العرائس أو الدمى التي قالوا عنها مصنوعة من جلد وحمض نووي وراثي خليط بين البشر والحيوانات !!
جاءتنا رسائل تستفسر عن حقيقة هذه العرائس أو الدمى التي نشرت عنها اكثر القنوات الإعلامية والإخبارية (وبكل سذاجة) ما قيل عنها من أنها هجين بين الحمض النووي الوراثي البشري مع الحيواني لإعطاء هذا المخلوق الشبه آدمي (يوجد منه إصدارات على شكل أطفال رضيعة) بحيث أن له قلبا يدق ويتنفس ويمكن ثنيه وتظهر له أسنان مع الوقت (يوجد منه نوع يستمر إلى عام وآخر إلى 3 أعوام)
والحقيقة أن أصل المشكلة وانتشارها يرجع إلى نقطتين رئيسيتين وهما :
عدم أمانة ومهنية وحرفية أكثر وكالات الإعلام والأخبار – حيث تتغلب الرغبة في المواضيع الشاذة وذات الضجة الإعلامية : على أهمية التوثق من الخبر وتتبع صحة تفاصيله (ولذلك نجد انتشار الكثير من الأخبار الصادمة أخلاقيا أو دينيا لأنها تجلب أكبر تفاعل مطلوب لهذه الوكالات والأخبار من أجل تكثير الربح الإعلاني بها المرتبط بكثرة الزيارات)
توهم مصداقية كل ما يتم نشره في موقع على الإنترنت – بمعنى آخر : عدم معرفة الوضع المزري للثقافة والحريات في الخارج بشأن موضوع الكذب المجتمعي !! فيمكن لأي مخادع اختراع ما يريد افتراءه ونشره بين الناس مهما كان سفيها أو تافها ولن يحاسبه عليه أحد أو حكومة أو جهة رسمية ما لم تقام دعوى قضائية ضده مثلا !! وذلك يشمل مواقع إخبارية كاملة قائمة على نشر الأخبار المكذوبة والمفبركة (مثل تأليف قصص مكذوبة وإلصاقها بشخصيات شهيرة إلخ)
لقد عرضنا من قبل واحدة من أشهر الخدع التي انطلت على الملايين في العالم وهي خدعة تصوير (تشريح الكائن الفضائي) – حيث ظهر فيها التشريح وكأنه حقيقيا تماما والدم والعضلات والعظام إلخ – ثم اعترف صانعه المتخصص في الخدع السينمائية بفعلته !!
الموضوع الذي معنا الآن لا يبتعد عن ذلك كثيرا ..
بل هو من صميم عمل وتخصص عشرات الاستوديوهات الأمريكية القائمة على صناعة المجسمات الشبيهة بالبشر من لدائن تشبه اللحم والجلد من المطاط والبلاستيك وتحريكها بواسطة بعض الآلات الميكانيكية الداخلية
كانت البداية مع آدم براندجيس Adam Brandejs حيث عرض هذه العرائس أو الدمى على أنها مستأنسات جينية كما يظهر من مقطعي اسمها Gen.pets (أي الكائنات التي نربيها في المنزل ولكنها من إنتاج جيني معدل) – كان المشروع يمثل في البداية موضوع التخلي عن تربية الطفل إلى هذه الكائنات الغريبة (شكلها غير مألوف هجين بين الطفل والحيوان) – وتم عرض المشروع بالفعل في العديد من المعارض في كندا وأوروبا وحصل علي بعض اهتمام ملحوظ في وسائل الإعلام
كانت العرائس والدمى عبارة عن روبوتات آلية مصنوعة من المطاط والبلاستيك كما قلنا، وتضم دوائر روبوتية لمحاكاة التنفس البطيء. كانت في هيئة طفل صغير قبيح عديم شعر الجلد – حيث المقصود عرضها وكأنها مخلوقات معدلة وراثيا وحية (وتم تزويدها بالقدرة على إصدار بعض الأصوات الضعيفة مثلها مثل الكثير من العرائس المعروفة للأطفال) !!
ورغم أن الفكرة هزيلة علميا – ومن السهل إنكارها ونقدها عمليا – بالإضافة إلى أن فن العرائس المتحركة والتي تتكلم أو لها بعض الاستجابات الآلية هو فن معروف منذ سنوات عديدة (العرائس التي تقول بعض الكلمات مثل ماما – بابا وغيرها) – إلا أن الإيحاء النفسي والتمهيد الفكري للكذب المبالغ فيه الذي يستكثر الناس أن يصدر مثله من إحدى الجهات ثم تترك هكذا بدون حساب ولا مقاضاة :
جعل الكثير من الناس تصدق هذه الروايات الساذجة للأسف – وخصوصا مع مهارة النحت والتجسيم والتقديم – ثم إنشاء موقع رسمي لهذه المجسمات مليء بالأكاذيب (العلمية) بخصوصها لإيهام كل مَن يدخل عليه أنها بالفعل كائنات حية هجينة معدلة وراثيا بالهندسة الجينية !!
هذا رابط صفحة الطلب الوهمية : وفيها اختيار العدد ولون بشرة الكائن إلخ : هنا
وهذا رابط عن معلومات عامة بخصوص هذه الكائنات (الرابط مليء بالكذب) : هنا
وهذا رابط ثالث عن أكثر الأسئلة والاستفسارات التي تأتيهم وإجاباتها (أيضا مليئة بالكذب لحبك الخدعة على البسطاء والعامة للأسف) : هنا
الإجابة :
بالطبع لا .. هناك المثيرون ممَن لا يرضون العيش في ظل ما تلقيه عليهم وكالات الإعلام والأخبار اللاهثة خلف الفرقعات الإعلامية بدون مصداقية في أغلبها !!
هذا مثال لموضوع شخص امتعض من الفكرة من أساسها ورآها مقززة إذا كانت حقيقية : فأراد أن يتتبعها ويتواصل معهم على موقعهم :
Bioengineered Pets! Genpets are real animals sold as dolls! Or are they?
ويوجد مثله على النت …
ولكن أشهر الوقائع التي كشفت الحقيقة لعامة الناس والبسطاء كانت في عام 2006 حيث تم ذكر هذه العرائس والدمى في موقع شهير عالميا متخصص في كشف أكبر الكذبات والخدع في العالم والأخبار – ألا وهو موقع :
متحف الخدع Museum of Hoaxes في سان دييغو كاليفورنيا
هذا رابطه (الموقع فيه الكثير من الفوائد) : هنا
وهذا قولهم في هذه العرائس والدمى : Genpets (shrinkwrapped pets)
ثم تتالت بعده مثل هذه الحقائق والأخبار مثل إذاعة بي بي سي نيوز برنامج كليك :Webscape
وكذلك صحيفة نيويورك تايمز (المملكة المتحدة)، وصحيفة نيويورك تايمز أمريكا – وكذلك G4TechTV
كان العمل في البداية كله يدويا من أدم براندجيس Adam Brandejs وكان يساعده في الماكياج كريستال باليستر Crystal Pallister لتلوين العرائس – قبل ان يصير الأمر بهذه الصورة الدعائية الفجة !!
.