هل تحفظ عشرة أجزاء من القرآن؟ تهانينا!
تشير الدراسات إلى أنك أقل عرضة لأمراض ضغط الدم، والسكري، والكآبة!
المقال مقروءا بصوت Mustafa Jamal Voice Over :
إليكم التفاصيل:
في دراسة فريدة من نوعها نشرت في مجلة SAGE open medicine ونشرها أيضًا موقع الدراسات العلمية الشهير NCBI قام بها مجموعة من الأطباء من جامعة سليمان الراجحي- كلية الطب، في المملكة العربية السعودية.
أظهروا فيها صلة ربط قوية بين حفظ القرآن لدى المسلمين وبين انخفاض احتمالية الإصابة بأحد هذه الأمراض (الضغط، والسكري، والكآبة). فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟ وكيف هذا؟ وما تعليقنا نحن (الباحثون المسلمون) على ذلك؟
مقدمة
نُشِرَت دراسات عدة مسبقًا تربط بين الدين والتدين وبين الراحة والصحة النفسية وحتى الصحة الجسدية أحيانًا، حيث توجد دراسات تربط بين التدين وازدياد نسب الحمل لدى النساء المصابات بالعقم وانخفاض مدة الحالة الإنباتية (vegetative state، وهي حالة من اضطراب في الوعي، غالبًا ما تحدث نتيجة تلقي الرأس لصدمة) لمرضى رضوض الرأس، وكذلك تحسُّن المناعة لدى كبار السن وانخفاض نسب الوفيات عند مرضى إنتان الدم، ولكن الكثير منها كانت على الأديان والتدين بصورة عامة أو على النصارى.
أما فيما يخص المسلمين، فيوجد عدد من الأدبيات – ولو كانت محدودة – حول الآثار الصحية للممارسات الدينية ومنها الربط بين سماع القرآن لمدة (15 دقيقة) وبين ارتفاع معدل الصحة الذهنية لمجموعة من طلاب التمريض، وكذلك بين سماع القرآن لمدة (18 دقيقة) وبين انخفاض مستوى التوتر لدى مرضى القلب.
كما نُشِرَت دراسة مستعرضة (cross-sectional study) تربط بين تلاوة القرآن وارتفاع الصحة الذهنية لدى المسنين.
وربطت دراسة تجريبية أخرى (experimental study) بين ترديد الذكر وانخفاض مستوى التوتر والألم للداخلين لعمليات جراحية بدون اختلاف في القيم الموضوعية كضغط الدم أو معدل ضربات القلب.
وليس هذا فحسب، ففي دراسة كويتية ربط الباحثون بين الملتزمين (على أن حفظ القرآن جزء من الالتزام الديني) وبين انخفاض مستوى ضغط الدم، ومع ذلك لم يكن واضحًا أن الفائدة الحاصلة بسبب الحفظ تحديدًا.
الدراسة موضوع المقال
أما في هذه الدراسة المستعرضة الفريدة من نوعها، تناول فيها الباحثون أثر حفظ القرآن على الصحة الجسدية واستهدفوا بها المسلمين تحديدًا(طبعًا بما أننا نتحدث عن القرآن slightsmile emoticon ).
وسنتناول في مقالنا هذا عرضًا موجزًا لهذه الدراسة لنرى معًا كيف أجريت وإلام توصلت!
– كيف جرت الدراسة؟
قام الباحثون باختيار (160) مائة وستين مسجدًا بصورة عشوائية من منطقة القصيم ليخرجوا بعدد نهائي من المتطوعين وصل إلى 400 متطوع بعمر 55 أو أكبر.
أجريت مقابلات مع المتطوعين بأسئلة محددة لمعرفة ما يحتاجه الباحثون كنمط الحياة وتقييم الكآبة وغيرها، ثم قاموا بأخذ قياسات جسدية كالوزن والطول وضغط الدم وقياس السكر العشوائي (random blood glucose) وكذلك مقدار الحفظ والذي قُسِّم حسب الأجزاء إلى: أقل من نصف جزء، من نصف لواحد، من جزئين لأربع، من خمس لتسع، أكثر من عشر.
وللخروج بدراسة موثوقة، قام الباحثون بإدراج المتغيرات (covariates) والتي تمثل العادات الصحية والأمور المرتبطة بالأمراض المزمنة، مثل العمر والتدخين والعمل وBMI والأكل في المطاعم والمشي اليومي وعدة أمور أخرى تجدون تفصيلها في رابط الدراسة.
