حكمة اليوم – إلى مَن تتركون أبناءكم ؟ التقليد والقدوة أكبر أدوات تعلم الطفل وأطولها أثرا في حياته
لعل بعضنا يشاهد مدى تأثير التقليد والقدوة على الطفل الصغير ومحاولته لمحاكاة أفعال وأقوال وتصرفات أقرب الناس إليه – حتى في الصلاة : لو رأى الأب أو الأم يصلي لقلدهما فيها – حتى لو عطست في الصلاة فسيحاول الطفل ذو العامين أن يقلد العطسة 🙂
هذا مؤشر يعطينا فقط شدة أهمية هذا الأمر
إذا تركت الأولاد يشاهدون فيلما عن حروب القتال والضرب والرياضات الإلتحامية مثل الكونغ فو : شاهدهم بعد انتهاء الفيلم ماذا سيفعلون – والآن … ماذا لو كان فيلما لا أخلاقيا ؟ سوقيا ؟ يعرض الرذيلة والفساد وقلة أو انعدام الأمانة والأخلاق ؟ السب والشتم ؟ التعري والزنا ؟ وما قيل عن الأفلام يُقال على النت ؟ على اليوتيوب ؟ على الفيسبوك وتويتر ؟ هل تتركونهم بغير حماية أمام عشرات الأفكار التي ستعرض عليهم بغير فلترة ولا تنقيح ولا اختيار ؟
ومثل هذا الكلام يمكن سحبه وتطبيقه على أصدقاء أبناءكم ؟ هل تعرفون مَن هم ؟ ما هي سمعتهم أو أخلاقهم ؟ فالصحاب ساحب كما يقولون !!
بل يمكن سحبه وتطبيقه على الأب والأم أنفسهم – ماذا يشاهد أبناؤكم منكم ؟ ماذا يتعلمون من كلماتكم وأفعالكم ؟ هل تفكرون فعلا في مصلحتهم وأن يكبروا ليكونوا أفضل منكم أو تحموهم من السلبيات التي عانيتم أنتم منها ؟ أم تتركونهم لتلك السلبيات كما ترككم غيركم لها ؟
إنها أمانة .. وأمانة عظيمة .. سنسأل عنها جميعا أمام الله عز وجل ..
يقول رسولنا الكريم في حديثه الشهير :
” كلكم راع ٍوكلكم مسئولٌ عن رعيته ، الإمام راع ٍومسئولٌ عن رعيته ، والرجل راع ٍفي أهله وهو مسئولٌ عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها “ ….. إلى آخر ما قال صلى الله عليه وسلم – والحديث في صحيح البخاري وغيره ..
فالله الله في أبنائكم