نعم عزيزي القارئ… وتكثر هذه الكلمة عند وصف الجراثيم، وربما قرأتها في مقالات مختلفة، ولكن معنى الغرام هنا يختلف عن وزن الغرام الذي تعرفه.
فما هو الغرام؟ وما هي الجراثيم موجبة غرام؟
وما الفرق بينها وبين سلبية غرام؟!
هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا الآتي…
بدايةً فلنتحدث قليلًا عن الجراثيم:
هي كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية محاطة بغشاء خلوي.
تحوي معظم الجراثيم على جدار خلوي، يتركب غالبًا من مادة تسمى البيبتيدوغليكان، وتختلف نسبة هذه المادة بين الجراثيم، فليست جميع الجراثيم الممتلكة لجدار خلوي تحوي نفس النسبة من البيبتيدوغليكان.
حسنًا، ما هو الغرام؟
الغرام هي صبغة تستخدم لتلوين الجراثيم، وتختلف استجابة وتلون الجراثيم بهذه الصبغة حسب سماكة جدارها الخلوي، وبالتالي نستفيد منها في تعرّفِ أنواعِ الجراثيم.
أما بالنسبة لآلية استخدامها في التفريق بين أنواع الجراثيم فهي كالتالي:
نقوم بتطبيق صبغة غرام على الجراثيم حتى تكتسب اللون البنفسجي، ومن ثم نحاول إزالة هذه الصبغة ووضع ملون أحمر، فإن حافظت الجراثيم على اللون البنفسجي المكتسب من صبغة غرام نقول: إنها إيجابية غرام، وإن زال اللون البنفسجي وتحولت للون الأحمر نصنفها بأنها سلبية غرام.
والآن فلنتحدث قليلًا عن كل نوع على حِدَةٍ،
ولنبدأ بالجراثيم إيجابية الغرام Gram-positive bacteria:
• تحوي على طبقة سميكة من البيبتيدوغليكان، مما يساعدها على الحفاظ على اللون البنفسجي عند تلوينها بغرام، مثل: المكورات العنقودية Staphylococcus، والمكورات العقدية Streptococcus التي قد تكون السبب للإصابة بالتهاب اللوزتين أو أمراض أخرى.
• تتميز هذه الجراثيم بأنها تسمح بمرور الجزيئات والأدوية إلى داخلها بسهولة مقارنة بالجراثيم سلبية غرام، فبالرغم من سماكة جدارها الخلوي إلا أن اختراقها أسهل!.
الجراثيم سلبية الغرام Gram-negative bacteria:
• تحوي على طبقة رقيقة من البيبتيدوغليكان، ولكنها تتميز بوجود غلاف خارجي يحيط بهذه الطبقة الرقيقة، ويعتبر هذا النوع أكثر صعوبةً من حيث إمكانية اختراق الأدوية له، منها: النيسيريا Neisseri، و الإشريكية القولونية Escherichia coli التي قد تكون المسبب لوجود عدوى مزمنة في مجرى البول.
وختامًا يجب التنبيهُ إلى أنَّ ليسَ جميع الجراثيم تتلون بصبغة غرام، كالمتفطرة السلية Mycobacterium tuberculosis مثلًا (وهي المسببة لمرض السل)، وذلك بسبب الاختلاف في تركيب الجدار الخلوي.
فسبحان الله الخالق المبدع، عالمٌ كامل مختلف بعضه عن بعضٍ اختلافًا شديدًا، فالحمد لله الذي أنعم علينا بعقلٍ يكشف هذه الأغوار، فنسبح بحمده، ونتداوى من تلك الكائنات كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً)) [صحيح ابن ماجه: 2789]
دمتم بصحة وعافية.