#منكوشات_تطورية – جرائم خرافات التطور والداروينية 4 : حدائق حيوان البشر Human zoo !! ومعارض الأعراق Ethnological expositions
ما أجهل وأغبى مسلم يعيش وسط المسلمين ثم تراه ينقل بغير تفكير شبهات تطعن في معاملة الإسلام للعبيد مثلا !! ولا يدري المسكين أن الإسلام جاء لينقذ العبيد كل العبيد من ظلم السادة وحكم القوي على الضعيف – جاء ليأمر المسلم بأن يطعم عبده مما يطعم !! ويشربه مما يشرب !! ويكسوه مما يلبس (يعني يجعل عبده يرتدي مثله تماما بتمام)
العجيب أن هذا الكلام لم يظل كلاما نظريا لا يطبقه أحد مثل كل القوانين الغربية من آلاف السنين وإلى اليوم في حقوق الإنسان المزعومة !! بل طبقه المسلمون وعلى رأسهم النبي وصحابته، فها هو أبو ذر الغفاري رضي الله عنه يلبس غلامه بردة مثل بردته تماما بتمام – فيدخل عليه أناس فيدهشون فيقولون له :
” يا أبا ذر !! لو أخذت بُرد غلامك إلى بُردك فكانت حُلة ثم كسوته ثوبا ًغيره ؟! فقال لهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
” إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم .. فمَن كان أخوه تحت يديه : فليطعمه مما يأكل .. وليكسه مما يلبس .. ولا يكلفه ما يغلبه (أي ما لا يستطيعه) .. فإن كلفه ما يغلبه : فليعينه (أي يساعده عليه) ” .. رواه أبو داود في سننه وصححه الألباني وله شاهد في صحيحي البخاري ومسلم.
على العموم : سننشر لكم قريبا بإذن الله ملفا كاملا عن وضع العبيد والسريات وملكات اليمين في الإسلام يقطع لسان كل حقود كعاداتنا في إلجام الكاذبين بلجام الحقائق والأرقام واعترافات الغربين أنفسهم !!
أما الآن …
فسنغوص إلى بقة من أسوأ بقاع التاريخ الأوروبي سوداوية وتلطيخا لحرية الإنسان التي يرفعونها ليضحكوا بها على أنفسهم والناس !! إنها تلك الفترة التي أعقبت كتابات داروين التي تؤصل لحيوانية البشر غير القوقازيين من السكان الأصليين لاستراليا وأفريقيا والأمريكيتين !! حيث اعتبرهم داروين كما رأينا من قبل في كتابه (أصل الإنسان) أنهم لا زالوا في طريق التطور من القردة والغوريللا !!
وعلى هذا ….
تخيل أنك إنسان ولدت في أحد تلك الأماكن – لديك عائلة وحياة .. ثم ياتي مَن يصطادكم ليرسلكم إلى أوروبا وأمريكا ليضعكم في اقفاص أو حدائق مع باقي الحيوانات ليشاهدكم الإنسان الغربي ويلقي لكم بالطعام والثمار ليستمتعوا بتناولكم للأكل مثلما يرمون به إلى الفيلة والزراف !!
(ملحوظة : كل المقالات التي تتعلق بوصمة العار هذه لا تخلو عالبا من بعض الصور العارية – فنرجو الانتباه ونعتذر عن أي منها ولكنها فقط للتوثيق حتى لا يتهمنا أحد بالافتراء على خرافة التطور وداروين وأفكاره المريضة – ولن نضع روابط)
ففي مقال من موقع The plaid zebra في 20 فبراير 2015 نقرأ :
(حدائق حيوان البشر هي واحدة من أكثر الأسرار المخجلة لأوروبا، والتي لم تتوقف إلا في الخمسينيات من القرن العشرين) !!
Human zoos are one of Europe’s most shameful secrets, and only ended in the ’50s.
وهو مقال موثق بالصور التي تظهر مدى (سفاهة) عقول التطوريين ومَن يؤمن بخرافاتهم وإلى ماذا تقودهم تلك الخرافات المضحكة في النهاية !!
والآن …
ماذا عن باريس ؟؟ فرنسا ؟؟ بلد العلمانية وحقوق الإنسان والحريات ؟؟
الحقيقة أن الأمر في باريس لم يختلف كثيرا – وإن كان تميز كعادتهم بالتفكير في مؤخرات النساء (وسامحونا على الحقيقة المرة في وجه كل مَن يقدس هؤلاء ويخفي تاريخهم الأسود مع البشر والحريات)
ولعل من أبرز المآسي المخجلة في جبين البشرية كانت مأساة لفتاة عشرينية العمر (اسموها سارة) تم خطفها من جنوب افريقيا – وكانت تمتاز بتشوه في مؤخرتها يجعلها كبيرة الحجم جدا بشكل ملحوظ – ومن هنا صارت سلعة للعرض عارية تماما كباقي زميلاتها المخطوفات في حدائق الحيوان الفرنسية وكذلك في المعارض بل : وعند موتها صنعوا منها تمثالا عاريا منحوتا للتذكير بحالتها ووضعوه في متحف الإنسان Musee de l’homne في باريس من 1874م إلى 2002م عندما أصر نيلسون مانديلا على استعادتها وإنهاء هذا الوضع المزري الذي لا يدري عنه عشاق فرنسا وخرافات الداروينية والتطور شيئا !!
