في ورقتهم المعنونة (مشكلة وقت الانتظار في نموذجٍ من القردة العليا) يُخبرنا الباحث الرئيسي “جون سانفورد” من جامعة كورنيل وفريقه أنّه حتى المحاكاة الحاسوبية تفشل في إثبات التطور الماكروي!
تُقدّم الورقة المنشورة عام 2015 نموذجًا حاسوبيًّا لحساب الوقت اللازم للحصول على سلسلةٍ قصيرة للغاية من القواعد النيكليوتيدية (قواعد الـ DNA) محددة الوظيفة، وتثبيتها في أجيالٍ من القردة العليا عن طريق الآليات الداروينية بالطفرات والانتخاب الطبيعي! فكيف تمت المحاكاة؟
تقول الدراسة: “تَستخدم هذه الورقة محاكاةً رقمية شاملة لفهم أنواع سلاسل النوكليوتيدات التي يمكن إنشاؤها بشكلٍ واقعي عبر عمليات الطفرة / الانتخاب الطبيعي، مع إعطاء إطارٍ زمني معقول.
يُحاكي برنامج Mendel’s Accountant بشكلٍ واقعي عملية الطفرة / الانتخاب، وتم تعديله بحيث يمكن تحديد بداية ونهاية مستهدفة من سلاسل النيوكليوتيدات. لقد قمنا بالمحاكاة على مجموعة من الرئيسيات (قبل البشر) بحيث لا يقل عدد الجيل عن 10 آلاف فرد، مع عمرٍ للجيل يبلغ 20 عامًا، مع فرض انتخاب قوي للغاية (انتقاء بنسبة 50٪).
تم إنشاء طفرات استبدال نقطي عشوائية ضمن سلسلة البداية، وكلما نشأ جزء في السلسلة المستهدفة تم تعيين ميزة إنجابية محددة لجميع الأفراد الذين يحملون هذا الجزء. وبوصول السلسلة المستهدفة إلى درجة التثبيت في الأجيال، تم إيقاف التجربة ومن ثم جدولة إحصائيات الوقت اللازم. باستخدام هذه المنهجية، قمنا باختبار تأثير معدل الطفرة وطول السلسلة وفوائد الطفرة وحجم الجيل على وقت الانتظار لتثبيت الطفرة”
ياترى ماذا كانت النتيجة، وكم كان الوقت اللازم للحصول على الطفرات وتثبيتها في هذه الأجيال؟
تقول الدراسة: “كشفت المحاكاة الواقعية – من الناحية البيولوجية- أنّ الأفراد من هذا النوع سيحتاجون إلى فتراتٍ زمنية طويلة بشكلِ غير عادي لإنشاء حتى أقصر سلسلة من النيوكليوتيدات الوظيفية.
الوقت اللازم لإنشاء سلسلة من اثنتين فقط من النيوكليوتيدات المطلوبة هو في المتوسط 84 مليون سنة!
أمّا الوقت اللازم لإنشاء سلسلةٍ من خمس نيوكليوتيدات هو في المتوسط 2 مليار سنة!!
وجدنا أنّ تلك الفترات قد انخفضت في المحاكاة مع زيادة معدلات التطفر، وافتراض زيادة اللياقة (فوائد الطفرة)، وزيادة عدد الأفراد في الجيل. ومع ذلك، حتى باستخدام أكثر العوامل سخاءًا، فإنّ الوقت اللازم لتأسيس أي سلسلة من النكليوتيدات المحددة في هذه الأنواع يشكل عائقًا كبيرًا”
ثم تُلخّص الدراسة نتائجها قائلةً:
“يبدو أنّ مشكلة وقت الانتظار (الوقت اللازم لحصول الطفرات حسب الآليات الدراوينية) تشكل عائقًا كبيرًا أمام التطور الماكروي للرئيسيات. إنّ إنشاء أي سلاسل مفيدة محددة من اثنين أو أكثر من النيوكليوتيدات بالآليات الدراوينية يصبح مشكلة كبيرة”
حتى الدراسات التي تحاول التغلب على المجهول (ملايين السنين) باستخدام الحواسيب تفشل باستمرار في إثبات التطور الماكروي، أو قدرة الآليات الداروينية على إحداث أي تطور، لكن مع ذلك، أغمض عينيك وتمتم: (التطور حقيقة علمية!)