الطاقة من النّفايات، وهي: (Waste-To-Energy) * أو (WTE)؛ والتي يَتمُّ فيها حرق النّفايات لإنتاج بخار قويّ يتمّ من خلاله توليد الكهرَباء من خلال مولّدات، والتي تحظى بشعبيّة خاصّة في أوروبا، حيث تتباهى بوجود 472 مُنشَأة من أصل أكثر من 600 مُنشَأة مُوزَّعين حول العالم عام 2010.
ومع ذلك فهي غير مُناسِبة لجميع المُدُنِ الأفريقيّة، إذ إنّ (WTE) مُكلِفةٌ في إنشائها، وتتطلب إدارة جيّدة للانبعاثات التي تخرُجُ من عملية الحرق؛ ليَتمَّ تجنُّبُ تلوُّثِ الهواء الجويِّ.
في الوقت الراهن، مُعظَم المُدُنِ في أفريقيا تولّد الطّاقة من النّفايات العضويّة، حيث يَتمُّ دفنُها في مَدافِنَ للنّفايات، والتي تتحلّلُ تحت الأرض بفعل الباكتيريا. هذه المَدافِنُ تُنتِجُ خليطًا من الغازات المُلوِّثة للبيئة؛ وخاصّة: الميثان، وثاني أكسيد الكربون.
إذا تمّ التّحكُّمُ في هذه الغازات، وتمَّتْ تصفيتُها بشكل جيّد، فإنّها سوف تُحرَق في توربينات الغاز لتوليد الكهرَباء.
في تقريرهم، وضّح الباحثون في مركز البحوث المشتركة (JRC) أنّه من خلال إدارة نفايات سليمة يُمكِن توليدُ طاقةٍ كهرَبائيَّةٍ بمقدار 83.8 TWh (تيرا لكلّ ساعة)، وهي الطّاقة اللازمة لقارّة أفريقيا عام 2025 من خلال حرق القمامة.
في حين أنّ المعلوماتِ ما زالت نظريّة، إذ إنّ الأرقام الحقيقيّة ستعتمد على نوع النّفايات التي سيتمُّ جمعُها، وكذلك كفاءة آليّة إنتاج الطّاقة، إلا أنّه من المُؤكَّد أنّ الاستخدام الذّكيّ للنّفايات يُمكِنُ أنْ يُخفِّفَ من عجز الطّاقة في العديد من الدّول الأفريقيّة، إذ إنّ الملايين من الناس هناك ما زالوا خارج تغطية شبكة الكهرَباء.
ــــــــــــــــــــــــــ
* WTE:
تُسمّى أيضًا محطّات الحرق (Incineration plants)، وهي عبارة عن محطّاتٍ لتحويل النّفايات إلى طاقة من خلال حرق النّفايات داخل صوامعَ كبيرةٍ؛ ممّا يُنتِج عن الحرق بخارًا قويًّا يَتمُّ من خلاله تدوير المُولِّدات والتوربينات؛ ليتمَّ بعدها إنتاج الكهرَباء.
ــــــــــــــــــــــــــ