وهناك مقال يؤرخ لهذه الممارسات المخزية لحدائق حيوان الإنسان في باريس نشره موقع messy nessy chic بتاريخ 2 مارس 2012م بعنوان :
The Haunting ‘Human Zoo’ of Paris
وبالطبع كما قلنا هناك مقالات كثيرة على النت تسجل كل ذلك بالصور – والتي نرى فيها كيف كان يستمتع الإنسان الأوروبي (القوقازي الأبيض أعلى درجات التطور في تخريفات داروين ومَن صدقه) : وهم يشاهدون محاكاة الطبيعة البكر في حدائقهم الكبيرة للبشر (المتخلفين) وهم يعيشون مع الحيوانات !!
إنها قمة مظاهر العنصرية التي تكشف الوجه الآخر للغرب الذي يرسل لنا بكل صفاقة بعد هذا شبهاته عن الإسلام مع العبيد (العبيد الذين حررهم النبي وصحابته والمسلمون واختار منهم بلالا الحبشي رضي الله عنه ليتعلي الرؤوس ليؤذن بالآذان !! وأي مكرمة !!)
مثل هذا المقال مثلا بتاريخ 18 فبراير 2014 من موقع popular resistance بعنوان :
(أعمق عنصرية : التاريخ المنسي لحدائق حيوانات الإنسان)
Deep Racism: The Forgotten History Of Human Zoos
فلا يسعنا هنا إلا تذكر قول الله تعالى في القرآن :
” ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ” الحجرات 13
وكذلك قول نبيه محمد صلى الله عليه وسلم القائل كما في مسند الإمام أحمد :
” لا فضل لعربي على عجمي .. ولا لعجمي على عربي .. ولا لأبيض على أسود .. ولا لأسود على أبيض : إلا بالتقوى ” !!
الخلاصة :
إن هذه النزعة (العرقية) التي غرسها وأكدها داروين في نفس الإنسان الأوروبي أو الجنس (الأبيض) عموما : وأنه (الأرقى) والأكثر (تطورا) : كانت هي المحرك (العلمي) لأكثر نيران الاستعمار الوحشي البريطاني والفرنسي والاسباني والبرتغالي للعالم !! سواء لخطف وسرقة البشر أو للسطو على خيراتهم أو لاستعبادهم في اعمالهم حتى الموت (هل تتذكرون منشور #صورة_اليوم عن حزن ناسالا ؟)
لقد صاروا ينظرون لباقي البشر على أنهم (حيوانات) لم يكتمل تطورهم مثلهم !! بل وضموا إلى ذلك كل إنسان مُبتلى في جسده بعاهة أو عيب ما (مثل صغر حجم الرأس أو تضخم جزء معين من جسده أو الأقزام وهكذا)
وصارت نظرتهم للسود والزنوج على أنهم الأقرب للغوريلا (أخذوها بالشبه أيضا مثل داروين وخصوصا بروز الجبهة للأمام وكبر فتحتي الأنف) !! وحتى عشرات الملايين الذين قتلهم الإنسان الأوروبي الأبيض من غير ذرة ضمير : كان بدافع هذه النظرة التطورية للآخرين على أنهم (حيوانات) !!
وصار من المعتاد أن يأتي الجنود الاستعماريين من بلاد أستراليا أو أفريقيا أو الأمريكيتين ببعض هؤلاء كـ (نماذج) فريدة يتم عرضها على الإنسان الأوروبي كعجيبة من عجائب الحيوانات !!
إنه ميراث داروين (العبقري) عندما مكث قرابة العام في جزيرة (تيرا دال فويجو) بسواحل امريكا الجنوبية ليأخذ منها ثلاثة أشخاص فويجيين ليعرضهم على الناس في إنجلترا !!
لقد ظنوا أن تصرفات أولئك البشر تدل على (حيوانيتهم) !!
ونسوا أن هؤلاء البشر عاشوا في غياهب الأدغال والغابات والسواحل لآلاف السنين عيشة غاية في البساطة بعيدا عن المدنية !! فماذا كان ينتظرون منهم مثلا ؟!
أن يقودوا السيارات ؟!
وهكذا ظل (سرقة وإحضار) آلاف البشر إلى أوروبا وأمريكا لعرضهم أو قتلهم وتشريحهم لدراستهم أو لقياس أبعاد جماجمهم ورؤوسهم : لعشرات السنين باسم العلم وخرافة التطور !!
ولعل أشهر مأساة عالمية في ذلك كانت مأساة الأفريقي :
أوتا بينجا
ولكن هذا نفرده في منشورنا القادم بإذن الله – إذ اليوم فقط اكتفينا بهذه الفضيحة المشينة لخرافة التطور باسم (داروين) وما جناه بأفكاره السفيهة على البشرية !!
.