حالة طبّية: تحول الإنسان إلى كائن نباتي!
ما هي؟!
نحن نتحدث عن متلازمة الحساسية المفرطة لجزيء ألفا-جال Alpha-gal Allergy وتسمى أيضا حساسية اللحوم الحمراء. فما هي؟ وما علاقتها بالشواطئ واللحوم؟
مقدمة:
بعض الأجسام البشرية تُعاني من فرط التحسس لأُمور محددة، مثل حبوب اللقاح أو العطور، أو بعض الأدوية أو حتى الشوكولا. ويعود الأمر في أغلب الحالات إلى أسبابٍ وراثية تجعل الجهاز المناعي يتعرف على بعض المواد على أنها أجسام غريبة، فيهاجمها ويعطي ردة الفعل، وهي أعراض الحساسية التي نشاهدها.
وأما في مقالنا هذا سنتحدث عن نوع غريب من فرط الحساسية ألا وهو:
فرط التحسس من اللحوم الحمراء؛ كلحوم البقر و الغنم.
كيف تحدث؟
تحدثُ هذه الحساسية بسبب وجود أجسام مضادة مخصصة IgE بالجسم، تهاجم جزيء يسمى ألفا جال Alpha Gal الموجود في اللحوم الحمراء، لذلك فان تناولها يُسبب الحساسية، كذلك هذا الجزيء هو جزء من تركيبة دواء يسمى سيتوكسيماب Cetuximab وهو دواء لعلاج السرطان.. وقد أدى اسخدامه وريديًا الى ظهور حساسية ألفا جال.
ما علاقة هذه الحساسية بزيارة الشواطئ والتمشي بين الحشائش الطويلة والرطبة؟
الغريب بهذه المتلازمة أنها ظهرت في معظم الحالات بعد التعرض للَدغةِ نوع معين من القَراد يسمى اليغموش الأمريكي Amblyomma Americanum وهذه القرادة تعيش بكثرة بين الحشائش الرطبة والشواطئ، وخاصة في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة وأجزاء من أستراليا، وهي أكثر الأماكن لانتشار هذه المتلازمة، مما يؤكد العلاقة بأن السبب لهذه المتلازمة، هو لدغة هذه القرادة.
#ما هو الرابط بين القرادة واللحوم والحساسية؟
حاول العلماء تفسير الظاهرة فتوصلوا إلى ثلاثة تفسيرات مختلفة حول آلية إحداث المتلازمة بعد التعرض للعض من القرادة:
– يتطفل القراد على دم المواشي، فيأخذ مُركّبات سكرية دهنية من المواشي، ويخزنها بجسمه، ويعتقد العلماء أن هذه المركبات هي المسؤولة عن إحداث الحساسية لجزيء ألفا جال الموجود في اللحوم الحمراء.
– أو يُعتقد بأنّ المسبب للحساسية هو المركبات الطبيعية الموجودة أصلًا لدى القرادة، وخصوصًا في محتويات اللعاب.
– أو أنّ السبب في إحداث الحساسية يرجعُ إلى وجود كائناتٍ حية دقيقة أخرى في القرادة مثل بكتيريا وقد تكون هي المسؤولة عن إحداث الحساسية بعد اللدغة، وقد تم التعرف على بعض أنواع هذه الكائنات وتأكيد وجودها. ولكن النظرية تفرض وجود كائنات أخرى محتملة لم يحصل التعرف عليها بعد.
الأعراض:
بعد تناول المصاب للحوم ب ٣-٦ ساعات تبدأ أعراض الحساسية بالظهور وهي:
– حساسية وحكة جلدية.
– غثيان.
– إسهال.
– ضيق التنفس.
وتحدثُ هذه الأعراض بشكل شديد، وقد تكون مهِددة للحياة في بعض الأحيان. وما يُميز هذه المتلازمة هو تأخر ظهور الأعراض بعد تناول اللحوم لساعتين على الأقل، وقد تتأخر أحيانًا (٣-٦ساعات )، على عكس أنواع الحساسية الأخرى التي تظهر أعراضها في أقل من ساعة بعد التعرض للمسبب، وهذا الأمر يطرح سؤال جديدًا للباحثين حول الكيفية التي تحدث بها الحساسية بالضبط؟
التشخيص:
بعد ظهور الأعراض، تُجرى فحوصات الدم. ويحصل التأكد عن طريق اختبار الحساسية بالجلد، حيث يمكن للمخبري حينها التأكد من ردود فعل الأضداد IgE للحوم الحمراء.
العلاج :
كباقي كل انواع الحساسية، أفضل شيء يمكن فعله هو عدم التعرض للمسبب، وهنا يمتنع الأشخاص عن اللحوم الحمراء، وفي حال التعرض تُعطى أدوية مضادات الحساسية و الستيرويدات للسيطرة على أعراض الحساسية.
أخيرًا:
ننصحُ بتوخي الحذر والاهتمام بالنظافة العامة وخصوصًا من قبل مربي الحيوانات الأليفة؛ مثل القطط والكلاب وتنظيفها من القراد، وإرتداء ملابس كاملة عند الشك بوجود هذه القرادة في المكان الذي تزورونه، بحيث لا تؤثر هذا على متعتكم ورحلتكم?٠
دمتم بصحة وعافية.