– نتائج الدراسة
بعد إخضاع النتائج الإحصائية للمتغيرات التي ذكرناها أعلاه للخروج بنتائج أصوب ما تكون، أظهرت هذه النتائج ارتباطات قوية جدًا بين حفظ القرآن وبين انخفاض نسب السكري وضغط الدم والكآبة كالتالي:
عند من كان حفظهم يتراوح ما بين 10 إلى 30 جزءًا كان احتمالية الإصابة بضغط الدم أقل بنسبة 64% والسكري 71% والكآبة 81%.
أما من كان حفظهم يتراوح ما بين 5 و9 أجزاء فكانت نسبة الإصابة بضغط الدم أقل ب 43% والسكري 55% والكآبة 66%.
وأما من كان يتراوح حفظهم بين جزئين لـ 4 أجزاء فكانت نسبة الإصابة بضغط الدم أقل ب 16% والسكري 51% والكآبة 40%.
– ماذا بعد؟ وبمَ فسر الباحثون هذا؟
تحدث الباحثون في قسم “المناقشة” (discussion) من الدراسة أن الفائدة كانت قوية ومُلاحظَة عند حافظي 10 أجزاء وما فوق.
كما أن هناك تفاسير قليلة لهذا الارتباط بين حفظ القرآن وهذه الأمراض منها الحافز النفسي الجيد الذي تضفيه تلاوة الأجزاء المحفوظة والتي سيتلوها حافظها لعدم نسيانها وكذلك للتعبد بها، وأشاروا إلى أن تلاوة القرآن الكريم تزيد التزام المسلم بترك المواد المهلكة والمضرة بالجسم (مقارنةً مع غير القارئ) مما قد يفسر سبب الانخفاض الشديد في نسبة التدخين كلما ازداد عدد الأجزاء المحفوظة لمن تضمنتهم الدراسة.
كما أكد الباحثون على ضرورة عمل أبحاث أخرى تقوي هذه الدراسة وتحاول التوصل لسبب تأثير الحفظ على المسلمين بهذه الصورة كما ذكروا بعض النقاط التي قد تؤخذ على الدراسة مثل وقت حفظ القرآن ووقت تطور هذه الأمراض وكذلك ما هي دقة المعلومات التي أعطاها المتطوعون عن مقدار حفظهم، وبالنسبة للنقطة الأولى فقد أكد الباحثون أن حفظ القرآن غالبًا ما يكون أثناء الطفولة والشباب أي قبل أمراض الشيخوخة هذه، أما النقطة الثانية فأشاروا إلى أن حافظي القرآن غالبًا يعلمون أجزاءه وأن المشاركين في الدراسة لم يكن لديهم علم بفرضية الدراسة لذا لم يكن لديهم أي حافز لتضليل معلوماتها، مما يزيد من قوة الدراسة.
خاتمة (الباحثون المسلمون)
فلتعلم أخي وأختي أن هذا الكتاب الذي بين يديك هو كنز وهو الدستور الحقيقي لهذه الحياة ومفتاح الدين، فواظب على حفظه وتعلمه وتعليمه وتحفيظه والعمل به ولتكن مثل هذه الدراسات مؤنسًا لك على ما تفعل واحتسب المشقة لله لتنال خير الجزاء بإذن الله.
أما عن الرأي العلمي فأجاد الباحثون بمناقشته، ولا نستبعد وجود تأثيرٍ مباشر، فقد رقى صحابيٌ شخصًا من لدغة عقرب بالفاتحة، طبعًا لا نتجاهل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عباد الله تداووا) إلا أننا نرى أنه قد يكون له تأثير جسدي مباشر، وليس فقط نفسي.
واعلم أن حفظ جزءٍ من القرآن يسهِّل عليك الرغبة في قراءته، وكذلك يسهل عليك الإقدام على صلاة قيام الليل، فقد يخطر ببالك أن تقرأه في ركعتين، ويُسهِّل عليك صلوات التهجد خصوصًا في رمضان، ذلك أن الإمام سيقرأ ما تعلم، فلا تشعر بتعبٍ وإن طالت. أي أنه خير يجر خيرات لا تحسبها.
فهل من خطة لحفظ جزءٍ في رمضان 2019 يبقى معك في حياتك كلها؟ slightsmile emoticon
رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة!