حواديت التطور! : القردة في أمريكا الجنوبية
افترض داروين في كتابه أنّ الظروف البيئية الناتجة عن العوامل القاسية المتكونة نتيجة أحداث طبيعية كبرى، مثل: الصدع الإفريقي الكبير، تؤثر بشكل كبير على الكائنات الحية؛ مما يدفعها للتأقلم، ومن ثم التطور الكبروي!
ومن ضمن الأمثلة التي ذكرها: (وجود القردة في إفريقيا)، ومن ثم زعم أنها تطورت وانقسمت إلى قردة عليا وبشر بتأثير الضغوط التطورية، لكن كالعادة، فإن الأدلة ما فتئت تخيّب آمال داروين! فالقردة التي كان داروين يظن أنها خاصة بإفريقيا حصرًا ومن ثم انقسمت إلى قردة عليا وبشر عُثِر على حفرياتها في أمريكا الجنوبية بعد ملايين السنين من انفصال القارتين! وتوثّق تلك الدراسة الكثير من الأمثلة الأخرى لكائنات برية وبحرية كذلك عن عدم تناسق التوزيع الحيوي مع توقعات الانعزال الجغرافي، كـ: توزع الضفادع، والسحالي، وليمور مدغشقر، والقردة الإفريقية، والطيور والحشرات!
Queiroz, Alan de, The resurrection of oceanic dispersal in historical biogeography, Trends in Ecology & Evolution , Volume 20 , Issue 2 , 68 – 73
فماذا يفعل التطوريون حين تُخيّب الأدلة آمالهم؟ سنرى ذلك حالاً!
يخرج بعضهم في دراسات في دوريات علمية بفرضية مفادها: إنّ القردة التي وُجدت في أمريكا الجنوبية قد عبرت المحيط المفتوح سباحة من إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية!
نعم، صدق أو لا تصدق، وهذه إحدى الدراسات منهم في دورية نايتشر!
Bond, M., Tejedor, M., Campbell, K., Chornogubsky, L., Novo, N., Goin, F. 2015. Eocene primates of South America and the African origins of New World monkeys. Nature. doi: 10.1038/nature14120
يقول المقال من ناشيونال جيوغرافيك معلقًا على تلك “الدراسة ” الرابط في التعليقات :
(منذ (36) مليون عام، وجدتْ مجموعة من القردة نفسها على أطواف -جمع طوف- في المحيط الأطلنطي إثر عاصفة شديدة هبت على سواحل الأطلسي من الجهة الإفريقية، غير أنّ (الحظ) حالفهم فوقعوا في أمريكا الجنوبية. لا بُدّ أن أعترف أنّ هذا السيناريو يحتاج إلى الكثير من الخيال العلمي؛ لأننا لم نجد أبدًا حفرية لقرد متعلقة بجذع شجرة في المحيط، لكننا نعلم أن هذه الأحداث لا بد وأنها قد حدثت في الماضي).
نعم يا سادة، هكذا يتعامل التطوريون مع العلم، حدوتة ظريفة عن القرَدة التي رمتها عاصفة في المحيط الأطلسي، ثم ولحسن الحظ، عبروا آلاف الأميال في المحيط المفتوح دون غذاء ولا ماء عذْب، فوقعوا في أمريكا الجنوبية، فعثرنا على حفرياتهم هناك بعد ملايين السنين. وعلى الرغم من أنّ هذا مجرد خيال علمي كما يقول المقال يفوق في سخافته أفلام هوليوود، لكن لا بد وأنه قد حصل، ولا بد أنْ تصدقوه وإلا فأنتم أعداء العلم الأشرار!
لكم أن تتخيلوا أن تقوم دورية كـ:(نايتشر) بنشر تلك الحواديت على أنها “علم”، ثم يستغرب بعضهم لماذا نتهم التطور بأنه مجرد قصص سخيفة!
المقال من ناشيونال جيوغرافيك :
https://phenomena.nationalgeographic.com/2015/02/05/when-monkeys-surfed-to-south-america/