سُئِلنا عن استخدام حليب الإبل لعلاج مرض التوحُّد، حيث يستخدمه الناس كثيرًا في بعض مناطق الدول الغربية لهذا الغرض. فهل لهذا أساس علمي؟
سنعرض لكم الدراسات المتعلقة بهذا الأمر، مع تعقيبنا عليها.
– نشر مركز أبحاث وعلاج التوحُّد في جامعة الملك سعود في الرياض بحثًا بعنوان:
“تأثير حليب الإبل على مرضى التوحد”
وفي تفاصيل الدراسة، حيث كانت التجربة من نوع RCT (مزدوجة التعمية) وهي تعتبر من أقوى أنواع الدراسات:
تم تقسيم 65 طفلًا لفئتين ومن ثم إعطاء حليب الإبل لفئة مقابل حليب البقر للمجموعة الأخرى.
بعد أسبوعين لوحظ تحسُّن كبير على المستوى السلوكي للفئة التي تناولت حليب الإبل.
(الرابط في التعليقات 1)
التعقيب: نطرح هنا السؤال التالي:
هل هذه المدة (أسبوعان) كفيلة بأن تؤخذ بعين الاعتبار؟ طبعًا هنا لا نقول أنَّ الدراسة خاطئة ونتائجها كذلك. إنما نرى أنها تعطي أملًا، لكن لا تحسم الجدل.
– بحث آخر لمجموعة أخرى من الباحثين من نفس الجامعة نُشر في مجلة NATURE .
بيَّنت الدراسة الـتأثير الإيجابي لحليب الإبل على وظيفة الغدة الزعترية (Thymus) (ذات الوظيفة المناعية) لدى مرضى التوحُّد؛ حيث يُعتقد أن لتغير الوظيفة المناعية دورًا في مرض التوحد.
شملت الدراسة 45 طفلًا جميعهم مصابون باضطراب التوحد واستمرت لمدة أسبوعين أيضًا!
(الرابط في التعليقات 2)
– وأخيرًا نضع لكم تقرير حالة (CASE REPORT) استمرَّت مراقبتها لمدة 6 سنوات.
وجاء في التقرير أن أعراض الطفل تحسَّنت بشكلٍ ملحوظ على مدار السنوات الست لدى تناوله نصف كوب من حليب الإبل يوميًا ولمدة 6 سنوات.
جديرٌ بالذكر أن الأعراض بدأت بالظهور مجددًا حالما توقف الطفل عن تناول الحليب!
(الرابط في التعليقات 3)
تعليقنا: تقرير الحالة يُعد من الدراسات الضعيفة.
كما هو واضح، هنالك دراسات علمية متنوعة لفائدة حليب الإبل على مرض التوحد. لكنها ليست دراسات جازمة. إنما تفتح الباب لمزيد من الدراسات العلمية، لعلّها نجد فيها علاجًا واعدًا لمرض التوحد.
فهل سنشاهد في الأيام القادمة ثورة علاجية لهذا الاضطراب؟
وهل سنستبدل حليب الأبل بجميع العلاجات المكلِّفة الدوائية منها والسلوكية لهؤلاء المرضى؟