«كان جماعة من الملاحدة والزنادقة قد أزعجهم تأثير القرآن الكبير في عامة الناس، فقرروا مواجهة تحدي القرآن، واتصلوا _لإتمام خطتهم_ بعبد الله ابن المقفع، وكان أديبا كبيرا وكاتبا ذكيا، يعتد بكفاءته، فقبل الدعوة للقيام بهذه المهمة، وأخبرهم أن هذا العمل سوف يستغرق سنة كاملة، واشترط عليهم أن يتكفلوا بكل ما يحتاج إليه خلال هذه المدة .
و لما مضى على الإتفاق نصف عام، عادوا إليه، وبهم تطلع إلى معرفة ما حققه أديبهم لمواجهة تحدي رسول الإسلام، وحين دخلوا غرفة الأديب _الفارسي الأصل_ وجدوه جالسا والقلم في يده، وهو مستغرق في تفكير عميق، وأوراق الكتابة متناثرة أمامه على الأرض، بينما امتلأت غرفته بأوراق كثيرة كتبها ثم مزقها!!
لقد أصيب بإخفاق شديد، واعترف لهم على استحياء أنه _على الرغم من مضي ستة أشهر_ لم يفلح في أن يأتي بآية واحدة من طراز القرآن، وعندئذ تخلى ابن المقفع عن مهمته مغلوبا!!»
(المصدر)
_كتاب: دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع الهجري و الرد عليها. الدكتور عبد المحسن بن زين المطيري، دار البشائر الإسلامية، الصفحة (150
https://al-maktaba.org/book/9438