حكمة اليوم – الإنسان جسد وروح .. قصة واقعية غريبة حكاها الدكتور بول أرنست أدولف
القصة نقلها المفكر الإسلامي الهندي وحيد الدين خان في كتابه الرائع (الإسلام يتحدى صـ 186- 187) بعدما قال :
” فالمجتمع الجديد يسير في اتجاهين في وقت واحد فهو يحاول من جهة الحصول على جميع الكماليات المادية، على حين يتسبب لتركه الدين في خلق أحوال تجعل من الحياة جحيما، انه يعطيك دواء الشفاء من الفم. ويحقنك السم في العضل ” !!
فنقل الكلام التالي للدكتور بول أرنست أدولف من كتابه The Evidence of God, pp. 212 حيث يقول :
” تعرفت أثناء دراستي بالكلية الطبية على التغييرات التي تطرأ على أنسجة الجسم بعد الاصابة بالجراح، وشاهدت أثناء التجارب بالمنظار المكبر أن أعراضا محددة تطرأ على هذه الأنسجة، مما يؤدي الى اندمال الجروح وشفائها، وعندما أصبحت طبيبا بعد اتمام دراستي : كنت جدا مقتنع بكفاءتي وأنني أستطيع أن أحقق نتيجة موفقة بالتأكيد، باستعمال الوسائل الطبية اللازمة، ولكن سرعان ما أصبت بصدمة كبيرة، حيث فرضت علي الظروف أن أشعر أنني اعرضت عن أهم عنصر في علم الطب، ألا وهو: الله !!
كانت بين المرضى الذين كنت مشرفا على علاجهم في المستشفى، عجوز في السبعين من عمرها، أصيب أعلى فخذها بصدام، وأكدت صور الأشعة أن أنسجة جسمها تلتئم بسرعة، فقدمت لها تهنئاتي بسرعة شفائها، وأشار لي كبير الجراحين: أن أطلب منها العودة الى بيتها بعد أربع وعشرين ساعة، لأنها استطاعت أن تمشي دون أن تستند الى شيء
وكان ذلك يوم أحد، حين جاءت ابنتها تزورها على عادتها الأسبوعية، فقلت لها: ان والدتك تتمتع بصحة جيدة الآن، وعليك أن تحضري غدا لترافقيها الى البيت. ولم تلفظ الفتاة بشيء أمامي، بل توجهت الى أمها، وقالت لها: انه تقرر بعد مشورة زوجها أنهما لن يستطيعا تدبير عودتها (أي الأم) الى بيتهما، وخير لها الآن أن تنظم لها سكنى باحدى دور العجزة !!
وبعد بضع ساعات مررت بسرير العجوز، فشاهدت أن انهيارا سريعا يطرأ على جسمها، ولم يمض أربع وعشرون ساعة حتى ماتت العجوز، لابسبب فخذ مكسور، بل جراء قلب كسير !!
وقد حاولت أن أقوم بجميع الاسعافات اللازمة لانقاذها، ولكن حالتها لم تتحسن. كانت عظام فخذها المكسورة قد تحسنت كثيرا، ولكنني لم أجد علاجا لقلبها الكسير.. أعطيتها كل ماعندي من الفيتامينات، والمعادن، ووسائل التئام العظم المكسور، ولكن العجوز لم تستطع أن تنهض مرة أخرى، لقد انجبرت عظامها دون شك، وكانت تملك فخذا قوية. ولكنها لم تقو على الحياة، لأن الزام عنصر لحياتها لم يكن الفيتاميات، ولا المعادن، ولا انجبار العظم، وانما كان (الأمل)، الأمل في أن تعيش على نحو معين، فمتى ذهب الأمل في الحياة، ذهبت معه الصحة
وكان لهذا الحادث تـأثير عميق في نفسي: لاحساسي بأن هذا الحادث كان من المستحيل وقوعه، لو كانت هذه العجوز تعرف «اله الأمل» “