حصيات المرارة
حالة يجب أن تعرفها
تعد حصيات المرارة من الحالات الشائعة في ظل التقدم الإنتاجي (مقارنةً مع العصور القديمة)، ولكن رغم سماع الناس عنها كثيرًا، إلا أنهم لا يعرفون عنها الكثير، واليوم سنطلعكم على كل ما عليكم معرفته عنها، بسم الله نبدأ:
أولًا: ما هي المرارة؟
المرارة: عبارة عن كيس كمثري الشكل يقع تحت الكبد، له القدرة على تخزين 30 إلى 60 مليلتر من مادة صفراء (العصارة الصفراوية) لتعمل على استخدامها وإفرازها في الاثني عشر عند الحاجة.
ثانيًا: ما وظيفة العصارة الصفراوية؟
❖ للعصارة الصفراوية وظيفتان أساسيتان:
1- تساعد في هضم وامتصاص الدهون: ذلك أن الدهون لا تذوب في الماء، وبالتالي يصعب هضمها بدون تحويلها إلى جسيمات مشحونة (micelles) لها القدرة على الذوبان في المحاليل المائية، وهذه العملية تسمى الاستحلاب (emulsification).
2- تعتبر وسيلة لتصريف نواتج فضلات الدم خاصة البيليروبين -الناتج النهائي من تكسير الهيموغلوبين- وأيضًا تصريف الكوليسترول الزائد في الدم لتقليل تراكم الكوليسترول في الجسم، والذي يسبب تراكمه الكثير من المشاكل منها مشاكل القلب (cardiovascular diseases) والتجلط (coagulation) بالإضافة إلى اكتساب وزن زائد.
ثالثًا: دور الكبد في إنتاج العصارة الصفراوية (Bile):
إن من أهم وظائف الكبد إفراز العصارة الصفراوية، وتتراوح كمية إفرازها طبيعيًا ما بين 600 – 1000 مل/يوميًا.
العصارة الصفراوية هي مادة يقوم الكبد بإنتاجها وإفرازها في المرارة، ولها أهمية كبيرة في عملية هضم وامتصاص الدهون عن طريق تحويلها إلى مستحلب دهني (emulsion).
مكونات الصفراء:
تتكون العصارة الصفراوية بشكل أساسي من الأملاح الصفراوية (bile acid) وهي تشكل تقريبًا 50% منها، كما تحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول والليسيثين (lecithin) والبيليروبين (bilirubin).
مم تُصطنع العصارة الصفراوية؟ وما علاقة الكوليسترول بها؟ وهل هو سيئ؟
تُصنع العصارة الصفراوية أساسًا من الكوليسترول الذي يُجلب من الدم إلى الكبد، ويستهلك الكبد حوالي 1-2 غ من الكوليسترول يوميًا لتصنيعها.
ولا يقتصر دور الكوليسترول على تصنيع العصارة الصفراوية، حيث يُعد الكوليسترول مركبًا هامًا يستهلك في الكثير من العمليات المهمة في الجسم كتصنيع فيتامين دال (D) في وجود أشعة الشمس، وتصنيع الهرمونات الكظرية كهرمون الكورتيزول والألدوستيرون والهرمونات الجنسية.
تقوم المرارة بتخزين العصارة الصفراوية ويمكن أن تتحكم بتركيزها عن طريق امتصاص الماء والشوارد.
رابعًا: نقطة هامة: التخزين:
تُخزن العصارة الصفراوية في المرارة كما ذكرنا، وتبلغ الكمية الطبيعية التي يمكن للمرارة تخزينها 30 – 60 مليلتر.
ويمكن أن تصل قدرتها على التخزين لحوالي 450 مليلتر -وهي الكمية التي يفرزها الكبد لمدة 12 ساعة بشكل متواصل- وذلك لقدرتها على امتصاص الماء والصوديوم والكلور والكهارل الأخرى الموجودة في الصفراء، فتقوم بتركيزها لتحتوي فقط على أملاح العصارة الصفراوية (bile acid)، والكوليسترول، والبيليروبين (bilirubin)، والليسيثين (lecithin).
ويقوم النسيج الظهاري المبطن للمرارة بعملية الامتصاص لتركيز العصارة، فتركز الصفراء في المرارة قرابة 5 أضعاف تركيزها العادي بهذه الطريقة في الحالات الطبيعية، وقد تصل درجة التركيز لأكثر من 20 ضعف في بعض الحالات.
خامسًا: الآن يمكننا شرح الحصيات:
حصيات المرارة هي ترسبات صلبة للعصارة الصفراوية تتكون في المرارة، وهي من أشهر الأمراض التي تصيب الشجرة الصفراوية وتصنف إلى:
1. حصيات كوليسترولية: وهي الأكثر شيوعًا وغالبًا ما تظهر باللون الأصفر وتتكون عند ترسب الكوليسترول.
2. حصيات صبغية: لونها أسود وتتكون عندما تحتوي العصارة الصفراوية على كميات كبيرة من البيليروبين.
سادسًا: الأسباب لتتجنبها:
تتعدد أسباب تكون الحصيات الصفراوية ويمكن إدراج هذه الأسباب تحت ثلاثة عناوين رئيسية وهي:
1. زيادة مكونات العصارة الصفراوية:
كزيادة الكوليسترول بسبب زيادة استهلاك الدهنيات أو في بعض الحالات المرضية
أو زيادة البيليروبين كما في بعض الحالات المرضية كفقر الدم الانحلالي.
2. خلل في عملية امتصاص وتركيز العصارة الصفراوية:
وقد تنتج عند حدوث التهاب في المرارة مما يسبب زيادة امتصاص الماء والكهارل، وبالتالي زيادة تركيز العصارة وترسبها أو ترسب بلورات صغيرة حول الأنسجة الملتهبة لتتطور فيما بعد إلى حصيات كبيرة
3. خلل في إفراغ المرارة وبالتالي ترسب العصارة الصفراوية في المرارة.
سابعًا: أعراض حصيات المرارة:
غالباً ما تكون غير عرضية (asymptomatic) لكن قد يصاحب الإصابة بحصيات المرارة آلام مفاجئة في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وأيضًا ألم رجيع في الكتف الأيمن.
والألم الرجيع (referred pain) هو الإحساس بألم في منطقة معينة من الجسم ويكون مصدره منطقة أخرى بعيدة عن موضع الألم.
ثامنًا: خطر حصول مضاعفات:
المضاعفات:
– انسداد القناة الصفراوية مما يؤدي لمضاعفات غير محمودة
– انسداد القناة البنكرياسية والإصابة بالتهاب البنكرياس
– عدم القدرة على هضم الدهون وامتصاصها مما يؤدي إلى خلل في التغذية
العلاج:
يكون العلاج إما بالأدوية التي تعمل على إذابة الحصيات وتخفيض نسبة الكوليسترول، أو عبر التدخل الجراحي باستئصال المرارة في حالة حصيات المرارة العرضية (symptomatic) وحدوث مضاعفات، لأن الأدوية قد تحتاج إلى شهور للعلاج.